كاتب وإعلامي من دولة الإمارات العربية المتحدة
هذا هو ديدن الأذناب دائماً، يحاولون التطاول على الرؤوس عندما يعجزون عن الارتقاء إلى هاماتها العالية، وهذا هو ما فعله النائب الكويتي السابق الإخواني مبارك الدويلة، عندما حاول الإساءة إلى الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، فاتهمه بأنه ضد الإسلام السني.
لكن محاولة الإساءة إلى الشيخ محمد بن زايد لن تزيده إلا سموا ورفعة، ولن تزيد صاحبها إلا دنوا ووضاعة، فالكل يعرف أن سموه أول وأكثر المدافعين عن الإسلام بكل طوائفه ومذاهبه المعتدلة البعيدة عن التطرف والتآمر على الأوطان، ومحاولة التسلق إلى السلطة لخدمة أهدافها ومصالحها، لا خدمة الإسلام والمسلمين..
والجميع يعرف أن جماعة «الإخوان المسلمين» أول وأكبر الجماعات المتسلقة التي ليس لها هدف سوى الوصول إلى السلطة بأي شكل من الأشكال، موهمة الآخرين أن لديها مشروعاً، وقد فشلت في ذلك فشلا ذريعا ومدويا في مصر وتونس وغيرها من الدول عندما أتيحت لها الفرصة للوصول إلى الحكم، وهي تحاول اليوم تبرير هذا الفشل وتحميل الآخرين مسؤوليته، معتقدة أن الإساءة إلى الكبار هي التي سترفعها من المستنقع الذي سقطت فيه.
واضح أن قطع رأس الأفعى في مصر جعل أذنابها في كل مكان تتلوى محاولة إعادة لصق الرأس بالجسد، أو استنساخ أفعى جديدة في منطقة أخرى، تقوم بالدور الذي عجزت الأفعى الأصلية عن القيام به في مسقط رأسها.
وهذا ما يحاول إخوان الخليج أن يفعلوه الآن، وهم في محاولتهم هذه يسعون إلى شق وحدة أبناء الخليج المتمثلة في دول مجلس التعاون الخليجي، عبر الإساءة إلى رموزها التي يُعتبَر الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، واحدا من أبرزها وأشرفها وأعلاها مكانا ومكانة، ليس في قلوب أبناء بلده دولة الإمارات العربية المتحدة فقط، وإنما في قلوب أبناء دول مجلس التعاون الخليجي.
وأبناء الأمتين العربية والإسلامية المخلصين، الذين لا يسعون إلى تفريق الشعوب، ولا الوصول على أكتافها إلى كراسي الحكم للاستحواذ على السلطة وإقصاء الآخرين عنها، وهي إساءة يعرف الجميع أسبابها وأبعادها، وما يقف خلفها وما يراد منها.
إن وصف موقف دولة الإمارات العربية المتحدة من جماعة «الإخوان المسلمين» بأنه شخصي، واتهامها بتلفيق التهم لهم، ووصف أعضاء التنظيم السري الذين قُدِّموا للقضاء وأصدر حكمه عليهم، بأنهم من أخلص الناس، وأنهم معروفون بالولاء لبلدهم، وأنهم يريدون الإصلاح السياسي ليس إلا، كما قال الدويلة في المقابلة التي أجرتها معه قناة «المجلس» التي تصدر عن مجلس الأمة الكويتي، من مبنى رسمي تابع لوزارة الإعلام الكويتية.
وعبر أجهزة بث خاصة بالوزارة، لا علاقة له بحرية الرأي التي يمكن أن تستند عليها القناة، لأنه لا يكشف عن الحقيقة، وإنما عن ما تضمره نفوس هؤلاء الأذناب من أسى وحسرة على إخوانهم الذين سبقوهم إلى السقوط في مستنقع خيانة الوطن والتآمر عليه.
وإذا كان هذا الأسى وهذه الحسرة يبرران للإخوان هذا التخبط والهجوم على كل من تصدى لأولئك المتآمرين على أوطانهم وكشف مخططاتهم وقدمهم للقضاء، فإن هذا لا يبرر لأي سلطة في أي دولة من الدول العربية، ناهيك عن دول مجلس التعاون الخليجي، أن تسكت عن هذا التطاول، وأن تدعه يمر مرور الكرام، وكأن رمزا من رموز المنطقة والأمة لم يتعرض للإساءة، وكأن دولة من دول التصدي للتطرف لم تتعرض للإهانة.
وإذا كان بيان الأمانة العامة لمجلس الأمة الكويتي، الذي صدر يوم الأربعاء الماضي، قد جاء هزيلاً، فحوّل القضية من الإساءة لرمز من رموز الإمارات إلى مشكلة بين المجلس وصحيفة «الوطن» الكويتية التي كشفت تطاول الدويلة، واختزلها في دأب الصحيفة على الإساءة إلى مجلس الأمة، متهما إياها بمحاولة دق إسفين بين الشعبين الكويتي والإماراتي الشقيقين..
واصفا ما نشرته بالأكاذيب والافتراءات وإشعال الفتن، متوعدا باتخاذ الإجراءات القانونية تجاه الصحيفة، إذا كان بيان الأمانة العامة للمجلس قد جاء على هذا النحو فسطّح الموضوع وحوله عن مساره الأصلي، مبررا ما حدث بأن رأي كل ضيف في القناة إنما يعبر عن نفسه لا عن رأي القناة أو مجلس الأمة، فإننا نقول إن هذا البيان يصدق عليه المثل المعروف «عذر أقبح من ذنب»..
فتحويل الأنظار عن التصريحات التي بثتها قناة مجلس الأمة إلى اتهام الصحيفة التي لفتت الأنظار إليها بإشعال نار الفتن أمر يثير الاستغراب والدهشة، بل يدعو إلى الضحك، ويؤكد فعلاً أن «شر البلية ما يُضحِك».
ويبقى أن ما ننتظره الآن هو موقف حكومة دولة الكويت الشقيقة، لأن موقف المجلس عبر بيانه هذا الذي بثته وكالة الأنباء الكويتية الرسمية، جاء مخيبا للآمال، على خلاف ما كنا نتوقع، وما يقتضي الصواب والمنطق.
صدق الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان في كل ما نطق به وهو يدافع عن الإسلام الحقيقي المعتدل، بكل طوائفه ومذاهبه البعيدة عن الغلو والتطرف والإرهاب الممنهج، وكذب النائب السابق الإخواني مبارك الدويلة وكل أذناب الإخوان الذين يترنحون ويوزعون الإساءات والافتراءات شرقاً وغرباً، بعد أن سقطت جماعتهم وخاب مسعاهم، وسيبقى البيت الخليجي متوحداً، رغم أنف الحاقدين والطامعين، وحلفاء الشيطان المتآمرين على الشعوب والأوطان.
المصدر: البيان
http://www.albayan.ae/opinions/articles/2014-12-26-1.2273803