كاتب سعودي
“الشداد” من لوازم ركوب البعير ويصنع من الخشب وتربط أجزاؤه بالوتر.. اليوم سأستشهد بمثل بدوي يقول: “مكسر شداده وأرنبه نايمة”.. والمثل يلخص قصة رجل يسير في الصحراء فوق بعيره، فأصابه الجوع، فشاهد أرنبا نائمة، فعزم على صيدها.. وشوائها وأكلها.. فنزل عن الجمل.. ثم نزع الشداد.. قام بتكسيره، ثم أوقد منه النار التي يريد أن يشوي الأرنب عليها.. فلما احمرّت النار وأجمرت، أخرج بندقيته، ليفاجأ بأن الأرنب استيقظت وهربت.. فلا هو الذي صادها وأكلها، ولا هو الذي احتفظ بالشداد!
الهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض تبشرنا منذ فترة بمشروع النقل العام.. و”البشارة” على كل حال سلوك بشري حميد لكن شريطة أن تكون حقيقية، لا أن تنقل الإنسان من الواقع نحو الخيال.. قبل يومين عقدت الهيئة العليا اجتماعا ـ وما أكثر اجتماعاتها، وما أكثر ما يصرف على هذه الاجتماعات ـ تتحدث فيه عن “قيمة التذكرة” التي سيدفعها الشخص الذي سيركب المترو المنتظر!
لا أبالغ، ـ والخبر منشور في الصحف ـ حيث تقول الهيئة: تعرفة استخدام شبكتي القطار والحافلات في مدينة الرياض، لن تكون مكلفة، باعتباره مشروعا حكوميا خدميا وليس استثماريا!
أين هو هذا المشروع الضخم الذي أضعتم وقتكم من الآن بحساب قيمة التذاكر.. مشروع لم تتم ترسية عقوده حتى الآن، ويتم الحديث عن التذاكر والعوائد!
كسرت الهيئة الشداد، وبدأت توقد النار تحت أحلام الناس، بينما أرنب المشروع يسابق الريح حتى اللحظة!
يبدو أن هيئة تطوير الرياض احترفت القفز في الظلام، أو أنها وجدت الطريقة المناسبة التي تدغدغ بها مشاعر الناس.. وكلتا الطريقتين تلاعب لا يليق!.
المصدر: الوطن أون لاين