أكد حمد بوعميم، مدير عام «غرفة تجارة وصناعة دبي» أن حجم سوق التجزئة في الإمارات خلال 2016 بلغ 208 مليارات درهم، وفقاً لتقديرات حديثة من شركة «يورومونيتر» للأبحاث، مشيراً إلى أن القطاع شهد في دبي خلال 2016 توسعاً ملحوظاً مع إضافة 260000 متر مربع من المساحات الجديدة، كما حافظت دبي وللعام الخامس على التوالي على جاذبيتها لأبرز العلامات التجارية العالمية في مجال التجزئة باحتلالها المرتبة الثانية وفق مؤشر «سي بي آر إيه»، في حين جذبت دبي 14.9 مليون سائح خلال العام الماضي، معتبراً أن السياح يشكلون نسبة رئيسية من المستهلكين في قطاع التجزئة، وصولاً إلى استراتيجية الإمارة بجذب 20 مليون سائح بحلول 2020.
وقال بوعميم في حوار مع «الخليج» تزامناً مع انطلاق الدورة 11 للمنتدى العالمي لتجارة التجزئة في دبي اليوم: «يتوقع للتجارة الإلكترونية في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا أن تتضاعف بحلول 2020، لتساهم ب 5% من الناتج المحلي الإجمالي، ارتفاعاً من نسبة 2% حالياً، كما يتوقع أن يتوسع حجم سوق التجارة الإلكترونية في منطقة الخليج العربي ليصل إلى 41.5 مليار دولار بحلول 2020، حيث يتوقع ان تستحوذ الإمارات على ما نسبته 53 55% من حصة السوق.. وفيما يلي نص الحوار:
أهمية انعقاد المنتدى
ما أهمية انعقاد المنتدى العالمي لتجارة التجزئة في دبي؟ وما انعكاساته على قطاع التجزئة في الإمارة؟
يعتبر المنتدى العالمي لتجارة التجزئة الذي تأسس في العام 2007 أحد أهم المنتديات العالمية في صناعة تجارة التجزئة، وهو منصة مثالية للقاءات الرؤساء التنفيذيين لكبرى الشركات العالمية الرائدة في مجال التجزئة، حيث يوفر مساحةً لمناقشة القضايا والتوجهات الرئيسية التي تؤثر في صناعة التجزئة العالمية. وقد أقيم المنتدى في مدن أوروبية رئيسية متنقلاً بين باريس وبرلين وبرشلونة وروما ولندن. وفي عام 2016 نجحت غرفة دبي في استقطاب هذا الحدث الهام ليعقد للمرة الأولى في دبي، محققاً نجاحاً غير مسبوق، تمثل في جذب أكثر من 1400 مشارك و141 متحدثاً، ما دفع بالمنظمين إلى اختيار دبي لتفوز بشرف استضافته للعام الثاني على التوالي.
ويتميز المنتدى بكونه أكبر منتديات تجارة التجزئة في العالم ومنصة متجددة للقاءات الأعمال بين تجار التجزئة وأصحاب العلامات التجارية، وقد شارك في الدورات السابقة للمنتدى علامات تجارية رائدة مثل «وول مارت» و«كارفور» و«أمازون» و«تيسكو» و«دبنهامز» و«تومي هيلفيغر».
1500 من كبار التجار
يقام المنتدى تحت رعاية كريمة من صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي (رعاه الله)، وينظم بالتعاون مع غرفة تجارة وصناعة دبي، ويتوقع ان يجذب المنتدى في دورته الحالية حوالي 1500 من كبار تجار التجزئة من دول متنوعة مثل الولايات المتحدة الأمريكية والمملكة المتحدة والصين والهند وإيطاليا وسنغافورة وفرنسا وقطر والسعودية.
وينطلق المنتدى العالمي لتجارة التجزئة في دورته الحادية عشرة والتي تفتتح اليوم تحت شعار «إثراء تجربة العملاء». وسيناقش على مدى الأيام الثلاثة القادمة موضوعات مثل التحولات والتحديات في تجارة التجزئة، وكيفية تطوير تجربة العملاء، وأهمية تمايز العلامات التجارية، وذلك بمشاركة أكثر من 140 من الخبراء والقادة في قطاع التجزئة.
