رصدت شرطة دبي ألعاباً إلكترونية، وحجبت مواقع على الإنترنت تحرض وتعلم الأطفال والمراهقين على ارتكاب جرائم مثل القتل والسرقة والاحتيال، وترويج المخدرات، وارتكاب أفعال تمس الوطن، ونشرت الشرطة أكثر من 4000 دورية إلكترونية على الانترنت خلال الأربعة أشهر الأولى من العام الجاري، وكانت دوريات إلكترونية حجبت 38 موقعاً مخصصة لترويج المخدرات خلال العام الماضي.
وقال مساعد القائد العام لشرطة دبي لشؤون البحث الجنائي، اللواء خليل المنصوري، إن بعض الألعاب الإلكترونية والمواقع التي تم رصدها تحرض الأبناء على التمرد، والاستهانة بالقيم الراسخة في المجتمع الإماراتي، بل يتجاوز بعضها إلى تدريبهم على أساليب احترافية لارتكاب جرائم خطرة، مثل القتل والسرقة، والاحتيال الإلكتروني، واختراق الحسابات المصرفية، وتبييض وغسل الأموال، وزراعة وتحضير المخدرات وترويجها.
وكشف عن مواقع أخرى لتجنيد الشباب والأطفال للتنظيمات المتطرفة، وتعليمهم كيفية تصنيع الأسلحة والمتفجرات، وترسيخ مشاعر الكراهية للآخر، لافتاً إلى أن بعض هذه المواقع دفعت أطفالاً إلى انتهاج سلوكيات شنيعة طالت أقرب الناس في دول أخرى، مثل الشاب الذي قتل أمه وآخر حرق زوجته وثالث قتل عمه، ما دفع شرطة دبي إلى تشديد الرقابة عليها بإجراءات رسمية قانونية مرخصة من قبل القضاء.
مسؤولية الشركاء
طالب مساعد القائد العام لشرطة دبي لشؤون البحث الجنائي، اللواء خليل المنصوري، الجهات البحثية في الجامعات والإعلام إلى التعاون مع الجهات الأمنية المختصة في الكشف عن تلك المواقع، ودراسة وتحليل لما تنشره على صفحاتها، وتسليط الضوء على المخاطر التي يمكن أن تنجم عن تعلق الأبناء بها، أو بالألعاب الإلكترونية التي يحملونها على هواتفهم وحواسيبهم غير مدركين لما تتضمنه من أضرار ورسائل خبيثة.
وأوضح المنصوري أن بعض الآباء يتصرفون بقدر كبير من الإهمال مع أبنائهم، فيكتفي الأب حمل ابنه إلى المركز التجاري أو صالة الألعاب الإلكترونية ويتركه ساعات طويلة ثم يعود لاصطحابه، دون أن يكلف نفسه عناء التحقق من ممارسات وأنشطة الابن خلال الفترة الكبيرة التي تركه فيها مع أصدقاء حقيقيين وافتراضيين عبر الإنترنت، مؤكداً أن الشرطة لا يمكن أن تعين شرطياً على كل صالة ألعاب أو مقهى إنترنت، ويجب ان يتحمل الشركاء، ومنهم الآباء، مسؤولياتهم.
وأضاف أن الدوريات الإلكترونية رصدت قيام لاعبين محترفين في ألعاب معينة عبر الانترنت باستغلال الأطفال جنسياً أو مالياً أو تجنيدهم للقيام بمهام مشبوهة تتصل بتهريب وترويج المخدرات أو السرقة من خلال إغرائهم بمشاركتهم اللعب مقابل مساعدتهم على تطوير شخصياتهم الافتراضية التي يختارونها للعب، فضلاً عن أن بعض تلك الألعاب تتضمن مشاهد عنيفة، مثل القتل والاغتصاب، وتخلق نوعاً من الشغف لدى الأطفال والمراهقين.
وأكد المنصوري أن ما رصدته شرطة دبي من مخاطر في هذه المواقع والألعاب يفرض على جميع المعنيين، سواء الأجهزة الأمنية، أو الآباء والجهات التربوية إيجاد سبل لتوفير نوع من الرقابة على الأنشطة الافتراضية لأبنائهم، خصوصاً عبر مواقع التواصل الاجتماعي، أو تلك التي تتم في متاجر الألعاب ومقاهي الإنترنت.
وأشار إلى إجراء تفتيش دوري على صالات الألعاب الإلكترونية وتلك المقاهي للتأكد من عدم رعايتها لأي أنشطة مشبوهة، أو ممارسة سلوكيات مخالفة بها، كما تجري اجتماعات مع مديريها لتوعيتهم بالمخاطر التي يمكن أن تجري من خلال أنشطتهم، بالإضافة إلى تقديم محاضرات توعية لمرتاديها.
من جهته، قال مدير الإدارة العامة لمكافحة المخدرات في شرطة دبي، العقيد عيد ثاني حارب، إن هناك قسماً متخصصاً بالإدارة معنياً بمراقبة المواقع الإلكترونية، مهمته رصد وتعقب مختلف الأساليب الإجرامية الخبيثة التي تستجد في مجال ترويج وتهريب المخدرات، لافتاً إلى أن القسم اكتشف مخدر سبايس الذي يتم ترويجه عبر الانترنت، ما ساعد الإدارة على المبادرة بتجريم تعاطيها أو استيرادها.
وأضاف أن قسم مراقبة المواقع الإلكترونية يتعقب المواقع والصفحات المشبوهة من خلال دوريات تجوب الانترنت يومياً لرصد أي نشاط يتصل بالمخدرات، بالإضافة لمسؤوليته عن حجب المواقع التي يشتبه بها بالتنسيق مع الإدارة العامة للتحريات والمباحث الجنائية، مشيراً إلى أن الإدارة حظرت 160 موقعاً منذ عام 2012، منها 38 موقعاً تم إغلاقها العام الماضي.
وأشار إلى أن الدوريات التابعة للإدارة استطاعت التعرف كذلك الى أساليب متطورة لجأ إليها المهربون لتغيير شكل واسم المخدر وإدخال تعديلات محدودة في تركيبته حتى يصعب ضبطه، وعملت على تطوير وسائل مكافحته إلكترونياً، والتوعية بشأن حظره قانوناً، بعد إضافته إلى جدول مكافحة المخدرات.
إلى ذلك، قال مدير إدارة الملاحقة الجنائية، العقيد محمد أهلي، إن هناك إدارة متخصصة معنية بمكافحة الجرائم الإلكترونية، تتولى تسيير مئات الدوريات على مدار الساعة، لافتاً إلى أن الدوريات التي تم تسييرها خلال الأشهر الأربعة الأولى من العام الجاري بلغ 4279 دورية.
المصدر: الإمارات اليوم