كاتب سعودي
معلوم لدى الجميع ماذا تعني مرحلة ما سمي (الصحوة) في أذهان السعوديين، ومعلوم أيضا، أن تلك المرحلة أخرت البلاد والعباد على كل المستويات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية. وفي وقت ما سيتم جرد الخسائر، عبر ما لا يقل عن أربعة عقود، لنعرف حجم هذه الخسائر ولكي لا ننسى أو نغفل.
ما يهمنا الآن هو أننا بإزاء صحوة حقيقية يصدق عليها الاسم والمعنى والعمق، باعتبار أن من يصحو هو من يبث طاقة هائلة في محيطه للبناء والتقدم ونقل الواقع الساكن المعاش إلى حالة إيجابية متحركة، يشعر بها ويتفاعل معها الجميع. وهذه هي صحوة السعوديين الجديدة، أو صحوتهم الحقيقية. ويمكن، بطبيعة الحال، أن نسميها صحوة محمد بن سلمان، لأن ولي العهد هو من يشعل أنوارها ويدير ملفاتها ويراقب حركتها تحت إشراف ومباركة من لدن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، أطال الله في عمره وعافيته.
كل السعوديين، ما عدا من بقي في فمه شيء من ماء التطرف، يتجاوبون الآن مع ما يحدث في بلادهم من منطلق واحد وهو أنهم مدعوون، في ظل هذا العهد، ليستفيدوا من إمكانات وطنهم الهائلة ويشاركوا في البناء، باعتبارهم صناعا للحياة ومنفتحين على كل الدول والمجتمعات التي تتشارك معهم المصالح والثقافات المُلهمة. وهذه هي الركيزة الثانية لعهدنا الجديد، وهي أن المواطن (الفرد) يفهم يقينا الفرق بين الصحوتين، صحوة الوهم وصحوة الحقيقة. وبذلك يكون مؤهلا ليقيس خسائره ومكاسبه، ومن ثم يكون بمقدوره حجز مكانه على القطار الجديد الذي ينطلق بسرعة هائلة إلى المستقبل.
ومع صحوتنا الحقيقية المواطن السعودي موعود بحياة أفضل ورفاه أعم ووجود تكتنفه أبعاد كبرى مهمة في علاقتنا بالآخر، المتفق والمختلف معنا. لا أوهام ولا شعارات ولا مسكنات. نحن السعوديين نريد أن نبني بلدنا بالعلم والعمل، وهذه هي الصحوة إن أردتم أن تسموا الأشياء بأسمائها لا بأوهامها.
المصدر: اليوم