كاتب وأكاديمي سعودي
في البداية أود أن أتقدم لنفسي بوافر التهنئة بمناسبة انضمامي أخيراً لعضوية النادي الصحي المجاور، بعد أن أذعنت أخيراً لنصيحة الطبيب وهو خير الناصحين. كنت أتعلل دائماً بأن جدولي المزدحم لا يسمح حتى ببضع دقائق أقضيها في النادي من أجل صحتي العامة حاضرا ومستقبلاً .
في يومي الأولي داخل أروقة النادي الصحي كانت المفاجأة ، أليس ذلك الشاب ذو اللكنة الشرق أوروبية هو ذاته الذي ابتعتُ جهازي الحاسوبي المحمول من المحل الذي يعمل به قبل بضعة أسابيع ؟ نعم هو الذي أقنعني بمميزات الجهاز وخصائصه الرائعة والتي معها تضاعفت ساعات جلوسي “منشكحاً” أمام الشاشة خاملاً بلا حراك . وتلك الفتاة الشقراء هناك ، أليست هي “آنيا” البولندية المعلمة في الروضة التي يدرس فيها ابني ؟ كنتُ أعتقدُ بأن ساعات عملها الممتدة من الثامنة صباحاً وحتى السادسة مساءً لا تتيح لها حتى حك شعر رأسها ! ناهيك عن أن تسجل في نادٍ صحي بل وتواظب على الحضور اليومي حسب ما أكدته لي عندما التقيتها هناك. إليكم مفاجأة من العيار الثقيل ،جيسيكا المكسيكية ! الفتاة ذات الملامح اللاتينية التي تعمل في المقهى المجاور لمنزليو تُعدّ لزبائنها طبق الأومليت بالزبد والجبن كل صباح ، الطبق اللذيذ الذي أسهم بشكل ملحوظ في ارتفاع معدلات الكوليسترول في دمي خلال الأشهر القليلة الماضية ، وهل تحتاج جيسيكا مع هذا القوام الرشيق إلى الانخراط مثلي في نادٍ صحي !حتى جاري السمين وجدته أمامي يهرول على جهاز الركض و ليته يعرف بأنني كنت أستخدمه دائماً كنموذج للمقارنة بفداحة وزنه مقارنة إلى وزني حين تحثني زوجتي على ضرورة ممارسة الرياضة. خلاصة القول أن جيران الحي كلهم مهتمون بصحتهم ولياقتهم البدنية بل هي جزءٌ من روتين يومياتهم وأنا آخر من يعلم ! وخلاصة الخلاصة هي أن التغيير إلى نمط صحي للحياة لا يحتاج سوى إلى قرار ذاتي معزز بعزم و إصرار. و للأسف نحن دائماً قادرون على اختلاق الأعذار لأنفسنا من لا شيءمتى أردنا ذلك.