كاتب - مستشار إعلامي
تعصف الأشياء الصغيرة من حولك فتتسلل إليك كل السلبيات التي تصل عبر “واتساب” و”تويتر” و”فيسبوك”… إلخ. لكنها تتضخم في داخلك، إن استسلمت لها.
لكنك لست سوى جزء هامشي ضئيل من العالم. لا تملك حلولا ناجعة. وليس صحيحا أن عليك الاهتمام بما يحدث في كل مكان، وأن يكون لك رأي فيه، فبعض الآراء ليست شأنك، فلماذا تشغل نفسك بها أصلا؟
الهدوء في الداخل مهمة تبدو صعبة في بعض الأحيان، لكنها ليست مستحيلة.
صعوبة هذا الأمر أن البعض يتفنن في ضخ وتبني الصور والأخبار السلبية، وهو يتفنن أيضا في إفساد الأخبار الإيجابية، إذ إنه يؤمن أن نشر السلبية مهمة حتمية بالنسبة له في الحياة.
مثل هؤلاء، من الجيد أن يسعى المرء إلى عزل نفسه عنهم، بحيث إنه يراهم وكأنه لا يراهم، وليس القصد حتما الاحتقار، ولكن الهدف النأي عما يشيعونه من سلبية وسواد.
إن أغالب العداء الذي يستحكم بين أفراد مجتمعاتنا، أساسه خلافات على أمور لا تعنينا ولا تمسنا بشكل مباشر.
هناك من يريدك أن تكون نسخة من سفاحي “داعش” أو المليشيات الشيعية، وأن تؤيد وجهة نظره التي تنحاز إلى هذا الطيف أو ذاك. وقد يقرر ألا يحبك لأنك لا تريد أن تكون لا مع هؤلاء ولا مع هؤلاء. مثل هذا الشخص، تجاهله والبعد عن التقاطع معه لا ضرر منه. بل إن هذا من الأمور التي تزيد من إيجابيتك.
لقد كانت أكبر جنايات التطرف، أن البعض صار يتحسر ويتألم لأمور تقع في أقصى بقاع الأرض، ولكنه يتعامل بمنتهى السلبية مع شؤون أكثر التصاقا به.
لا يمكن أن تستسيغ أن يمارس شاب العقوق تجاه أسرته ووطنه، ثم تراه يردد كلمات كبيرة وفخمة، سرعان ما تناقضها تصرفاته وواقعه.
باختصار: لا تكن جزءا من إنسان فاشل في حياته الحقيقية، قرر أن يكون مصدر فشل وتثبيط لمجتمع بأكمله.
المصدر: الإقتصادية
http://www.aleqt.com/2015/03/25/article_942992.html