صحافي وكاتب سعودي
كان المدعو حسن “زميرة” قائد الميليشيات الشيعية في الضاحية الجنوبية في العاصمة اللبنانية بيروت يخرج للإعلام في العام الواحد مرة أو مرتين، ولكنه في الأشهر الثلاثة الماضية ظهر “نائحا” تسع مرات بمعدل يقترب من إطلالة في الأسبوع الواحد.
هذا الظهور المتكرر والمكرر والجرعة الزائدة من الشتائم والمفردات البذيئة تعبر عن المأزق الكبير الذي يقع فيه الحزب الإرهابي وقائده “زميرة”، وتعبر أيضا عن مأزق يعانيه أسياده في طهران، فالمثل يقول “على قدر الألم يأتي الصراخ”، وهو ما يفعله “زميرة” حاليا.
المشروع الإيراني في المنطقة بدأ في التفكك والانحسار بدءا من التراجع والهروب للقوات التابعة للنظام في سورية والميليشيات العراقية واللبنانية والأفغانية التابعة لعصابة طهران، بفعل الضربات الموجعة التي تلقوها على أيدي الثوار السوريين في حلب وإدلب ودرعا والقلمون، مرورا بهزائم الحكومة الطائفية في العراق وتهاوي الميليشيات الحوثية في اليمن بعد ضربات التحالف العربي والمقاومة الشعبية في اليمن.
كل هذه التراجعات في المشروع الإيراني الفارسي أخرجت حسن “زميرة” عن وقاره المصطنع وبدأ بالصراخ تارة والنحيب تارة أخرى، ولم يجدِ معه شراب “الليموناضة” في التهدئة من روعه وانفلاته الأخلاقي.
لم تفلت الأمور من قبضة عصابة طهران في العراق واليمن وسورية فحسب، بل حتى الضاحية الجنوبية في بيروت معقل الحزب الإرهابي والطائفي ثارت على المجرم “زميرة”، فقبل أيام خرجت إحدى النساء من الضاحية عبر تلفزيون المستقبل صارخة في وجه “زميرة” متسائلة “لماذا تبقى حقوق الضاحية الجنوبية مهدرة؟”. آمال آل شمس التي تجردت من خوفها، عانت كثيرا من ميليشيات “زميرة” الإرهابية وكشفت عن المستور الذي يدور في الضاحية الجنوبية، وعن مراكز الاعتقال التي يرمي فيها سكانها دون تهم أو محاكمة، حتى الأعراض هتكت في الضاحية ــ كما كشفت آمال آل شمس عندما قالت موجهة حديثها لمجرم الضاحية: “أنتم تدعون الإسلام والدفاع عن العرض والأرض، ونحن بنات محجبات، ألسنا من العرض؟ فلماذا فعلتم بنا ذلك؟”، وكانت تشير إلى ما تعرضت له وشقيقتها من سجن واعتقال وضرب وإهانة من قبل ميليشيات المعتوه “زميرة”.
معتوه “الضاحية” شبيه بمعتوه “دمشق”، لا يملكان من أمريهما شيئا، هما مجرد أداتين في يد عصابة طهران تحركهما كيفما تشاء خدمة للمشروع الفارسي في المنطقة، وما الحديث عن المقاومة والممانعة والدفاع عن القضية الفلسطينية والعربية إلا “تقية” يتستران خلفها لتحقيق التمدد الإيراني الذي بدأ في الانحسار والتهاوي.
المصدر: الاقتصادية