مستقبل قطاع التجزئة
هل تحدثنا قليلاً عن الدورة الحادية عشرة للمنتدى وأبرز المشاركين والمتحدثين والمواضيع التي ستناقش؟
ينطلق المنتدى العالمي لتجارة التجزئة 2017 تحت شعار «إثراء تجربة العملاء» بمشاركة نخبة من الخبراء والقادة في قطاع التجزئة ورواد الأعمال المحليين والدوليين، حيث يوفر المنتدى منصة مثالية تسهم في تشكيل مستقبل قطاع التجزئة العالمي، وتساعد على إيجاد حلول لتلبية متطلبات المستهلكين المتغيرة باستمرار.
ومن أبرز فعاليات المنتدى، عرض حول «إدارة المحافظ العالمية» سيقدمه ماني شيريكو، رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي لشركة PVH، وجلسة نقاش حول «مستقبل الفخامة: الفرصة الدولية، والتحدي الرقمي» والتي سيديرها رافي ثاكران، رئيس مجموعة (LVMH) لجنوب وجنوب شرق آسيا والشرق الأوسط، وروهيت بال، مؤسس روهيت بال، إضافة إلى محادثة بعنوان «حقبة جديدة من تجارة التجزئة التجريبية: ما وراء بيع الأشياء» تقدمها جو مالون، مؤسسة جو مالون وجو لوفيس، وستيفان فاندرل، الرئيس التنفيذي لكارستادت، وأريجو بيرني، الرئيس التنفيذي لشركة مولسكين وكاتيا أتاناسوفا، نائب الرئيس التجاري فليت أوف شيل للتجزئة.
وسيتم خلال المنتدى نشر العديد من النتائج، مثل «مؤشر الثقة في قطاع التجزئة العالمي» الذي جمعته شركة موناش التجارية، والذي يهدف إلى مساعدة الحضور على التخطيط لاستراتيجية التجزئة القادمة، ويوفر المؤتمر للمشاركين منصات للتعارف وتبادل الخبرات من خلال الجلسات اليومية المخصصة للتواصل، هذا إضافة إلى جلسات خاصة مثل جلسة «دور المرأة في مجال تعزيز قطاع التجزئة» والتي ستديرها مؤسسة جو مالون وجو لوفيس، وستحضرها زيدا ريلاندس، الرئيس التنفيذي لشركة وولورثس. وستقوم آي بي إم باستضافة حفل عشاء لكبار الشخصيات».
الواقع الاقتصادي العالمي
كيف تقيمون أداء قطاع التجزئة بشكل عام في دبي والإمارات خلال العام الماضي؟
لا يخفى بالتأكيد على أحد الواقع الاقتصادي العالمي الذي أثر في مجمل القطاعات الاقتصادية العالمية، ونحن في دبي جزء لا يتجزأ من المنظومة العالمية، لأن العولمة جعلت من العالم مساحةً واحدةً ومترابطة، وبالتالي فما يحدث حولنا يؤثر فينا، ولكننا نحاول قدر جهدنا أن نضع حدوداً لهذه التأثيرات والتحديات، تساعد في مواجهتها وتذليلها. وإذا ما نظرنا إلى قطاع التجزئة بشكل خاص، فإننا لمسنا جوانب إيجابية تشكل أساساً لمستقبل هذا القطاع، فزيادة المساحات المخصصة للاستئجار دليل على تنامي الطلب، وزيادة عدد الزوار دليل آخر على نمو الطلب، وإقبال المزيد من العلامات التجارية على تأسيس تواجد لها في دبي دليلٌ آخر على واقع هذا القطاع.
فقد شهد قطاع التجزئة في دبي خلال 2016 توسعاً ملحوظاً مع إضافة 260000 متر مربع من المساحات الجديدة، وحافظت دبي وللعام الخامس على التوالي على جاذبيتها لأبرز العلامات التجارية العالمية في مجال التجزئة باحتلالها المرتبة الثانية وفق مؤشر «سي بي آر إيه»، في حين جذبت دبي 14.9 مليون سائح خلال العام الماضي، والسياح يشكلون نسبة رئيسية من المستهلكين في قطاع التجزئة، وصولاً إلى استراتيجية الإمارة بجذب 20 مليون سائح بحلول العام 2020. ووفقاً لتقديرات حديثة من (يورومونيتر) فإن حجم سوق التجزئة الحالي في الدولة خلال 2016 قدر بحوالي 56.6 مليار دولار (208.3 مليار درهم).
