في ذروة موسم السفر الصيفي، صوتت بريطانيا لصالح خيار الخروج من الاتحاد الأوروبي، وارتبكت الأسواق والمخططات لدى البريطانيين من جهة وزائري البلاد من جهة أخرى.
وعلى الرغم من أن تداعيات قرار بريطانيا بالانفصال عن أوروبا ليست واضحة حتى الآن، إلا أن كثيراً من السائحين باتوا يستشعرون آثاراً استباقية لهذا القرار الذي من شأنه الإضرار بالموسم السياحي في بريطانيا في المدى القريب والمتوسط.
ونطرح اليوم بعض التأثيرات التي يطرحها خبراء السفر والاقتصاد بشأن قرار الانسحاب البريطاني من الاتحاد الأوروبي، والتي استعرضتها صحيفة “نيويورك تايمز” من خلال بعض التساؤلات، وهي كما يلي:
1- كيف يؤثر انسحاب بريطانيا على قرارات المسافرين بالتوجه إليها؟
ولعل أبرز ما قد يلحق بعاصمة الضباب، أهم الوجهات السياحية في العالم، وغيرها من المدن الإنجليزية، هو تهاوي الأسعار بسبب اتساع الفجوة بين الدولار الأميركي والعملات المرتبطة به، خاصة العربية منها، وبين الجنيه الإسترليني العملة الرسمية لبريطانيا، والذي تراجع بشكل عنيف، بمجرد كشف نتائج الاستفتاء، مسجلاً أدنى مستوى له على مدار 32 عاماً مضت.
ويرى زاك هونيج رئيس تحرير موقع ThePointsGuy.com المختص بشؤون السفر: “بالنسبة للكثير من الناس، تعتبر لندن وجهة سياحية باهظة. ومع هذا التحول في المملكة المتحدة، وتحديداً في لندن، ربما بات بمقدور الكثير من المسافرين الوصول إليها”.
2 – هل الآن هو الوقت المثالي لاتخاذ قرار السفر إلى بريطانيا؟
نعم، هذا ما يؤكده جورج هوبيكا مؤسس موقع Airfarewatchdog.com المختص بالسفر، مبرراً ذلك بأن الوضع الذي يسود الآن في بريطانيا وأوروبا عموماً لم يكن سائداً قبل عدة أسابيع، أي قبل الاستفتاء على انسحابها من أوروبا.
وتتراجع أسعار تذاكر السفر بالطائرات، في مثل هذا الوقت من العام، خاصة بعد عودة الطلاب لمدارسهم وجامعاتهم مع حلول شهر أغسطس المقبل، وهو ما سيهوي بالأسعار أكثر مما هي عليه الآن.
3 – هل تتوفر صفقات وعروض مغرية حالياً للسفر إلى بريطانيا؟
لربما، فما نزال في الأيام الأولى التي أعقبت الانفصال البريطاني عن الكيان الأوروبي. ولكن في حال تدنت أسعار صرف العملات وتهاوت الفروقات فيما بينها، فإن المسافرين على موعد مع الكثير من عروض السفر المغرية.
ويقول مايك ستايت مسؤول موقع travelzoo.com للعروض الترويجية في أمريكا الشمالية، إن الوضع الطبيعي لمثل هذه الأحداث هو أن تزدهر صناعة السفر، خاصة لو حدثت اتفاقيات بين شركات الطيران والفنادق، ولكن على الأرجح ربما تكون هذه الصفقات متاحة بشكل واسع بنهاية العام.
4 – هل يتطلب الوضع الجديد أي إجراءات أو تحديثات للبيانات؟
قضية انفصال بريطانيا عن الاتحاد الأوروبي ما تزال في بداياتها. وحتى يتم إنجاز الأمر، فإن ذلك سيستغرق عدة سنوات. وحتى يحدث ذلك، لن تطرأ أية تغييرات على نظام التأشيرات. أما بعد إتمام الأمر، فإن المسافرين قد يواجهون بعض المتاعب فيما يتعلق بالإجراءات عبر الحدود.
وتبقى المعضلة الأساسية في انتظار ما إذا كان الانفصال سيصيب أيضاً أيرلندا الشمالية، حيث من المتوقع في حال حدوث ذلك انفصالها عن بريطانيا وعن جمهورية أيرلندا وعن الاتحاد الأوروبي، وهو ما سيخلق مزيداً من الانقسام والاختلاف.
5 – كيف سيؤثر قرار الانسحاب البريطاني على صناعة السفر الأوروبية؟
قد تتباطأ حركة السفر بين بلدان أوروبا وبريطانيا، وبين بلدان أوروبا وخارج اتحادها، وذلك نتيجة لتذبذب أسعار العملات والفروقات الواضحة التي ستطرأ على سعر الصرف في كل دولة، في حين قد يستفيد كثيرون من تراجع أسعار العملة خاصة مع الانهيار الكبير الذي أصاب الجنيه الإسترليني.
ولعل أكثر من سيجد نفسه محتاجاً لاستغلال أي تراجع في أسعار السفر، هم أولئك الذين يحبون زيارة المدن والمناطق الشعبية والإقامة فيها. وفي حال لم تتحقق طموحات الراغبين بالسفر بفرصة لا يدفعون معها الكثير من المال، فإنهم قد يفضلون حينها البقاء في المنازل.
المصدر: الإتحاد