سيظل اليوم السادس من منافسات دورة الألعاب الأولمبية ريو 2016 تاريخياً في ذاكرة الرياضة العربية، حيث عزز خلاله الرياضيون العرب غلتهم، بإحراز 3 برونزيات جديدة، فيما نال الرامي الكويتي فهيد الديحاني ميدالية ذهبية بألوان العلم الأولمبي.
وكان لاعب الجودو الإماراتي توما سيرجيو افتتح رصيد العرب من الميداليات في ريو دي جانيرو، عندما نال برونزية وزن 81 كجم.
وجاءت البداية مع الرامي الكويتي فهيد الديحاني الذي أحرز ذهبية مسابقة الحفرة المزدوجة «دبل تراب» محققاً حلماً طالما راوده.
وهي الميدالية الثالثة للديحاني في تاريخ مشاركاته في الألعاب الأولمبية بعد برونزيتي المسابقة ذاتها في أولمبيادي سيدني 2000 والحفرة الأولمبية «تراب» في لندن 2012.
وانضم الديحاني إلى الأسترالي راسل مارك وأصبح مع الأخير الراميين الوحيدين اللذين أحرزا أكثر من ميدالية أولمبية في الحفرة المزدوجة.
وانفرد الديحاني بإنجاز أنه أول رياضي مستقل تحت العلم الأولمبي يتوج بالذهب، بعد أن سبق للرياضيين المستقلين أن أحرزوا برونزيتين وفضية وجميعها في الرماية أيضاً عام 1992.
وسجل الإماراتي خالد الكعبي (134 طبقاً)، والكويتي الآخر أحمد العفاسي (128) والمغربي محمد رماح في المركز الحادي والعشرين قبل الأخير (115).
كما تألق الرباعان المصريان محمد إيهاب وسارة سمير في منافسات رفع الأثقال بإحرازهما برونزيتين في وزني 77 كجم و69 كجم.
وافتتحت سمير رصيد الفراعنة في ريو وباتت أول مصرية تصعد على منصة التتويج في تاريخ المشاركة المصرية في الألعاب الأولمبية، محققة 3 أرقام قياسية شخصية برفع 255 كجم (112 كجم خطفاً و143 نطراً)، وبعدها بنحو ساعة ونصف الساعة، عزز مواطنها إيهاب ببرونزية ثانية بمجموع 361 كجم (165 خطفاً و203 نطراً).
وهما الميداليتان الأوليان لمصر في منافسات رفع الأثقال منذ عام 1948 في لندن، عندما نال الفراعنة 3 ميداليات، بينها ذهبيتان لمحمود فياض في وزن الريشة وإبراهيم شمس في الوزن الخفيف، وفضية لعطية حمودة في الوزن ذاته.
وقالت سمير: «الحمد لله على الميدالية البرونزية، كانت المنافسة صعبة»، مضيفة: «شاهدتم جميعاً ما حققته اليوم، 3 أرقام قياسية شخصية في الخطف والنطر والمجموعة، إنها المرة الأولى التي أرفع فيها هذه الأرقام».
وتابعت: «إنها ثمرة جهودي، وأنا سعيدة جداً بذلك».
ودخلت إيناس البوبكري تاريخ الرياضة التونسية والعربية بتحقيقها برونزية مسابقة سلاح الشيش، بالفوز في مباراة تحديد المركز الثالث على الروسية عايدة شاناييفا المصنفة رابعة عالمياً 15-11.
وكانت البوبكري (27 عاماً) المصنفة تاسعة عالمياً خسرت نصف النهائي أمام الإيطالية اليزا دي فرانشيسكا المصنفة سادسة وحاملة ذهبية لندن 2012 بنتيجة 9-12.
قبل ذلك، فازت البوبكري، حاملة برونزية بطولة العالم 2014 في قازان وبطلة أفريقيا، على المصرية نورا منير المصنفة 73 عالمياً 15-4، ثم اليابانية شيهو نيشوكا المصنفة 60 عالمياً 15-10، والكندية ايليانور هارفي المصنفة 24 عالمياً 15-13.
وكانت البوبكري التي تلعب بيدها اليسرى قد بلغت ربع نهائي النسخة الماضية في لندن، حيث أحرجت الأسطورة الإيطالية فالنتينا فيتسالي حاملة 6 ذهبيات أولمبية 8-7 في الوقت الإضافي، فيما خرجت من الدور الأول في مشاركتها الأولمبية الأولى في بكين 2008.
وخسرت السعودية لبنى العمير أمام البرازيلية تاي روشيل صفر-15، والمغربية يسرى ذكراني الـ54 عالمياً أمام الصينية لي هويلين 4-15، واللبنانية منى شعيتو الـ77 عالمياً أمام الأميركية لي كيفر الثالثة عالمياً 3-15.