ولا ننسى أن معرض «إكسبو 2020» سيشكل عامل جذب إضافيا للسياح والزوار والذين بدورهم سيجدون في دبي كل خياراتهم وأذواقهم، بجانب استمرار مشاريع توسعة بعض المراكز التجارية، وبناء المزيد من المراكز التجارية وأماكن التسوق كمول العالم، ونخيل وول وغيرهما، وهو ما يشكل عنصراً رئيسياً يساعدنا في توقع نمو مستدام للقطاع.
تحديات قطاع التجزئة
ما هي أبرز العوامل التي أثرت في القطاع؟
بالتأكيد هناك تحديات شهدها القطاع العام الماضي على خلفية انخفاض أسعار النفط، والركود العالمي في الطلب، وقد أثرت هذه التحديات في أرباح تجار التجزئة في الدولة التي انخفضت، ولكنها لم تؤدِ إلى خسائر للتجار، ولعل نسبة أرباح تجار التجزئة لم تكن في مستويات الأعوام الماضية، بيد أنهم لم يسجلوا خسائر تذكر. ولذلك فإنني أدعو التجار إلى الابتكار خلال العام الحالي والمستقبل، فالابتكار هو السبيل الوحيد لمواجهة تحديات السوق. والابتكار يكون في مجالات مختلفة، حيث يمكن اللجوء لخيار التجزئة الإلكترونية التي تشكل خياراً متنامياً ومطلوباً، في حين يمكن الابتكار في دراسة أذواق المستهلكين والعملاء، وإيجاد منتجات تلائم أذواقهم، في حين كذلك يمكن الابتكار في الخدمات والمبادرات والعروض التي تجذب المتسوقين.
التجارة الإلكترونية عالمياً
قال حمد بوعميم إن أحدث التقديرات تشير إلى أن حجم سوق التجارة الإلكترونية العالمية يقدر بحوالي 4.3 تريليون دولار بحلول 2025 أي ما يوازي 19% من إجمالي مبيعات التجزئة وذلك حسب تحليل حديث لغرفة دبي مبني على دراسات متنوعة منها ل PayFort، و«بيزنيس مونيتر».
وأضاف أن التجارة الإلكترونية في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، يتوقع لها أن تتضاعف بحلول 2020، لتساهم ب 5% من الناتج المحلي الإجمالي، ارتفاعاً من نسبة 2% حالياً، كما يتوقع ان يتوسع حجم سوق التجارة الإلكترونية في منطقة الخليج العربي ليصل إلى 41.5 مليار دولار بحلول 2020، حيث يتوقع ان تستحوذ الإمارات على ما نسبته 53 55% من حصة السوق، تليها السعودية ب 14%، وثم سلطنة عمان ب 12% وقطر ب 10%.
وأوضح أن تقريرا حديثا ل «يورومونيتر إنترناشونال» لشهر يناير الماضي أوضح أن ارتفاع ثقة المستهلك بالتجار الإلكترونيين، والأمان الذي تتمتع به المعاملات الإلكترونية، وانخفاض أسعار المنتجات الإلكترونية عوامل ساهمت في نمو قطاع التجزئة الإلكترونية في الدولة خلال العام 2016.
وقال إن النمو في التجزئة الإلكترونية العام الماضي في الدولة كان أكثر من 2015 لعوامل منها نمو التجارة عبر الهاتف النقال وتطور مفهوم التجزئة الإلكترونية لمحال البقالة.
مستقبل واعد للتجارة الإلكترونية
أوضح حمد بوعميم أن مراجعة بسيطة لهذه التوقعات وللتغيرات التي تحدث من حولنا، يمككنا وبكل بساطة أن نستنتج أن المستقبل واعد للتجارة الإلكترونية، وما دخول شركة «أمازون» مؤخراً إلى سوق دبي والمنطقة، واستحواذها على «سوق دوت كوم» إلا دليل على أهمية هذه السوق، وأهمية منطقتنا وقدراتها اللوجستية والتقنية لمواكبة هذه المرحلة المتقدمة من التجارة العالمية. وبالتالي يجب على شركات دبي ان تطور من استراتيجياتها لتستفيد من الفرص المتاحة في قطاع التجارة الإلكترونية.
المصدر: الخليج