شكل كتاب «الشارع يا فخامة الرئيس» للإعلامي السعودي سليمان الهتلان، المشارك في مهرجان طيران الإمارات للآداب 5، نقطة التقاء للحديث حول الأدب السياسي عبر الإعلام المقروء والمرئي، موضحاً من خلال قراءة انطباعية عن الطرح في حواره مع «البيان»، أن أشكال الرقابة العربية سواء الاجتماعية أو السياسة أو الذاتية، ساهمت في تعزيز هذا الطرح عربياً.
لافتاً إلى أن الصحف اليومية تشكل حاضنة لكتاب الأدب، أمام قلة المجلات المتخصصة المعنية بأشكال الطرح النوعي لما يسمى بـ«الأدبيات المهنية»، لافتاً إلى أهمية التفريق بينه وبين الأدب المرتبط بالخيال الإبداعي.
وأنشأ سليمان، أخيراً، نافذة رقمية تدعى «الهتلان بوست»، مستهدفاً عبرها تسويق المضمون الصحافي الخليجي الجاد والمختلف، سعياً لتعزيز القاعدة الجماهيرية لقراء الصحافة العربية، إلى جانب احتضان النافذة كتاباً جدداً لإبراز الطرح الشبابي.
الصحافة والأدب
«المنطقة الآمنة»، هكذا وصف الكاتب السعودي سليمان الهتلان، خطوة إقدام الكتاب على استثمار الأدب للحديث عن التحديات السياسية والاجتماعية والاقتصادية والثقافية، مؤمناً أن الرقابة بالرغم من كل تداعياتها السلبية في تنشيط الكتابة العربية، ساهمت في تعزيز مكانة الأدب في هذا الجانب.
وقال حول ذلك: «يجب علينا التفريق بين الأدب بمعناه المرتبط بالخيال وابتكار الشخوص والأحداث، والأدب المرتبط بالواقع المطروح ومناقشة المعلومات والحقائق المعلنة عبر الإعلام، هناك مهنية مطلوبة أثناء التطرق لمناقشة الكتابة في الصحافة اليومية».
وأضاف الهتلان أن الإيقاع اليومي يحدد توجهات الكتابة إلى التقنية المباشرة، تزامن مع البحث في الرأي والرأي الآخر والبحث الموضوعي القائم على الأرقام والإحصائيات، مبيناً أن فكرة قلة المجلات المتخصصة عربياً جعلت من الصحف اليومية حاضنة للملاحق الثقافية والاقتصادية والرياضية، وبالتالي عمدت الأخيرة إلى استثمار هذا النوع من الكتابة في بعض الملفات والقضايا.
تكنولوجيا المعلومة
تدعيم تسويق المحتوى الرقمي العربي، وتشجيع الكتابات اليافعة أو الشابة هي الأهداف التي سعى الهتلان إلى تأكيدها أثناء حديثه عن مشروعه الجديد «الهتلان بوست»، موضحاً أن فكرة المشروع أتت إيماناً باستثمار وقت القارئ العربي والخليجي تحديداً في زمن التكنولوجيا عبر وضع خيارات جادة ومتنوعة لأبرز ما تنشره الصحف الخليجية والعربية، من مقالات وتقارير وتحقيقات في سبيل إلقاء الضوء على أهم ما يكتب عربياً.
ويخطط الهتلان إلى توسيع نطاق العمل في المشروع إلى توفير كوادر من مراسلين ومصورين لتشكل النافذة مستقبلاً مصدراً للمعلومة الأصلية، شارحاً أن العملية تتطلب كلفة مادية يسعى لتوفيرها واستثمارها في المشروع.
فخامة الرئيس
بالرجوع إلى كتاب «الشارع يا فخامة الرئيس» المتمثل في مجموعة مقالات كتبها الهتلان منذ عام 2001، وتنقسم إلى بعدين يناقش فيهما أزمة التنمية الإنسانية في الوطن العربي وما ستؤول إليه من كارثة مجتمعية، لفت حولها الهتلان قائلاً: «ما حدث في الوقت الراهن من حراك سياسي وثورات عربية، هو نتاج إهمال تلك الحكومات للتنمية بكل أنواعها.
ولقد أضفت للكتاب مقالات تؤكد هذا التحليل في الحديث عما بعد الثورات بين خوف وارتياح لعمليات التغيير الجذرية في بعض المواقع الحيوية المعنية بتحريك دفة المجتمعات في البلدان العربية».
وأضاف الهتلان أنه أنجز تقريباً كتابه الجديد المتعلق بدارسة العولمة والإعلام، معتبراً أنه حرص على فكرة إنجاز كتب متخصصة، تأتي إيماناً بالدور التوثيقي من جهة، والكتابة والنشر بمعناه العام والمهم عربياً من جهة أخرى.