إبراهيم سليم (أبوظبي) – أكدت شركة أبوظبي للخدمات الصحية “صحة” عدم وجود حالات مصابة بـ”فيروس كورونا”، في الإمارات، مقللة في الوقت نفسه من خطورته، رغم ما أسمته “الفزع العالمي” منه.
وأكد الشيخ نهيان بن مبارك وزير الثقافة والشباب وتنمية المجتمع في كلمته الافتتاحية للمؤتمر الدولي لعلم الأمراض والطب المخبري أهمية المؤتمر في بحث ومناقشة سبل تحسين وتطوير وسائل التشخيص للوصول إلى العلاج الناجع مشيرا إلى أن المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، مؤسس دولة الإمارات رحمه الله، أولى اهتماما كبيرا للقطاع الصحي والتعليمي، وسار على النهج ذاته صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله، على اعتبار ان التعليم هو الاستثمار الأكثر قيمة.
وأضاف الشيخ نهيان بن مبارك أن التعاون في مختلف القطاعات المعنية يحقق نتائج طيبة في مجال علم الامراض، مشيرا إلى أن علم الأمراض من العلوم التي تتطلب تعاون وتكاتف فريق العمل، وأن هذا المؤتمر يمثل فرصة مناسبة للاطلاع على أخر المستجدات في مجال علم الأمراض والطب المخبري الذي يعتبر عنصرا رئيسا لمختلف فروع الطب الأخرى موضحا أن أكثر من 70% من جميع القرارات حول التشخيص والعلاج ودخول المستشفى تعتمد على نتائج الفحص الطبي والاختبارات التي تجرى في المختبرات.
وأوضحت الدكتورة ليلى عبد الوارث المدير الطبي لخدمات علم الأمراض والطب المخبري في الشركة، ورئيس قسم المختبرات في مدينة الشيخ خليفة الطبية، أن “كورونا” المسؤول عن متلازمة الشرق الأوسط التنفسية لا يعد بالخطورة التي صاحبت الإعلان عنه في بعض وسائل الإعلام العالمية، مقارنه بالفيروسات التاجية الأخرى، والتي تنتشر بشكل موجات كثيفة من العدوى والانتشار. لكنها أكدت في الوقت نفسه خطورة الفيروس على الحالات التي تعاني من مضاعفات صحية وأمراض مع نقص المناعة في الجسم.
ونوهت إلى أن مختبرات أبوظبي كانت قد كشفت 6 حالات في السابق، توفي منهم اثنان، فيما لم تشهد البلاد أية إصابات أخرى.
جاءت تصريحات عبد الوارث على هامش المؤتمر الدولي لعلم الأمراض والطب المخبري، والذي ينعقد تحت رعاية معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان وزير الثقافة والشباب وتنمية المجتمع.
وقالت عبدالوارث إن ما قامت به هيئة الصحة في أبوظبي من شروط والتزامات لمقدمي خدمات الرعاية الصحية في تعميم أصدرته بهذا الخصوص، شددت على ضرورة توخي الحذر باستمرار في التعامل مع حالات الإنفلونزا عموما وفق متطلبات الهيئة ومنظمة الصحة العالمية التي فرضت بروتوكولا محدداً لفحص المرض وكشف الإصابة بالعدوى التنفسية الحادة، مؤكدة أن جميع المؤسسات الصحية في الإمارة التزمت بهذه المعايير في التعامل مع هذا المرض.
وأوضحت أن مستشفيات شركة أبوظبي للخدمات الصحية “صحة” أجرت العام الماضي 10 ملايين فحص مخبري، بجميع المختبرات التابعة لها، فيما تخطط الشركة لاعتماد مختبر مركزي مرجعي للمستشفيات التابعة لها، وأن هذه الخطوة تأتي على غرار “كليفلاند كلينك” الأميركية.
وكشفت الدكتورة ليلي عبدالوارث أن المختبرات التابعة للمؤسسات الصحية في إمارة أبوظبي أجرت نحو 10 ملايين تحليل خلال عام 2012 شملت جميع التحاليل والفحوصات الطبية المختبرية، مؤكدة أن مختبرات شركة (صحة) بما تمتلك من كوادر فنية عالية التدريب والكفاءة وأحدث الأجهزة التقنية تقوم بإجراء 99.9 في المائة من التحاليل المطلوبة بما فيها التحاليل التي تتطلب اجراءات وآليات معقدة.
وأشارت إلى أن من أهداف المؤتمر الثالث تكمن في دراسة تجربة مؤسسة كليفلاند الصحية في ولاية أوهايو الأميركية حيث تمكنت من توحيد مختبرات 35 مستشفى تابعة لها لتعطي نتائج أكثر سرعة ودقة، لافتة إلى إمكانية تطبيق هذا النظام في مستشفيات إمارة أبوظبي في المستقبل.
وقالت “إنّنا نتطلّع لتعلم وتبادل الأفكار والمعرفة مع زملائنا المخضرمين من “كليفلاند كلينيك” حول تدعيم خدمات المختبرات وتحسين الفعالية والنوعية التشغيلية، وسيتم تخصيص ورشة عمل تمتد لنصف يوم لهذا الموضوع بالإضافة إلى ذلك، سيركّز المؤتمر على التحديثات المهمة في مجال الطب المخبري من بينها سرطانات الدم، وتطبيقات الكتل المترادفة، وفيروس “إم إي آر إس- كورونا” الجديد، والسكري، وتشخيص اختلالات المناعة الذاتية، بالإضافة إلى موضوعات أخرى”. وكان معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان وزير الثقافة والشباب وتنمية المجتمع، قد افتتح فعاليات اللقاء الثالث الذي ينظم مرة كل سنتين لعلم الأمراض والطب المخبري بالتعاون مع خدمات علم الأمراض والطب المخبري في شركة أبوظبي للخدمات الصحية “صحة” و”كليفلاند كلينيك”، أمس، في جميرا أبراج الاتحاد في أبوظبي.
ويعدّ المؤتمر الذي يمتد ليومَين حدثاً علمياً مُحفِّزاً وغنياً بالمعلومات بشكل استثنائي.
المصدر: الاتحاد