شهداء الأحساء يقولون لنا: لا للكراهية

آراء

الدالوة، الأحساء والرياض والمملكة، وشعاع النور في أرض الكرامات على شبه جزيرة الحضارات، يأتي امتداداً لثراء قوم جاء الشعر ديواناً لهم ضمن نطاق فصيح اللغة والأخلاق، حيث هم العرب، وحيث سجايا العروبة الحقة تهنأ بعطايا الزمن، ودولة تأتي ظاهرة حضارية متجددة بألق، أضحت ملاذاً للأمان فوق ما هي عليه من نطاق لمشروع تنمية فريد، وضع نموذجاً حياً لكيف يكون البناء للإنسان والمكان، محفوفاً بالمحبة ضمن دولة جاء التوحيد منظومة بناها الأولون، وما برح يحمل رايتها الأوفياء تحت الظلال الوارفة للدولة السعودية الفتية، التي تهفو لتحقيق النماء متصالحاً وحال مجتمعٍ يسعى حثيثاً ليقارع العالمية التي هي كفء لحال الثراء فيه؛ ثقافةً وإنساناً.

جاء النبأ بإهراق دماء الأبرياء المؤمنين في الاحساء، في حسينية تبث صدى سجايا بني الدالوة، امتداداً لمفهوم الهناء، ونثر عبق المزيد من الأمل، ضمن وطن أشبه ما يكون عائلة، بل هي عائلة ضاربة الجذور في حال المحبة والاحترام والثقة.

جاء النبأ كالصاعقة حين تبدت دماء الصلوات نتاجاً لفعل إرهاب مقيت ما برحنا نشحذ الهمم لبتر أطرافه، وتقزيم قدراته، ووأد قبح ما يبتغون.

فجيعة بحجم إنسان السعودية القاطن في أرض الأمان، كانت فعلة الأشرار فينا شأن من يوقد فتيل الغضب، يبحث عن إرباك مسار البناء المتقد، وجاء الرد لحظياً بفعل قوى الأمن والوطن فيها مجتمع وإدارة محلية تعي حجم مسؤولياتها، إذ هي جزء أصيل في النسيج الاجتماعي السياسي الاقتصادي النادر الوجود الذي لم يأت هبة من أحد، بل هو عطاء رب العالمين أن قدر الحكماء فينا بقيادة الفارس المؤسس.

عملية نوعية قادها الفرسان، حصيلتها ترسيخ الأمان والإيقاع ببعض من بؤر الشر التي ما فتأت تنفذ أجندات العداء لحال هناء في وطن. ثم جاءت الرسائل تنثر في الفضاء التعاضد حيث نحن إذا تألم فينا عضو هبت له كافة الأعضاء بالسهر والدعاء، بأن يتغمد الله شهداء الوطن في حسينية الصلاة الأبرياء، وتلك الرموز الباسقة شهداء قوى الأمن الباسلة.

ليست هي الوحدة تلك التي ننشد، فهي لنا حق مبين، بل هي وحدتنا الحقيقية تلك التي تأتي أنشودة شجية النغم، ينطقها حرفاً ولساناً كل أطياف المكان، يسمعها القاصي والداني طيب النشيد، وتحت وطأة الوعي فيه نوايا الشر تحارب وبقوة الإيمان، بالمستقبل الواحد والمصير المشترك، والأمل المنقطع النظير تنهزم الشرور.

بقدر ما كان الحزن فينا ظاهراً في كل لحظة تبزغ فيها روح الإرهاب من متطرفين، فقد كان الفرح يعمنا حين وجدنا عمائم الشيوخ وفكر المشايخ وعقول الأئمة فينا، ورجالات الدولة والإمام المؤتمن الذي هو للحرمين الشريفين خادماً، ملكنا وشيخنا الأمين الملك عبدالله بن عبدالعزيز حفظه الله، وكل مسؤول جاء حاضراً في لحظته يقومون بواجبات الخدمة والعزاء وصولاً لأطراف المملكة يرسخون صلة الرحم في نطاق العائلة الكبرى التي تجمعنا وهي بالتأكيد سعودية تفتخر.

رحم الله شهداءنا وحفظ لنا دولتنا والأمان.

المصدر: الرياض