ضابط في شرطة دبي برتبة مقدم ، حاصل على درجة الدكتوراة من جامعة سالفورد بالمملكة المتحدة في إدارة التغيير وعلى درجة الماجستير في الإدارة العامة (MPA) من جامعة ولاية أوريجون بالولايات المتحدة الأمريكية، مهتم في مجال الجودة والتميز المؤسسي ، يعمل حالياً مديراً لمركز أبحاث التميز بالإدارة العامة للجودة الشاملة بشرطة دبي
من يعش في مدينة مانشيستر يرَ الفصول الأربعة في اليوم الواحد، الطقس هناك يتبدل ويتحول بسرعة كبيرة، ويبدو لي أن إيمانيات أو بتعبير أصح سلوكيات الإنسان تتبدل وتتغير كالطقس، فهي تراوح بين علو همة ونزول قمة، وأنا شخصياً لست استثناء بطبيعة الحال. وبما أن مانشيستر كثيرة المطر فقد كان «الشيطان» يوسوس لي ـ أحياناً ـ فيقول: اليوم مطر، ابقَ وصلِّ في البيت، وإنْ خرجت فقد تتعرض لحادث. فقد ورد عن الحبيب ـ صلى الله عليه وسلم ـ أنه جمع بين صلواته وقت هطول المطر رخصة وتخفيفاً ..! لا أحد يستطيع أن يتغلب على الشيطان في طرح الأعذار، فأسبابه مقنعة، ولو لم تكن كذلك لما كانت جميع صلواتي ـ ذلك اليوم ـ في البيت ..! ولكن في أحيان أخرى تكون الإيمانيات مرتفعة، فتكون أذني مسدودة عن كل تثبيط شيطاني، وأجدني قد ركبت سيارتي بعزيمة وهمة ثمّ يمّمتُ شطر المسجد القريب الذي اعتدت على ارتياده للصلاة. في رحلة المطر هذه يصادفني ـ غالباً ـ مشهد مكرر؛ إما عجوز وإما شاب، أو فتاة .. يمارسون رياضة الجري بالرغم من غزارة الأمطار وشدتها.
هذا المشهد البسيط أصبح درساً مهماً في حياتي، فقد كنتُ أتساءل دائماً: لماذا هم وليس أنا؟ وسرعان ما أذهب إلى الصالة الرياضية، مباشرة وفي اليوم التالي فأسجل اسمي وأدفع رسمي .. ولكن، لأنني شخص عشاق .. لا أستطيع الاستمرار في ممارسة الرياضة، فأتوقف بعد شهر تارة أو بعد ثلاثة أشهر على أبعد تقدير طوراً آخر .. ثم أعود لحالة الخمول والكسل وضعف اللياقة البدنية. لكنني ـ ولله الحمد ـ منذ شهر أبريل من عام 2011 قررت أن تصبح الرياضة بالنسبة لي «أسلوب حياة» لقد جعلتها هدفاً أصيلاً في خطتي (الشخصية – السنوية) بأن أمارسها على الأقل أربعة أيام أسبوعياً. بل أصبحت أشعر بالألم النفسي إن مضى يومي ولم أنل حظي من الرياضة، وأحمد الله أنني وصلت لهذا الشعور الإيجابي الذي لايخلو من الألم؛ لأنني بسببه ما زلت مستمراً ولم أتوقف كما كان يحدث من قبل. وهنا لابد من نصيحة أوجهها لوجه الله: لاتربط ممارستك الرياضية- وبالتالي صحتك- بوجود الآخر، اذهب ولو كنت وحيداً، فالآخر قد يكون اليوم معك، ولكن ربما توقف غداً أو بعد غد، وإذا توقفَ فهل ستتوقف؟
صديقي روبن شارما مؤمن جداً بأن الرياضة ـ وخصوصاً أول الصباح ـ تمنح الجسد والروح نشاطاً غير طبيعي يساعد كثيراً على نجاح وفلاح اليوم، فلهذا نجدهُ يلخص اعتقاده هذا بقوله:
Treat your body well, and your body will treat you well
المصدر: الرؤية