إن تأكدت القراءات الأولية لجريمة الريم في أبوظبي فثمة فكر تكفيري وتخطيط إرهابي وراء هذه الجريمة النكراء. ما الذي يدفع بإمرأة تعيش في فلة أقرب للقصر وتقود سيارة تقودها فئة “الطبقة المتوسطة” والعليا، وتنعم بالعيش في بلد يحلم الملايين من الناس، من حول العالم، بالعيش فيه أن تخطط وتدبر لجريمة قبيحة كجريمتها؟ أي فكر تدميري يقود المرء لهذا الإنحطاط الإنساني والأخلاقي؟ وأي تفكير هذا الذي ينزع الإنسانية من داخل الإنسان ويحيله الى وحش هائج متعطش للدم والقتل؟
إختارت هذه المجرمة واحدة من أجمل المناسبات الوطنية في الإمارات لتنفذ جريمتها البشعة. وإمعاناً في الجريمة فقد إستغلت النقاب وعيد الإتحاد لتنفيذ جرمها. فبالنقاب أرادت أن تخفي هويتها وبالعيد الوطني إستغلت عاطفة الناس، من مواطنين ومقيمين، وأخفت بعلم الدولة هوية سيارتها. وهي – يا لحماقتها – لا تعلم أن “ذيابة” سيف بن زايد لها في المرصاد. من حقنا (بل من واجبنا) أن نقول شكراً لسيف بن زايد وفرقه الأمنية عالية التأهيل التي أنجزت في ساعات قصيرة مهمة شديدة التعقيد لترسل أكثر من رسالة. فالمواطن والمقيم يدركان اليوم ان الإمارات حقاً بلد الأمن والأمان وأن الأجهزة الأمنية المؤهلة قادرة على فك رموز الجريمة في أسرع وقت. وهي أيضاً رسالة شديدة الوضوح لكل من يفكر في الجريمة، أياً كان شكلها وأياً كان من يخطط لها أو يقف خلفها، بأن أمن البلاد ليس لعبة في أيدي أولئك المجرمين من حملة الفكر التكفيري أو من أصحاب النوايا السيئة أو من أولئك اللذين يغيضهم أن تفرح الإمارات وتباهي بإتحادها وإنجازاتها العملاقة. ومهم أيضاً أن ندرك من جديد أن قيادة دولة الإمارات قد حسمت المسألة منذ عقود حينما جعلت التنمية الحقيقية أساس خططها وأبرز أهدافها. وبقراءة عاجلة لأوضاع المنطقة كلها نجد أن أساس الأمن والإستقرار يأتي من التنمية التي ينشغل الجميع بها. الناس هنا – مواطنون أو مقيمون – منشغلون بمصالحهم، بتطوير أنفسهم، بإستثمار الفرص الكبيرة هنا من أجل مزيد من الإبداع والإنجاز. ولهذا تأتي ردة الفعل على جريمة الريم صارخة برفض الجريمة واثقة في قدرة “ذيابة” الإمارات في التصدي للجريمة مهما كانت. أما أولئك اللذين من مخابئهم يلهثون خلف “السلطة” بإسم الدين العظيم ويريدون لهذا أن يحبسوا الناس في أنفاق الماضي وأكاذيبه وجهالاته فهم يدركون الآن أن أيامهم معدودة ولهذا يلجأون لجرائم خسيسة لا تعكس سوى ضحالة فكرهم ويأس واقعهم.
يبقى أن نصدح بها ومن أعماق القلب: شكراً سيف بن زايد. شكراً “ذيابة” الإمارات النشامى.
خاص لـ ( الهتلان بوست )