استشهد شاب فلسطيني أمس برصاص جنود اسرائيليين في بلدة العيزرية شرقي القدس المحتلة ليرتفع عدد الشهداء إلى أربعة في غضون يومين.
وسيطر التوتر الشديد، أمس، على مدينة القدس التي شهدت أمس إضراباً شاملاً حداداً على أرواح شهداء جمعة الغضب الثلاثة. ومع انتشار قوات إسرائيلية بشكل مكثف في المدينة المقدسة، تتضاعف المخاوف من تجدد الصدامات بعد أعمال العنف الدامية التي انطلقت رداً على الاستفزاز الإسرائيلي بوضع أجهزة لرصد المعادن على مداخله.
ودعت السويد وفرنسا ومصر أمس إلى اجتماع طارئ لمجلس الأمن الدولي لبحث تداعيات المواجهات العنيفة في القدس، على ما أعلن دبلوماسيون، وصرح منسق الشؤون السياسية السويدي كارل سكاو بأن الاجتماع يهدف «لفتح نقاش عاجل بشأن كيفية دعم الدعوات لخفض التصعيد في القدس».
وأسفرت مواجهات جديدة في القدس الشرقية والضفة الغربية أمس عن مقتل فلسطيني وإصابة سبعة آخرين بحسب وزارة الصحة الفلسطينية. وانتهى يوم أمس الأول الجمعة باستشهاد ثلاثة فلسطينيين بمواجهات مع الاحتلال. فيما قتل ثلاثة مستوطنين طعناً بهجوم نفذه شاب فلسطيني على مستوطنة نيفي تسوف شمال غرب رام الله.
واقتحم جيش الاحتلال الليلة قبل الماضية منزل المهاجم عمر عبد الجليل العبد في بلدة كوبر قرب رام الله واعتقل شقيقه، وقام بقياس مساحة المنزل تمهيدا لهدمه.
وقالت المتحدثة باسم قوات الاحتلال، إن المهاجم البالغ 19 عاماً أصيب أثناء الهجوم ونقل إلى مستشفى إسرائيلي، مضيفة أنه نشر قبيل تنفيذ هجومه وصية على «فيسبوك»، قال فيها «أنا كل ما أملك سكين مسنون ها هو يلبي نداء أقصانا».. ووقّعها باسم «الشهيد، بإذن الله، عمر العبد أبو زين». وأضافت أن قوات الأمن أغلقت القرية، و«ستقتصر حركة الخروج من القرية على الحالات الإنسانية». وأغلقت جرافة إسرائيلية مدخل القرية التي يسكنها نحو ستة آلاف مواطن بالسواتر الترابية. فيما رشق عشرات الشبان الحجارة باتجاه جنود الاحتلال الذين ردوا بإطلاق قنابل الغاز المسيل للدموع والأعيرة المطاطية.
وأثار اشتعال العنف الأخير المخاوف من تأجيج موجة العنف التي تهز إسرائيل والأراضي الفلسطينية منذ أكتوبر 2015 وأوقعت 287 فلسطينياً و47 إسرائيلياً. وفيما تراجعت وتيرة هذه الأحداث في الأشهر الفائتة يُخشى أن يؤدي العنصر الديني في الصدامات الأخيرة إلى اندلاع العنف مجدداً، على ما يؤكد محللون.
وكتب المراسل العسكري في «هآرتس عاموس هاريل»: «في العام الفائت نجحت إسرائيل بعد جهدٍ كبيرٍ في إعادة العفريت إلى القمقم لكن ما بني بمشقة خلال عام يمكن تدميره بسهولة في أسبوع، خصوصاً عندما تضاف عوامل دينية إلى الوضع». كما اعتبر اوفر زالزبرغ المحلل في «مجموعة الأزمات الدولية» أن «خطأ نتانياهو كان في تركيب أجهزة رصد المعادن دون اللجوء إلى محاور فلسطيني». أضاف أن «الطابع الإكراهي لهذا الإجراء، أكثر من الإجراء نفسه، هو ما جعله غير مقبول لدى الفلسطينيين».
