استشهدت، أمس، الفتاة الفلسطينية نوف عقاب عبد الجبار انفيعات (16 عاماً) متأثرة بجروحها جراء إصابتها برصاص جنود الاحتلال «الإسرائيلي» أول أمس بزعم تنفيذها عملية طعن غرب مدينة جنين، فيما يعتزم الاحتلال المصادقة على بناء 2600 وحدة استيطانية في المستوطنات المقامة في الضفة الغربية.
وأعلن مستشفى «هليل يافا» «الإسرائيلي» استشهاد الفتاة متأثرة بإصابتها حيث تركها جيش الاحتلال في المكان تنزف لعدة دقائق قبل نقلها للمستشفى. وأطلق جنود الاحتلال النار على الفتاة بزعم محاولتها طعن أحد الجنود قرب مستوطنة «ميفو دوتان» القريبة من مدينة جنين.
ووصفت وزارة الخارجية الفلسطينية، قتل الفتاة انفيعات من قبل قوات الاحتلال بأنه «إعدام ميداني»، معبرة عن إدانتها لهذه الجريمة التي رافقها قيام القتلة بكيل الشتائم للفتاة وهي ملقاة تنزف على الأرض، وذلك في ظل منع قوات الاحتلال من تقديم أي إسعافات طبية للفتاة.
وقالت الخارجية الفلسطينية: «إن عمليات الإعدام الميداني التي يمارسها جنود الاحتلال ضد المواطنين الفلسطينيين العزل، والهمجية التي يبديها ضباط الاحتلال وجنوده في تعاملهم مع ضحاياهم من الفلسطينيين، تعكس سقوطاً أخلاقياً واضحاً في صفوف جيش الاحتلال بعكس ما يدعيه رئيس الوزراء «الإسرائيلي» بنيامين نتنياهو وأركان اليمين الحاكم في الكيان، ويروجون له عن (أخلاقيات جيش الاحتلال)، وفي ذات الوقت تعكس هذه الممارسات الإجرامية استفحال ثقافة القتل والجريمة والاستهتار بحياة الفلسطيني».
وقمعت قوات الاحتلال مسيرة كفر قدوم السلمية الأسبوعية المناهضة للاستيطان والمطالبة بفتح شارع القرية المغلق منذ أكثر من 14 عاما. وذكر منسق المقاومة الشعبية في كفر قدوم مراد شتيوي أن أعدادا كبيرة من جنود الاحتلال قمعوا المسيرة باستخدام قنابل الغاز والأعيرة المعدنية المغلفة بالمطاط، فيما أصيب ثلاثة مواطنين برصاص الاحتلال، والعشرات بحالات اختناق منهم سبعة مسعفين، في المواجهات التي اندلعت على طول الحدود الشرقية لقطاع غزة.
وارتفع عدد الشهداء بين أبناء الشعب الفلسطيني في الضفة الغربية وقطاع غزة منذ مطلع العام الحالي إلى 34 شهيداً من بينهم 9 أطفال وامرأة. وبلغ عدد المصابين برصاص الاحتلال منذ بداية العام نحو 580 فلسطينيا.
من جانب آخر، شنت قوات الاحتلال حملة اعتقالات الليلة قبل الماضية أدت إلى اعتقال ثمانية شبان فلسطينيين في أنحاء متفرقة من الضفة الغربية.
واعتقلت قوات الاحتلال، فتاة فلسطينية على حاجز قلنديا العسكري على المدخل الشمالي لمدينة القدس بدعوى أنها كانت في طريقها لتنفيذ عملية في «إسرائيل»، حيث جرى اعتقال الفتاة بناء على معلومات أمنية.
ودعا أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، صائب عريقات، المجتمع الدولي إلى رفض ونبذ سياسة الإملاءات وفرض الحقائق والاستيطان الاستعماري «الإسرائيلي»، وبما يشمل ضم القدس الشرقية المحتلة غير الشرعي والذي لا يخلق حقاً ولا ينشئ التزاماً، مشيرا إلى أنه من شأن ذلك التأكيد للحكومة «الإسرائيلية» بأن اعتقادها بعد 50 عاماً من الاحتلال أن المجتمع الدولي سوف يقبل هذه السياسات ونتائجها مجرد أوهام أدت إلى إفشال كل الجهود التي بذلت لتحقيق السلام في المنطقة.
ويأتي هذا الموقف الفلسطيني في وقت تحدثت فيه وسائل إعلام «إسرائيلية»، عن نية ما تسمى «لجنة التخطيط العليا» التابعة لما يسمى ب«الإدارة المدنية» في جيش الاحتلال عقد اجتماع لها الأسبوع القادم، للمصادقة على بناء آلاف الوحدات الاستيطانية في مستوطنات الضفة الغربية.
ووفقاً لتلك المواقع العبرية فإن يومي الثلاثاء والأربعاء القادمين، سيشهدان اجتماعات مهمة لما تسمى «لجنة التخطيط العليا» للمصادقة على بناء 2600 وحدة استيطانية، جزء منها خارج ما تسميه «إسرائيل» ب«التجمعات الاستيطانية» الرئيسية في المناطق المحتلة، وجرى تأجيل عقد هذه الاجتماعات قبل وصول الرئيس الأمريكي دونالد ترامب «إسرائيل».
وأشارت إلى أن «إسرائيل» لا تتوقع صدور مواقف من إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ضد هذا الاستيطان، حيث أكد مصدر سياسي «إسرائيلي» أنه تم وضع الإدارة الأمريكية في صورة هذا البناء الاستيطاني، وجزء من هذا المخطط للبناء القديم، وجرى تجميد البناء فيه سابقا.
المصدر: الخليج