«صقور الإمارات» قوة تحمي البر والبحر والجو

أخبار

للبطولة معان في سماء الوطن الذي يشرق بسالة في ربوع الإمارات فخراً واعتزازاً بالفرسان الذين ترجموا إيمانهم العميق بمقدرات الوطن، عبر عرض جوي أظهروا فيه قدرات خاصة في القيام بعمليات مقاومة الإرهاب البحري، وتفوقهم في القيام بعمليات برمائية واسعة النطاق، والقيام بعمليات قتال في المناطق السكنية. وهذا العرض الذي شارك فيه نخبة من قواتنا المسلحة في مناورات عسكرية تبرز القدرات التكتيكية العالية للجنود البواسل هو الأول من نوعه، إذ عبر هذا العرض، الذي تناغم معه مظليون وأنواع مختلفة من الطائرات المحلقة والغواصات والقوارب واليخوت والسفن المحملة بالجنود والمركبات الميكانيكية، عن قدرات هائلة لقواتنا المسلحة ورجالها الأبطال، الذين تلقوا تدريبات على أعلى مستوى في القدرة على تحرير الرهائن وحماية أفراد المجتمع ببراعة فائقة، فضلاً عن تحويل سماء الكورنيش إلى لوحة خلابة من خلال العرض الجوي للطائرات العسكرية التي رسمت في الأفق علم الإمارات.

منطقة العمليات

على بساط كورنيش أبوظبي كان المشهد مختلفاً على شريطه الممتد، حيث تحولت هذه المنطقة إلى ساحة للعمليات العسكرية في عرض البحر، ومن فوقها غطاء كامل من الطائرات التي بدت بشكلها الحربي الصارم دروعاً تستعرض القوة وتردع العدو. وفي وسط منطقة العمليات في البحر كانت تنتصب شاشتان كبيرتان تعرضان بصورة مباشرة تفاصيل الحدث على الجمهور، الذي اصطف على شريط أبوظبي للتعبير عن الفخر والاعتزاز بحماة الوطن ورموز عز دولة الإمارات.

5

حرس الرئاسة

في البداية، تبلورت العمليات العسكرية الخاصة لحرس الرئاسة لتخليص رهائن على متن يخت في المياه الإقليمية الإماراتية، إذ إن الرهائن كانوا شخصيات مهمة، ولابد من تخليصهم، لذا جرت العمليات على نطاق واسع، حيث بدأت الطائرات من دون طيار المزودة بأحدث التقنيات استكشاف المكان لتحديد موقع الرهائن، وفي هذه اللحظات تحركت غواصة حربية للاقتراب من الموقع، ومن ثم هبطت مجموعة من المظليين تجاه الهدف، فيما صوب بعض الجنود بنادقهم تجاه موقع الرهائن، وحلقت الطائرات الحربية في السماء، ومن ثم جاءت قوة إضافية مدربة مخصصة في التصدي للعمليات الإرهابية.

احتجاز الرهائن

وفي الوقت ذاته، كان الغواصون يقتربون من اليخت الذي بداخله الشخصيات المحتجزة، ليتم إنزال مجموعة من رجال القوات الخاصة على متنه من إحدى الطائرات لمداهمة المختطفين بكفاءة وسرعة وإتقان، وفي أثناء ذلك تم تبادل إطلاق النيران، خصوصاً أن قوة معادية مختبئة في أحد المباني القريبة من شاطئ أبوظبي كانت تطلق النيران باتجاه طائرات القوات المسلحة، التي تصدت بمهارة لها واستطاعت السيطرة على الموقف حتى اشتعلت حدة العمليات العسكرية. ورغم مواصلة القوة المعادية لإطلاق النار نجحت قواتنا في أن تجعلها تتراجع حيث جسد الجنود البواسل معاني البطولة والفداء.

6

طائرات مقاتلة

في هذه الأثناء، تدخلت قوة التدخل السريع واقتحمت موقع العدو بالتزامن مع اقترب قارب استهدف اختطاف الرهائن مرة أخرى، لكن القوات الخاصة تعاملت معه على وجه السرعة وتم تدميره من خلال الطائرات المقاتلة التي حولته إلى كتلة من النيران. وفيما قامت الطائرات العمودية بالقضاء تماماً على المختطفين، أنزلت إحداها سلة لانتشال الرهائن تحميها الطائرات من جميع الزوايا، بعدها تحركت الطائرة إلى أن استقرت فوق مركب تابع للقوات المسلحة، ومن ثم خروج الرهائن بسلام بعد تحريرهم لتؤكد قواتنا قدرتها على حفظ الأمن وبث الأمان.

