اندلعت احتجاجات غاضبة في العاصمة اليمنية صنعاء، أمس، ضد ميليشيا الحوثي الإيرانية، نظمها عشرات المواطنين لليوم الثاني على التوالي، للمطالبة بتوفير مادة الغاز المنزلي، في وقت اتهمت الشرعية ميليشيا الحوثي بتجويع السكان.
وأفادت وسائل إعلام يمنية بأن العشرات من المواطنين نظموا وقفة احتجاجية أمام مبنى أمانة العاصمة وسط العاصمة صنعاء وأحرقوا إطارات السيارات وسط انتشار مكثف لمسلحي الحوثي بعد إغلاق محطات تعبئة الغاز المنزلي، المنعدم لليوم السادس على التوالي.
واتسعت التظاهرات لتشمل عدداً من شوارع العاصمة، بعد أن قمعت الميليشيا أول من أمس احتجاجات محدودة في شارع الزراعة واعتقلت عدداً من المحتجين، وسط سخط شعبي متزايد على تصرفات الحوثيين في افتعال أزمات معيشية والمتاجرة بمعاناة الناس.
اقتحام وغضب
وأحرق المحتجون الإطارات وأغلقوا الشارع الرئيسي بجانب مقر أمانة العاصمة، في ظل انتشار غير مسبوق لميليشيا الحوثي في الشوارع وتطويق أماكن الاحتجاجات، التي أربكت عناصرها خشية اتساع رقعتها وعدم القدرة على السيطرة عليها بالقمع.
وأوضح شهود عيان أن المحتجين جابوا العديد من شوارع صنعاء، وصولاً إلى مبنى أمانة العاصمة بمنطقة التحرير، وأحرقوا إطارات السيارات في بوابة المبنى، قبل أن يتمكنوا من اقتحام البوابة ويضرموا النار داخل عدد من مكاتبه. وقالوا إن عدداً من سيارات الإطفاء والأطقم، والمئات من عناصر ميليشيا الحوثي هرعوا إلى مكان الحادثة، لإطفاء الحريق، وقمع المحتجين، إلا أنهم جوبهوا بمقاومة عنيفة من قبل المواطنين المحتجين، الذين لم تروعهم طلقات الرصاص الحي، التي كانت تطلق باتجاههم.
وأكد الشهود وقوع إصابات عديدة في صفوف حشد المواطنين، جراء إطلاق الرصاص الحي عليهم، واعتقال عشرات منهم من قبل ميليشيا الحوثي الانقلابية، قبل أن يتفرقوا وهم يواصلون رمي عناصر ميليشيا الحوثي بالأحجار والأحذية.
شهادات
وقال رجل من سكان صنعاء يدعى محمد منصور: «أزمة خانقه للغاز لمدة أسبوعين، هذا الأسبوع الثاني والنَّاس واقفون في طابور من ليلة وليلتين وثلاث ليالٍ وفي بعض الأحيان لا يحصلون على أسطوانة غاز. إلى متى ستستمر الأزمة لا أحد يعلم. نتمنى من الحكومة والدولة أن توفر حلولاً سريعة لأجل المواطنين والنساء والأطفال لأن الغاز مهم، مهم جدا للبيوت».
وقال مُعلم يضطر لترك عمله من أجل الحصول على غاز الطهي لأسرته ويدعى علي عبد الغني العزعزي: «أنا مدرس لكن أترك عملي على أساس أقف في طابور للغاز.
يعني وقفت اليوم الأول والثاني والثالث وكنت أقف بالطابور من قبل صلاة الفجر وأستدعي أبنائي للمساعدة إلى ما بعد العشاء، وهكذا يوميا لمدة ثلاثة أيام في الأسبوع الماضي وبعدين اليوم الثاني واليوم نحن من قبل صلاة الفجر أتينا ولا يوجد غاز».
وأكد وزير الإعلام اليمني معمر الإرياني، أن الاحتجاجات الشعبية في العاصمة صنعاء ضد مليشيا الحوثي الانقلابية على خلفية الارتفاع الجنوني في أسعار الغاز المنزلي تؤكد حالة الاحتقان العام وتنامي مشاعر السخط الشعبي تجاه ممارسات المليشيا الحوثية، واصفاً ممارسات المليشيا بحق المواطنين في العاصمة صنعاء والمناطق التي تسيطر عليها، «بالتدميرية والتجويعية بحق المواطنين».
طوابير الغاز
ومنذ أيام تشهد مواقع محطات تعبئة الغاز المستمرة في الإغلاق، سلاسل بشرية طويلة بحثاً عن الغاز، بعد أن تضاعف سعره في السوق السوداء والمحطات الرسمية، وسط مخاوف شديدة لدى المواطنين من الزيادات الجديدة التي ستفرضها الميليشيا كما جرت العادة عند افتعالها أزمات مماثلة.
ووصل سعر أسطوانة الغاز (20 لتراً) في مناطق سيطرة الحوثيين إلى ما بين سبعة آلاف إلى تسعة آلاف ريال يمني، بعد أن كانت عند أربعة آلاف ريال، قبل افتعال الأزمة الأخيرة.
وتجني ميليشيا الحوثي مبالغ مالية طائلة من تجارة السوق السوداء للمشتقات النفطية، قدرتها إحدى الدراسات المحلية المتخصصة، بحوالي مليون ونصف مليون دولار يومياً لمادة البنزين فقط.
المصدر: البيان