ولدى الرجال، وفي الدور الأول لمنافسات الحسام، خسر التونسي فارس الفرجاني أمام الإيطالي الدو مونتانو 11-15، والمصري محمد عامر أمام الكوري الجنوبي غو بونجيل 9-15.
وفي الرماية أيضاً، فشل السعودي عطا الله العنزي والمصري سامي عبدالرازق في التأهل إلى الدور النهائي لمسابقة المسدس 50 م، فحل الأول في المركز العشرين، والثاني في المركز 38 من أصل 41 مشاركاً.
وفي الملاكمة، خرج الملاكمان الجزائري فاهم حماشي والقطري ثولاسي تارومالينجام من الدور الأول لوزني 56 كجم و64 كجم على التوالي، بخسارة الأول أمام البرازيلي روبينيلسون دي جيزوس 1-2، والثاني أمام المنغولي شينزوريج باتارسوخ صفر-3.
وفي الدور الأول لوزن تحت 91 كجم في الجودو، خسر السوداني إسلام منير أمام الأميركي كولتون براون، والجزائري عبدالرحمن بن عمادي أمام الأوزبكستاني شيرالي جوراييف، والأردني إبراهيم خلف أمام التشيلي توماس بريسينو.
وفي وزن تحت 70 كجم للسيدات، خسرت المغربية أسماء نيانج أمام البرازيلية ماريا بورتيلا، والتونسية هدى ميلاد أمام البريطانية سالي كونواي.
البطل الكويتي:
الذهبية هديتي للعرب والخليجيين
ريو دي جانيرو (د ب أ)
أكد الكويتي فهد الديحاني أن الميدالية الذهبية التي أحرزها في منافسات الرماية بدورة الألعاب الأولمبية «ريو 2016» تمثل رداً واقعياً وعملياً على المشككين، كما تؤكد نجاحه في التحدي الكبير.
وتوج الديحاني بذهبية مسابقة الحفرة المزدوجة «دبل تراب» ضمن منافسات الرماية بأولمبياد ريو، علماً بأنه توج من قبل بالميدالية البرونزية للمسابقة نفسها في أولمبياد سيدني 2000 والتي كانت الميدالية الأولى للكويت في تاريخ مشاركاتها الأولمبية كما توج بالميدالية البرونزية لمسابقة الحفرة «تراب» ضمن منافسات أولمبياد لندن 2012.
وتخوض البعثة الكويتية منافسات أولمبياد ريو تحت راية العلم الأولمبي، بسبب قرار الإيقاف المفروض على الرياضة الكويتية من قبل اللجنة الأولمبية الدولية، بسبب قانون الرياضة في الكويت، والذي ترى اللجنة الأولمبية أنه يكرس للتدخل الحكومي في عمل المؤسسات الرياضية.
وقال الديحاني «الميدالية فضل من الله وإنجاز رائع كان رداً على الكثير من دول العالم التي شككت في قدرتنا على حصد الميداليات. تلقيت الكثير من الرسائل تؤكد أننا لا نستطيع المشاركة في بطولات العالم. لم أشارك في البطولات في السنوات الأخيرة، ولكنني تحديت كل ما قيل وشاركت في الأولمبياد».
وأوضح «كنت واثقاً بفوزي بالذهب رغم أن التحضيرات لم تكن بالمستوى المطلوب. لكن الله قدر لي الفوز وتحقيق ثالث ميدالية في تاريخي. انتزعت هذه الميدالية لتكون هدية لكل الخليجيين والعرب».
وأضاف «الفوز من فضل الله وجميع العرب والخليجيين. والميدالية الذهبية لهم جميعاً رغم أن السفر والتنقل كان على نفقتي الشخصية».
وكان الديحاني توج من قبل أمير الكويت بوسام من الطبقة الأولى في 2012، نظراً إلى جهوده وإنجازاته.
«الأولمبية» أهم من «الثانوية» !
ريو دي جانيرو (أ ف ب)
عمت حالة من السعادة أعضاء البعثة المصرية، بعد إنجاز رياضة رفع الأثقال، حيث أعرب وزير الشباب والرياضة خالد عبد العزيز عن سعادته بإنجاز الأثقال قائلاً إنه إنجاز رائع للرياضة العربية عموماً والمصرية على الخصوص، منذ نحو 70 عاماً لم نذق طعم الميداليات في منافسات رفع الاثقال.
انتظرت رياضة رفع الاثقال المصرية 68 عاماً للعودة إلى التألق مجدداً في الألعاب الأولمبية، وهي التي نالت شرف منح الفراعنة ميداليتهم الأولى في الألعاب الأولمبية، وكانت ذهبية عبر محمد نصير في الوزن الخفيف الثقيل. وعادت الاثقال المصرية إلى التوهج في أولمبياد برلين عام 1936 بإحرازها 5 ميداليات، بينها ذهبيتان لأنور مصباح (الوزن الخفيف) وخضر التوني (وزن المتوسط)، وثلاث برونزيات لصالح سليمان وإبراهيم شمس وابراهيم واصف، ثم رفعت غلتها إلى 9 ميداليات في أولمبياد لندن 1948، عندما نال محمود فياض وإبراهيم شمس ذهبيتين، وعطية حمودة فضية، قبل أن تغيب إلى اليوم.