وأمر الرئيس الفلسطيني محمود عباس بتجميد كل الاتصالات الرسمية مع إسرائيل إلى أن توقف الإجراءات الأمنية الجديدة التي فرضتها عند المسجد الأقصى. ولم يقدم تفاصيل أخرى، لكن الاتصالات تقتصر إلى حدٍ بعيد على التعاون الأمني.
والتقى وزير الدفاع الإسرائيلي أفيجدور ليبرمان مع كبار القادة العسكريين في الضفة الغربية لتقييم الموقف، وقال إنه سيتم هدم منزل المهاجم على الفور. ودعا عباس إلى إدانة الهجوم ووصفه بأنه «مجزرة». وأضاف أنه يتعين على عباس أن يصدر «إدانة واضحة للمذبحة».
ووصفت القوى الوطنية في ختام اجتماعها في مدينة غزة أمس قرار الرئيس الفلسطيني بتجميد الاتصالات مع «الاحتلال» بأنه خطوة بالاتجاه الصحيح. وحذرت إسرائيل من مغبة التمادي في إجراءاته ضد القدس والمسجد الأقصى.
وشددت على «ضرورة العمل الجاد والمسؤول على تنفيذ المصالحة وإنهاء الانقسام الفلسطيني لتعزيز صمود شعبنا في الضفة والقدس وغزة». وعم الإضراب الشامل صباح أمس مدينة القدس المحتلة حداداً على أرواح الشهداء الثلاثة الذي سقطوا في «جمعة الغضب»، نصرةً للمسجد الأقصى. وأغلقت المحال التجارية والمؤسسات العامة أبوابها تحديداً في بلدة سلوان، وسط حالة من التوتر الشديد. ويأتي ذلك، فيما يواصل المقدسيون وحراس المسجد الأقصى لليوم الثامن على التوالي اعتصامهم ورباطهم أمام أبواب الأقصى رفضًا للدخول إليه عبر البوابات الإلكترونية الإسرائيلية. وأدى الفلسطينيون صلاة الظهر أمس تحت أشعة الشمس الحارقة في الشوارع المحيطة بالحرم القدسي.
وقال مدير المسجد الأقصى الشيخ عمر الكسواني: إن المصلين سيواصلون اعتصامهم حتى إزالة البوابات الإلكترونية وإلغاء إجراءات الاحتلال بحق الأقصى.
إلى ذلك، حملت لجنة المتابعة العليا للجماهير العربية في أراضي 48، في اجتماعها الذي عقد في الناصرة، حكومة الاحتلال المسؤولية عن سفك الدماء في القدس، وطالبت بإزالة البوابات الإلكترونية.
مخطط إسرائيلي لبناء 859 وحدة استيطانية بالقدس
علاء المشهراوي (القدس)
كشف نائب رئيس بلدية الاحتلال في القدس، مئير ترجمان، النقاب عن مصادقة لجان التنظيم والبناء على 859 وحدة استيطانية جديدة في القدس المحتلة، وأكد استمرار إعداد مخططات لبناء المزيد من الوحدات الاستيطانية. وتحدث ترجمان بتلهف لصحيفة إسرائيلية عن مشاريع بناء في أرجاء المدينة صادقت عليها اللجنة اللوائية للتنظيم والبناء الأسبوع الماضي». وقال «سادت في العام الأخير ظاهرة بناء كبيرة في القدس.. وهذه هي البداية فقط، ونستمر بإعداد مخططات بناء في جميع أرجاء المدينة، سواء مشاريع عادية أو مشاريع لتجديد المدينة، وتدعم البلدية مشاريع في جميع أرجاء المدينة للقطاعات السكانية كافة، ووعدنا بتنفيذ مخططات بناء في غيلو وبسغات زئيف، وصودق عليها فعلا». وكشف عن مصادقة اللجنة اللوائية على مخططات بناء 365 وحدة سكنية في شارع همرغليت في غيلو، وهو مشروع ضخم يتضمن بناء برجين كل منهما بارتفاع 30 طابقا، وعدة مبانٍ كل منها بارتفاع ستة طوابق.
المصدر: الاتحاد