علم الإمارات

بعدها، كان العرض العسكري «حصن الاتحاد» لفرسان الإمارات، حيث علت في الآفاق مجموعة من الطائرات تتحرك في اتجاهات مختلفة مخلفة وراءها خيوطا شكلت علم الإمارات، ثم اتجهت الطائرات من مكان منخفض إلى الارتفاع تدريجياً إلى أعلى بشكل أفقي مخترقة السحاب، في عرض يظهر التفوق الكامل للطائرات العسكرية المقاتلة الإماراتية. وقد شكلت الطائرات لوحات باهرة في السماء، وفجأة تفرقت في اتجاهات عدة مخلفة خيوطاً ملونة، فيما تقابلت في الأثناء طائرتان في شكل بديع فوق مياه كورنيش أبوظبي، كما شقت إحدى الطائرات الغمام، وبرزت طائرة أخرى بشكل مثير وكأنها تراوغ عدوا، لتتواصل العروض الجوية الممتعة التي تركت أثراً في نفوس الجمهور الملتف حول كورنيش أبوظبي.

تعاون وتمازج

وقال الخبير الاستراتيجي العميد ركن متقاعد خلفان الكعبي: «حصن الاتحاد هو الاسم الذي يطلق على المناورات التي نفذتها نخبة من قواتنا المسلحة الباسلة في العاصمة أبوظبي، وأظهرت هذه المناورات المستوى الرائع والمتقدم لها، إذ تجلى ذلك من خلال التنفيذ المبدع في استخدام الأسلوب المشترك، حيث نفذت هذه المناورات بقوات برية وبحرية وجوية ونخبة من القوات الخاصة في تنفيذ عمليات نوعية، عكست التنسيق والتعاون والتمازج بين هذه القوات، ما أظهر الحماس.

رسالة مهمة

وأوضح أن ما تقوم به من عمليات في اليمن، وغيرها في المناطق الأخرى، يمثل ويكرس أن دولة الإمارات فرضت نفسها كقوة إقليمية في المنطقة، وهي من تصنع الكثير من الأحداث وتديرها، وبالتالي انعكس ذلك على مكانة الدولة التي تبوأت مكانة مرموقة نفخر بها وتفتخر بها الدول الشقيقة والصديقة لأنها السند والعون عند الحاجة ووقت الضيق. وأشار إلى أنه بالعودة إلى الاستعراض الذي نفذته قواتنا المسلحة، فإنها بهذا العمل تبعث برسائل عدة أبرزها أن قواتنا المسلحة وصلت إلى مستوى يجعلها الدرع الحصين والواقي والمتأهب دائماً للزود والدفاع عن الوطن وحماية مصالحه ومكتسباته، لافتاً إلى أن هذه المناورات الاستعراضية نفذت في مكان عام في قلب عاصمتنا الحبيبة أبوظبي لتعطي رسالة الأمن والأمان والاطمئنان لمواطني الدولة وكافة المقيمين على أرضها الطيبة بالقدرات الهائلة المتوافرة لديها، ذلك على الصعيد المحلي.

صعيد إقليمي

أما على الصعيد الإقليمي، فإن دولة الإمارات تبعث برسالة اطمئنان إلى كافة حلفائها بأن القوات المسلحة الإماراتية بلغت مستوى تستطيع فيه مد يد العون لهم عند الحاجة وأنها ستبقى على التزامها تجاههم.

وأكد الكعبي أن دولة الإمارات لها مكانة مميزة في مجالات متعددة منها المجال الاقتصادي، كما تود أن تظهر التطور الهائل في قواتها المسلحة كصمام أمان لحماية منجزاتها ونهضتها وتطورها، ويختم بقوله: «هنا تحضرني مقولة مؤسس دولة الإمارات، المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه (إننا نسعى إلى السلام ونحترم حق الجوار ونرعى الصديق، لكن حاجتنا إلى جيش قوي قادر على حماية الوطن تبقى قائمة ومستمرة، ونحن نبني الجيش لا عن رغبة في غزو وإنما للدفاع عن أنفسنا).

المصدر: الاتحاد