واصلت طائرات النظام السوري الحربية، أمس، قصفها المكثف لأحياء شرقي حلب الواقعة تحت سيطرة الفصائل المسلحة، فيما يحاول مدنيون الفرار من المدينة بشتى الوسائل أمام تقدم القوات النظامية، في وقت اندلعت معارك عنيفة بين عناصر موالية ل«قوات سوريا الديمقراطية» وتنظيم «داعش» تمكن خلالها مقاتلو «مجلس منبج العسكري» من السيطرة على أجزاء من بلدة استراتيجية خاضعة لسيطرة التنظيم غربي ريف منبج.
وكان النظام السوري اتهم، الثلاثاء، مقاتلي المعارضة بمنع نحو 250 ألف مدني يقطنون في أحياء حلب الشرقية من الخروج من أجل «اتخاذهم كرهائن ودروع بشرية». ودحضت إحدى الفصائل المقاتلة في رد لوكالة فرانس برس هذه الاتهامات معتبرة أنها «شائعات» يبثها النظام السوري. وأوضح مدير المرصد رامي عبد الرحمن «إن مئات العائلات قد تجمعت، مساء الثلاثاء، قرب ممر يصل حي بستان الباشا للعبور نحو حي الشيخ مقصود». ويقع حي الشيخ مقصود وهو القطاع الشمالي من المدينة الذي يخضع لسيطرة القوات الكردية – التي لا تؤيد النظام أو مقاتلي المعارضة-، بين الأحياء الغربية التي تسيطر عليها القوات النظامية والأحياء الشرقية التي يسيطر عليها مقاتلو المعارضة. وأضاف مدير المرصد «لكن إطلاق نار سجل فيما كان المدنيون يحاولون العبور إلى الجهة الثانية» مؤكداً أنه استقى معلوماته من مصادر ميدانية. وألقت مروحيات النظام، المصمم على استعادة الأحياء التي خرجت عن سيطرته منذ صيف 2012 بأي ثمن، الثلاثاء مناشير يدعو فيها مقاتلي الفصائل المعارضة إلى مغادرة المدينة. كما طالبهم الجيش في بيان بالسماح «لمن يرغب من المواطنين بالمغادرة». ونفى أحد مسؤولي «حركة نور الدين الزنكي» أي محاولة لمنع المدنيين من المغادرة. وقال «هذه المعلومات لا أساس لها من الصحة… النظام يحاول بشتى الوسائل نشر الشائعات للإساءة إلى تصميم الثوار ومؤيديهم من السكان في حلب». وأسفر القصف الجوي والمدفعي على الأحياء الشرقية عن مقتل 143 مدنياً بينهم 19 طفلاً في أسبوع، فيما قتل 16 مدنياً بينهم 10 أطفال نتيجة إطلاق الفصائل المقاتلة قذائف على الأحياء الغربية، بحسب المرصد.
من جهة أخرى، ذكر المرصد السوري، أمس، بأن «مجلس منبج العسكري» المنضوي ضمن «قوات سوريا الديمقراطية» سيطر على أجزاء من بلدة العريمة الخاضعة لسيطرة تنظيم «داعش» بالريف الغربي لمدينة منبج في ريف حلب الشمالي الشرقي. وقال المرصد في بيان
أمس إن معارك عنيفة تدور حالياً بين مقاتلي «مجلس منبج العسكري» من جهة، وتنظيم «داعش»، في بلدة العريمة. وأشار المرصد إلى أن مقاتلي المجلس يحاولون إحراز تقدم والسيطرة على هذه البلدة الاستراتيجية والتي توسع نطاق سيطرتهم في ريف منبج، بعد أن تمكنوا من اقتحام أطراف البلدة والسيطرة على أجزاء منها. (وكالات)
المصدر: الخليج