وأوضح عبد العزيز «سمير هي أول رياضية ترفع علم مصر في تاريخ الألعاب الأولمبية، كما أنها أحرزت أول ميدالية لنا في رفع الاثقال في الأولمبياد منذ عام 1948 في لندن».
وأضاف «إنجازها سيكون دافعاً قوياً لكل اللاعبين المصريين المشاركين في الأولمبياد لتحقيق إنجازات جديدة». وبالفعل، أعطى إنجاز سمير مفعوله، بعد فترة قصيرة وظفر إيهاب ببرونزية وزن 77 كجم».
وقال محمد إيهاب «إنجاز سارة حمسني كثيرا وجهازي التدريبي كان يرغب في تحقيقي لميدالية افضل من البرونزية، لقد بذلت كل ما في وسعي وأنا سعيد بالبرونزية».
وأضاف «في الدورات الأولمبية السابقة، كان من المفترض أن يحقق الرباعون المصريون ميداليات، لكننا للأسف لم نتمكن من ذلك. اليوم رفعت الكثير من الأوزان الثقيلة، ونجحت في كسب ميدالية، وأنا سعيد بالجهد الذي بذلته».
وتابع «الشيء الأكثر أهمية بالنسبة لي اليوم كان رفع علم بلادي».
واللافت أن سن إيهاب وسمير 19 عاماً، وأمامهما مستقبل باهر في هذه الرياضة، علماً بأن الأخيرة هي خطيبة رباع آخر سيدخل غمار المنافسات، وهو رجب عبد الحي في وزن 94 كجم.
وضحت سارة سمير بموسمها الدراسي من أجل الألعاب الأولمبية، فهي طالبة في الثانوية العامة ولم تخض الامتحانات هذا الصيف، وبعد تتويجها اليوم طالبت بمساعدتها على اجتياز امتحان الدور الثاني، تفادياً لتكرار السنة الدراسية.
بوبكري:
رسالتي للجميع لا تستسلموا لليأس !
ريو دي جانيرو(د ب أ)
أعربت إيناس بوبكري نجمة المنتخب التونسي للمبارزة، عن سعادتها البالغة بالإنجاز الذي حققته في دورة الألعاب الأولمبية الحالية (ريو دي جانيرو 2016) بإحرازها الميدالية البرونزية لمسابقة سلاح الشيش.
وتوجت بوبكري جهودها بإحراز الميدالية البرونزية للمسابقة بعد فوزها 15 / 11 على الروسية آيدا شانييفا في مباراة تحديد المركز الثالث.
وكانت بوبكري خسرت في الدور قبل النهائي أمام الإيطالية إليسا دي فرانشيسكا ولكنها نجحت في تصحيح الأوضاع سريعاً، وتوجت بالميدالية البرونزية.
وقالت بوبكري، «إنه حدث تاريخي بالنسبة لي أن أكون أول تونسية وعربية وأفريقية تفوز بميدالية أولمبية في المبارزة. هذا فخر للمرأة التونسية والعربية وإنجاز كبير».
وأوضحت «الفوز لم يأت بسهولة، بل بعد عمل كبير وشاق. تعبت كثيراً من أجل تحقيق هذه الميدالية. بعد الميدالية التي حصلت عليها في بطولة العالم، عشت بعض الصعوبات وشكك الكثير في أمري وقدراتي، لكن كل من يحبني شجعني على المواصلة وأشكرهم جميعاً».
وأضافت «العديد قال إنني البنت التونسية الصغيرة التي لا تستطيع تحقيق الحلم الأولمبي. رسالتي للجميع أنه لا يجب الاستسلام لليأس، بل لابد من العمل أكثر لتحقيق الأهداف. عائلتي وجميع أصدقائي وأمي خاصة كانت ثقتهم كبيرة في قدراتي وأهديهم هذه الميدالية».
وأضافت «أشكر المسؤولين كالاتحاد واللجنة الأولمبية والوزارة وجميع المرافقين الذين ساعدوني كثيرًا. للأسف، لم أحصل على الذهبية التي لم تكن بعيدة كثيراً. ولكن أرجو أن تكون هذه الميدالية فأل خير على بقية الرياضيين التونسيين».
وأشارت: «تأخرت في النتيجة 1 / 6 وعانيت من ألم كبير في الظهر، ولكنني لم استسلم وكافحت من أجل الميدالية لأنني أعرف أنني أستحقها. أنا بطبعي لا أستسلم بسهولة ومحاربة شرسة. قلت إن هذه الروسية تغلبت علي في موسكو فلن أدعها تكرر ذلك في ريو. ثأرت لهزيمتي في موسكو».
المصدر: الإتحاد