استشهد أمس، شاب فلسطيني جراء إطلاق النار عليه من قبل قوات الاحتلال قرب مستوطنة «عوفرا» القريبة من بلدة سلواد شمال شرقي رام الله، فيما استهدفت بحرية الاحتلال مجدداً الصيادين الفلسطينيين قبالة ساحل قطاع غزة، في حين أجبرت سياسة الهدم «الإسرائيلية» سكان خربة سوسيا جنوبي الخليل بالضفة الغربية على الرحيل عن منازلهم مكرهين في ثمانينيات القرن الماضي، ويبدو أنها ستعيد الكرة مجدداً.
وزعمت مصادر «إسرائيلية» أن الشاب أطلق النار على موقع عسكري قرب المستوطنة دون وقوع إصابات وردت قوات الاحتلال عليه بإطلاق النار ما تسبب بإصابته بجروح خطيرة استشهد على أثرها بعد وقت قصير. وذكرت المصادر أن قوات الاحتلال منعت سيارات الإسعاف التابعة للهلال الأحمر من الوصول إلى الشاب بعد إصابته حتى استشهد متأثراً بعد وقت قصير. وقال شهود عيان إن الشاب أصيب بجراح بينما كان داخل سيارته الخاصة حين أطلق عليه جنود الاحتلال النار قرب المدخل الغربي لبلدة سلواد، ورجحوا أن تكون سيدة برفقته. وقال أقرباء الشهيد إن «جهاز الارتباط الفلسطيني أبلغهم أن قريبهم إياد زكريا حامد (38 عاماً) استشهد برصاص الجيش «الإسرائيلي» وهو أب لطفلين». وأكد الأمن الفلسطيني «أن إياد زكريا حامد مريض وغير مستقر عقليا،وهو قيد العلاج». وأفاد شهود أن حامد «استشهد عند المدخل الغربي لبلدة سلواد قرب الطريق المؤدي إلى مستوطنة عوفرا»، لافتين إلى أن «جيش الاحتلال أطلق خمس رصاصات عليه وأخذ جثته ولم يسمح للإسعاف الفلسطيني بنقلها».
من جهة أخرى، أطلقت الزوارق البحرية التابعة للاحتلال نيران أسلحتها الرشاشة مجدداً صوب الصيادين الفلسطينيين ومراكبهم قبالة شاطئ السودانية شمال قطاع غزة ودير البلح وسط القطاع دون أن يبلغ عن وقوع إصابات. وتستهدف بحرية الاحتلال الصيادين بشكل شبه يومي من خلال إطلاق النيران عليهم أثناء عملهم وفي أحيان كثيرة تقوم باعتقالهم ومصادرة مراكبهم.
على صعيد آخر، يواجه سكان خربة سوسيا البالغ عددهم 250 شخصاً خطر الترحيل من مناطق سكانهم بعد أن أصدرت سلطات الاحتلال أوامر بهدم منازلهم، التي تقع في مناطق تسيطر عليها قوات الاحتلال بشكل كامل. وكان المتحدث باسم الخارجية الأمريكية قد عبر عن قلق واشنطن حيال تهديد «إسرائيل» بهدم الخربة، ويعد التصريح جزءا من اهتمام دولي بالخربة، بعد رفض الإدارة المدنية التابعة للاحتلال المخطط التنظيمي لها، واعتماد أوامر هدم عوضا عنه. ويفتقد سكان خربة سوسيا إلى أبسط مقومات الحياة، فبيوتهم البسيطة تعتمد على مياه الآبار التي حفروها لتجميع مياه الأمطار، والألواح الشمسية التي وفرتها لهم منظمات دولية وجمعيات تستخدم لتوليد الطاقة الكهربائية لسكان الخربة. وكانت سلطات الاحتلال استولت على موقع سوسيا الأصلي في ثمانينات القرن الماضي وحولتها إلى موقع أثري يهودي،
وأصبح السكان الموجودون في أراضيهم الزراعية مقيمين بشكل غير شرعي على أراضي «الدولة» كما يسميها الاحتلال. ويزيد المستوطنون من معاناة السكان، حيث اعتداءاتهم متواصلة، فضلا عن استيلائهم على معظم الأراضي الزراعية للقرية، كما يمنعون السكان من الوصول لفلاحة الأرض أو استخدام آبار ري بعيدة نسبياً عن منازلهم.
المصدر: الخليج