كاتب سعودي
لا شك أن استقالة الزميل عبدالرحمن الراشد من منصبه كمدير عام لقناة العربية تشكل خسارة مؤثرة للمحطة الإخبارية التلفزيونية التي تسيدت المشهد الإعلامي العربي في سنوات قليلة، قدم عبدالرحمن الراشد للعربية خلاصة خبرته كصحفي لامع، وكان النجاح حليفه طبعا؛ لأنه صحفي ماهر وذكي وموضوعي وصبور ومتواصل مع كل جديد، وما هو أهم من ذلك هو خبرته في التعامل مع العقد المفاجئة التي تظهر هكذا دون مقدمات لتقلب الموازين رأسا على عقب.
بمغادرة عبدالرحمن الراشد لمكتبه في قناة العربية تكون الصحافة التلفزيونية خسرت صحفيا فذا لا تتوفر منه نسخة ثانية، أمثال عبدالرحمن الراشد لا يمكن العثور عليهم بسهولة.. لذلك تكون لحظات خروجهم من هذه الوسيلة الإعلامية أو تلك لافتة للنظر، ولا أظن صحفيا سعوديا قد واجه موجات الهجوم الممنهجة مثلما حدث لعبدالرحمن الراشد، الذي كان ينظر ببرود شديد إلى هذا السيل الجارف من الاتهامات المجانية والشتائم القبيحة، الطريف أن الهجوم كان يأتي من أطراف متناحرة لا يمكن أن تتفق على شيء في هذه الدنيا إلا على بغضها له ولطريقته في إدارة القناة، ولكنه لم يكن يكترث.. أو أنه يكترث في بعض الأحيان، ولكنه لا يسمح لاكتراثه هذا بأن يغير في طريقة قياسه للأمور.. كانت التهم التي يرشقها به خصومه عديدة ومتنوعة وبعضها يفوق الخيال.. وبالطبع لو لم يكن أداء عبدالرحمن الراشد مؤثرا جدا ومؤذيا أحيانا لبعض الأطراف لما كان هذا الهجوم اليومي الذي لم ينقطع منذ سنوات.
عبدالرحمن الراشد أستاذ في الصحافة، وأستاذ في ذوقه وأخلاقه، رجل عملي جدا.. وربما عملي لأكثر مما ينبغي، نتمنى له كل التوفيق في محطاته القادمة، والمهم بالنسبة لنا أن لا نخسره ككاتب صحفي لا يشق له غبار ولا تغيب عنه الأخبار، وهذا هو المهم في عبدالرحمن الراشد ــ من وجهة نظري، وهنا لا يجوز قبول استقالته.. لأن الصحافة السعودية ليس لديها محلل ومعلق سياسي برشاقته وقدرته على قراءة ما يفكر فيه أصحاب القرار هنا وهناك، وخالص التهنئة للزميل الدكتور عادل الطريفي، ونتمنى له كل النجاح في مهمته الجديدة.
المصدر: عكاظ
http://www.okaz.com.sa/new/mobile/20141124/Con20141124736627.htm