كاتب سعودي
الصورة تنقل المنظر التالي: ثلاث نساء وسط كومة نفايات في محطة على طريق ما يؤدين صلاة الفجر على الرصيف، النساء الثلاث مدرسات يتجشمن يوميا عناء السفر والتعرض للمخاطر وصولا إلى وظائفهن التي تتوزع لكثير من المعلمات على أصقاع المملكة.
وكم من معلمة ذهبت ولم تعد، لأن السائق غير المؤهل وغير الخاضع للنظام في سلوكه المروري تصرف خطأ أو ارتكب حماقة أو داس على البنزين أكثر من اللازم!!
وكم من المعلمات ارتعبن خوفا وتحسبا من حالة تحرش أو نوايا سيئة لدى هذا السائق أو هذا العابر أو ذاك؟! وكم وكم من أمور المعلمات اللائي تعصف بهن رياح (الحاجة) لراتب الوظيفة فيؤدين صلاة الرصيف ويجازفن بأرواحهن ويبتلعن معاناتهن وخوفهن صابرات ومؤملات أن يكون هناك حل أو حلول قريبة.
والحل الوحيد الناجز الذي نادينا به تكرارا ومرارا هو أن يكون هناك خارطة طريق واضحة لتعيين المعلمات، كلما كان ذلك ممكنا في أماكن إقامتهن، أو في المدارس الأقرب ثم الأقرب لأماكن الإقامة، بحيث نتخلص تدريجيا من حذف المعلمة مثلا إلى القويعية وهي تسكن الرياض أو إلى السعيرة وهي تسكن الدمام أو إلى الرس وهي تسكن بريدة.
أما الحل الآخر المساعد في تخفيف معاناة المعلمات على الطرق، فهو إنشاء مؤسسة نقل عام تختص بنقلهن مجانا في سيارات جديدة و (مفحوصة) ومريحة يقودها سائقون مسؤولون ومدربون ومحاسبون إذا ارتكبوا خطأ أو تجاوزوا الأنظمة والسرعات المحددة.
ومن الحلول أيضا، أن يخفض سن تقاعد المعلمة، بحيث يصح لها أن تعيش بضع سنوات بجانب زوجها وأولادها بعد أن تكون مرت بتجربة الكفاح المريرة في عملية التدريس، فمعاناة عشر سنوات غير معاناة عشرين أو ثلاثين سنة، على الأقل يمكنها أن تقول (هانت) كلما زفرت من الخوف والتعب والإرهاق وشرور الطرق.
وقد يكون لدى الناس من الأفكار والحلول الكثير، لكن المهم أن يصغي المسؤول لهذه الأفكار والحلول ويطبقها أو على الأقل يدرسها ويجربها.
معاناة المعلمات (النائيات) طالت وهي ستتضاعف إن لم نلتفت إليها بجدية ومسؤولية.
المصدر: عكاظ