صاحب «كرسي الإثنين»: دبي أرض القصص الملهمة

أخبار

تشكل الرغبة في تقديم مضمون هادف الدافع الأكبر للإعلامي الإماراتي عبدالله النعيمي الذي اختار المدونات الصوتية (البودكاست) منصته الأفضل للانطلاق في هذا المجال الصعب الذي كرس فيه بصمته المغايرة، لافتاً إليه انتباه ومتابعة شرائح واسعة من الجمهور على شاشة تلفزيون دبي، بعد أن نجح باقتدار في تقديم نماذج إنسانية ناجحة عكست نبض الحياة في دبي بشكل خاص، ومجتمع الإمارات عموماً الذي يراه حافلاً بالقصص الملهمة.

وتوقف عبدالله النعيمي، في مستهل حواره مع «الإمارات اليوم»، عند بدايات صناعته للمحتوى عبر مدونته الصوتية الأولى (كرسي) أواخر عام 2018، واختياره آنذاك لقاء أشخاص غرباء لأول مرة، لتبادل شتى الأحاديث حول موضوعات تتعلق بالحياة عموماً، واصفاً هذه التجربة المتفردة قائلاً: «كانت مدة (البودكاست) لا تتجاوز 20 دقيقة، وقد حققت حلقاته النجاح الذي توقعته على مدار 20 حلقة متواصلة، خصوصاً أن فكرة المدونات الصوتية لم تكن رائجة في الإمارات والعام العربي في تلك الفترة».

وأضاف: «بعد هذه التجربة التي أعتبرها مغامرة جميلة، توقفت لنحو عامين للنبش عن أفكار جديدة ومبتكرة، إلى حين العودة بفكرة (كرسي الإثنين) التي تعتمد على محاورة أشخاص يعكسون واقع الحياة في الإمارات سواء كانوا مواطنين أو مقيمين، وذلك بما يمتلكونه من قصص أو تجارب ثرية، نرى أنها مميزة وقادرة على جذب اهتمام الجمهور بعفوية وصدق».

معايير الاختيار

وحول معايير اختيار ضيوفه، أشار النعيمي إلى حذره الشديد و«تقصيه» القصص الملهمة والجديرة بالطرح، فضلاً عن تمتع صاحبها بالقدرة على سرد حكايته وإيصالها بطريقة فريدة، موضحاً: «يبدو لي الوقت الذي أمضيه في إعداد الحلقة، مختلفاً بعض الشيء عن المعتاد، في ظل حرصي الشديد على الإشراف على جميع مراحل عملية الإعداد بداية من اختيار الضيف، مروراً بخطوات البحث الطويلة عن تفاصيل تجربته، وصولاً إلى انتقاء الأسئلة التي أحاول من خلالها دوماً الانطلاق من نقطة انتهاء الحوارات السابقة لضيوفي».

حوارات عفوية

52 حلقة وموسمان متتاليان من «كرسي الإثنين»، كانت كفيلة بتأكيد ثبات الخطوة وصواب النهج الذي سلكه النعيمي في تناوله للقصص والتجارب الإنسانية الفارقة التي عكست بشكل أو بآخر التنوع الثقافي والحضاري للواقع المحلي.

وأكمل صاحب البرنامج: «أعتقد أنني نجحت في تقديم هذا الجانب الحياتي المهم في دبي ومجتمع الإمارات عموماً، وعكس قناعتي الراسخة بوجود عشرات القصص المثيرة على أرض الإمارات».

وحول ظروف انتقال مدونته الصوتية (كرسي الإثنين) إلى شاشة تلفزيون دبي، بعد موسمين ناجحين على مختلف المنصات الرقمية، أشار إلى تفهّم إدارة تلفزيون دبي لخصوصية مدونته، وأسلوبه الحواري المغاير المتسم بالعفوية، سواء في طرح الأسئلة أو التعامل مع الضيوف.

وأكد أن تجربته مع «دبي للإعلام» فريدة ومبتكرة مقارنة بغيرها، بما عكسته من قدرة على «التفكير خارج الصندوق». وقال: «لقد قدمت بداية من فبراير الماضي 10 حلقات انتهى عرضها أواخر مايو، ونحن الآن بصدد التجهيز لمواسم جديدة، بعد أن أحب الجمهور فكرة انتقال (البودكاست) من مجرد مدونة صوتية تبث على التطبيقات والمنصات الرقمية، إلى ما يشبه البرنامج التلفزيوني».

وحول صدى البرنامج أكد النعيمي: «فوجئت بردود أفعال الجمهور والألق الكبير الذي حققه الموسم الثالث من (كرسي الإثنين)، وأنا مدين بالشكر الجزيل لإدارة تلفزيون دبي التي أسهمت في انتشاره على نطاق أوسع، من خلال عرض الحلقات على مدار الأسبوع ونشرها عبر الحسابات الرقمية الرسمية، ما أعطى الموسم الثالث مزيداً من المصداقية المقترنة طبعاً بثقة الجمهور بخيارات (دبي للإعلام) وما تقدمه من مضامين هادفة على أعلى درجات الجودة».

منافسة دائمة

وعن مسألة المنافسة بين وسائل الإعلام التقليدية والجديدة، رأى النعيمي أن جميع هذه الوسائل تتكامل في ما بينها لتقدم لشرائح الجمهور المتعددة، أنماطاً وأساليب مبتكرة لإيصال المعلومات. وأكمل: «لو توقفنا عند منصة (إنستغرام) مثلاً، نجد أنها مستمرة منذ نحو 15 عاماً، دون إزاحة التلفزيون أو الإذاعة، مع أن كثيرين تحدثوا في فترة من الفترات عن نهاية عصر التلفزيون، تماماً كما تحدثوا عن نهاية عصر الإذاعة مع بداية الفترة الذهبية للبث التلفزيوني حول العالم، لذا أعتقد أن المستقبل سيفتح لتجارب (البودكاست) آفاقاً أوسع تمكّنه من النمو والتطور بشكل سريع، والتجارب العالمية أكبر دليل على نجاحه وتحوله إلى مصدر إعلامي رئيس لكثير من الجمهور النخبوي».

وسيلة مهمة

إلى جانب عمله الوظيفي وتخصصه أكاديمياً في مجال إدارة التمويل، نجح عبدالله النعيمي، في رسم ملامح تجربته الإعلامية منذ فترة مبكرة، إذ قدّم في عام 2015 على «إذاعة دبي»، قبل أن يلتحق بالخدمة الوطنية، البرنامج الاجتماعي «خد اليديد» الذي تناول آخر الأحداث الشبابية ثقافية كانت أو إنسانية أو فنية في الإمارات والمنطقة، معتبراً أن مفتاح النجاح الدائم هو الاستمرارية والمحتوى الصادق والفريد، متوقفاً عند أهمية الدعم الذي تحتاجه تجارب «البودكاست» من قِبل الشركات والجهات الخاصة التي يجب أن تؤمن بقدرته على أن يكون وسيلة ناجحة ومهمة للإعلان.

عبدالله النعيمي:

. مدين بالشكر لإدارة تلفزيون دبي التي أسهمت في انتشار البرنامج على نطاق أوسع.

. المستقبل سيفتح لتجارب «البودكاست» آفاقاً أوسع تمكّنه من النمو والتطور بشكل سريع.

. 10 حلقات قدمها النعيمي خلال الفترة من فبراير إلى مايو الماضيين.

. البرنامج نجح في تقديم نماذج إنسانية عكست نبض الحياة في المجتمع الإماراتي.

المصدر: الإمارات اليوم