انتهت هيئة الصحة في دبي، من إعداد معايير خاصة للعلاج بالخلايا الجذعية ذاتية المنشأ المستمدة من دهون وخلايا الدم الخاصة بالمريض نفسه، التي تطبّق للمرة الأولى في الدولة، وتوفر علاجاً آمناً وفعالاً للعديد من الأمراض المزمنة والتجميلية، وفق المدير التنفيذي لقطاع التنظيم الصحي في الهيئة، الدكتور مروان الملا، الذي أوضح أن هذه المعايير ستصدر رسمياً قبل نهاية العام الجاري، فيما بدأ استقبال طلبات العلاج بهذه الطريقة من القطاع الخاص، وحصل أحد المستشفيات الخاصة على أول موافقة من الهيئة.
دور المريض
لفت المدير التنفيذي لقطاع التنظيم الصحي في هيئة الصحة بدبي، الدكتور مروان الملا، إلى دور المريض الراغب في العلاج بتقنيات الخلايا الجذعية، من خلال توفير معلومات دقيقة وكاملة عن حالته الطبية والأمراض السابقة والأدوية، وغيرها من الأمور المتعلقة بالحالة، وتتيح له الهيئة وفق وثيقة حقوق المرضى، طرح الأسئلة أثناء استشارة الطبيب، بما في ذلك الأدلة الداعمة للعلاج والنتائج الموثقة، إضافة إلى طريقة العلاج ومدته، إضافة إلى مناقشة المخاطر والآثار الجانبية على المديين القصير والطويل، وخيارات العلاج البديلة التي قد تكون متاحة إلى جانب العلاج بالخلايا الجذعية.
«صحة دبي» بدأت
استقبال طلبات من
القطاع الخاص لتقديم
العلاج بالخلايا الجذعية
ذاتية المنشأ.
وأضاف الملا لـ«الإمارات اليوم»، أن الهيئة أقدمت على تنظيم هذا النوع من العلاج، لضمان توفير العلاجات الفعالة عالية الجودة والآمنة، لاسيما للذين يعانون أمراضاً تنكسيَة، وهي مجموعة من الأمراض التي تصيب الشخص بتدهور في الوظائف النسيجية، إضافة إلى العلاجات الخاصة بالتجميل.
وتابع: «تم تشكيل اللجنة العلمية للخلايا الجذعية في الهيئة، التي تتولى مهمة إصدار معايير خاصة لتنظيم العلاج بالخلايا الجذعية ذاتية المنشأ، ووضعنا كمرحلة أولى متطلبات ترخيص المهنيين الصحيين والمنشآت الصحية الراغبة في تقديم هذا النوع من الخدمة العلاجية».
ورحب الملا، بالمستثمرين المتقدمين بطلب للحصول على ترخيص خدمات العلاج بالخلايا الجذعية، وفقاً للمعايير الأخلاقية والقانونية المطبقة في الدولة، مؤكداً أن الهيئة تضطلع بمسؤولية لا تقف فقط عند ضمان الحفاظ على صحة وسلامة المرضى وحمايتهم من تقديم علاجات لا تقوم على أدلة علمية موثقة، ولكن أيضاً تمهد الطريق لتقديم تقنيات علمية حديثة في مجال الطب، وتطوير منظومة النظام الصحي بالإمارة.
وأشار إلى تحمّل الأطباء أيضاً المسؤولية الأخلاقية والاجتماعية للتطوير في المجال الطبي، وهي تشمل أن يقدم معلومات واضحة لمرضاهم عن فعالية وسلامة وكلفة خدمات العلاج بالخلايا الجذعية الذاتية، وتقديم بيانات النتائج والتقارير إلى اللجنة العلمية للخلايا الجذعية.
ولفت إلى جهود الهيئة وأهدافها الاستراتيجية الرامية إلى تعزيز الابتكار ومواكبة التطورات العالمية في مجال خدمات الرعاية الصحية المقدمة بالإمارة، وتطوير الممارسات الطبية القائمة على الأدلة العلمية، لتكون دبي إحدى الوجهات الرائدة عالمياً في مجال الرعاية الصحية، لاسيما السياحة الصحية.
من جهتها، أوضحت مدير إدارة السياسات والمعايير الصحية التابعة لقطاع التنظيم الصحي، الدكتورة حنان عبيد، أن الهيئة تتبنى نهجاً تدريجياً نحو تنظيم العلاج بالخلايا الجذعية ذاتية المنشأ، وحددت معايير لمقدمي الرعاية الصحية للالتزام بها، وسيتم تقديم إرشادات العلاج بالخلايا الجذعية الذاتية من خلال اللجنة العلمية بالهيئة.
وأكدت ضرورة حصول المنشآت الصحية الراغبة في تقديم خدمات العلاج بالخلايا الجذعية على الموافقة الكتابية اللازمة لتقديم الخدمة في المنشأة، وكذا حصول الأفراد المهنيين العاملين بها على ترخيص قبل بدء مزاولة هذا النوع من النشاط.
جدير بالذكر أن تقنيات العلاج بالخلايا الجذعية بدأت منذ ثمانينات القرن الماضي، وهي توفر الأمل في علاج بعض الأمراض والحالات المستعصية، وعلى الرغم من أن الأدلة العلمية لفاعلية هذا النوع من العلاج لاتزال محدودة، إلا أن العديد من معاهد الأبحاث العالمية تبحث بشكل مستمر في كيفية استخدام الخلايا الجذعية لعلاجات فعالة جديدة للأمراض التنكسيَة.
المصدر: الإمارات اليوم