كاتبة إماراتية
تعاطف الشارع الإماراتي مع أسرة الطفل المغدور عبيدة، وتفاعله مع الجريمة البشعة التي تعرض لها، ومقتله على يدي شخص ترفض السباع تشبيهه بها، هذا التعاطف يرسخ لقيم نبيلة تربى عليها مجتمعنا، ويتمسك بها في نبذ الخسة والغدر، والوقوف إلى جانب من يقع عليه الظلم، فما بالنا والظلم هنا سلب حياة طفل بريء، كان له من الأماني أكثرها، وقض مضجع أسرة آمنة تحيا حياة شريفة تحلم بمستقبل مشرق مليء بالحياة والأمل لصغارها، مثل سائر الأسر العربية وغيرها ممن يقيمون بيننا معززين مكرمين.
المشهد في مسجد الصحابة في الشارقة، حيث أدى الجموع صلاة الجنازة على الطفل عبيدة، يصفه من حضر التشييع بأنه كان مهيباً، وعلى الطرف الآخر لم تأل السلطات الأمنية جهداً في القبض على الجاني بسرعة، وتقديمه للعدالة لينال الجزاء العادل قصاصاً لما اقترفت يداه.
قصاص ليس فقط للقتيل وأسرته، بل هو قصاص لأمن المجتمع وكل من فيه، روعه المجرم بفعلته، وألقى في نفوس الآباء والأمهات رعباً وخوفاً على فلذات أكبادهم، في بلد يتباهى بما يتمتع به من أمن واستقرار، ويحرص بكل أجهزته على إسعاد الناس، وأولى درجات هذه السعادة الأمن والأمان.
الجاني كما ذكرت التقارير الرسمية أنه من أصحاب السوابق في بلده، قضى 15 عاماً في سجونه، يقيم بيننا منذ أكثر من 6 سنوات بصورة غير مشروعة، عاطل عن العمل وله في الهوى الكثير.
وضع لا نجد بداً من الطرق عليه كثيراً حتى يلين، ويجد طريقه إلى إجراءات وتدابير تتخذها السلطات المعنية بمنح تصاريح الدخول إلى البلاد، تمنع تكرار ما حدث، من خلال آلية عمل جديدة تثبت خلو الصحيفة الجنائية من السوابق لطالب تأشيرة الدخول من موطنه، وتصبح هذه الشهادة شرطاً للحصول عليها بمعرفة سفارات وقنصليات الدولة في الخارج، شهادة تشعرنا بالاطمئنان على أنفسنا وبلادنا من الآلاف المؤلفة التي تفد إلينا كل يوم من منافذ الدولة المتعددة.
ما يحدث عندنا الآن، أن أصحاب سوابق في بلدانهم يحصلون على فرص وظيفية عندنا، يستكملون إجراءات التعيين في وظيفة بشهادة حسن سيرة وسلوك، يحصل عليها بسهولة لخلو صحيفته، ثم تقع الواقعة.
نقول شهادة حسن السيرة والسلوك، تثبت خلو الوافد إلى بلادنا من السوابق، لا تقل أهمية عن شهادة تؤكد لياقته الصحية وخلوه من الأمراض المعدية، الشهادتان مهمتان، ولا بد أن تكونا ضمن أوراق طلب تأشيرة دخول.
المصدر: البيان