هالة الخياط
نجح صندوق محمد بن زايد للمحافظة على الكائنات الحية خلال عام 2012 في إنقاذ 101 كائن حي مهدد بالانقراض من الدرجة الأولى، و84 حيواناً ونباتاً مهدداً بالانقراض، و27 كائناً حياً غير مصنف، وسبعة أنواع معرضة للانقراض في مواقع مختلفة من العالم من أصل 250 مشروعاً مولها الصندوق لحماية الكائنات الحية في 75 دولة، بقيمة خمسة ملايين و509 آلاف درهم (1,5 مليون دولار أميركي).
وحصلت خلال العام الماضي، وفقاً للتقرير السنوي لعام 2012 والذي صدر مؤخراً، ست دول عربية على التمويل لمشاريعها التي ركزت على حماية كائنات حية مهددة بالانقراض، وتم توزيع المنح حسب القارة، حيث حصلت دول آسيا على نسبة 43% من التمويل، فيما حصلت المشاريع في قارة إفريقيا على نسبة 27% من التمويل، وحصلت قارة أميركا الجنوبية على 15% من قيمة الدعم، وقارة أميركا الشمالية حصلت على 9% من قيمة الدعم، أما قارة أوروبا فحصلت على 4% من قيمة الدعم، وقارة أوقيانوسيا حصلت على 2%.
وحسب النوع، توزعت المنح على 41% من الثدييات، و16% من الطيور، فيما حصلت الزواحف على 12%، و8% توزعت على حماية النباتات، فيما حصلت كل من الأسماك والبرمائيات على 8% من الدعم، واللافقاريات حصلت على 5%، والفطريات حصلت على 2%.
ونجح صندوق محمد بن زايد للكائنات الحية في توفير الحماية لطائر أبومنجل الأقرع الشمالي في المغرب وهو من الأنواع المهددة بالانقراض من الدرجة الأولى، ويسعى المشروع الذي حصل على تمويل بقيمة 18 ألفاً و500 درهم (5 آلاف دولار).
وواصل الصندوق، الذي يرأسه الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، دعمه للأنواع غير المصنفة من الكائنات أو تلك التي تفتقر للبيانات الكافية بحيث تم منح أكثر من 120 ألف دولار أميركي لـ 23 مشروعاً يعنى بهذه الأنواع، ويعتزم الصندوق مواصلة مهمته في حث وتعزيز عمل نشطاء الحفظ البيئي ممن يكرسون حياتهم لإنقاذ الأنواع الحية الأكثر عرضة للانقراض والمجهولة علمياً حول العالم.
ومنذ تأسيسه عام 2008، قدم صندوق محمد بن زايد للمحافظة على الكائنات الحية منحاً بقيمة حوالي 32 مليون درهم (8,7 مليون دولار أميركي) ساهمت في دعم أكثر من 825 مشروعاً حول العالم، يعنى بالحفاظ على الأنواع في 125 بلداً حول العالم.
ووفقا لآخر تقرير صدر عن الصندوق، فقد نجح روري داو من الاتحاد العالمي لصون الطبيعة عبر التمويل الذي حصل عليه من صندوق محمد بن زايد للكائنات الحية في اكتشاف مجموعة ثالثة لجوهرة الجبل الأزرق داخل منطقة غونونغ مولو، بما ساعد في نقل تصنيف هذا النوع من اللافقاريات من كونه “غير متوفر المعلومات” إلى تصنيف الأقل تهديداً.
وأشار الباحث داو إلى أن التمويل من قبل الصندوق والبالغ 18 ألفاً و500 درهم (5 آلاف دولار) ساهم في تجميع معلومات عن جوهرة الجبل الأزرق، حيث تم اكتشاف مجموعة ثالثة لجوهرة الجبل الأزرق داخل غونونغ مولو الذي يعتبر متنزها وطنيا مما يجعل هذه المجموعة آمنة.
وساهم الصندوق العام الماضي في حفظ شجرة الأسبيليا، وتعد أحد الأنواع المهددة بالانقراض وتشكل أهمية في مسيرة علم الأحياء المهنية.
وأوضح تقرير الصندوق الذي صدر مؤخراً أن شجرة أسبيليا تتوطن في جبال أوروكوم في البرازيل في واحد من أكبر مناجم الحديد الخام في العالم، والتوسع في حجم المنجم يهدد بقاء هذا النوع.
ومن خلال المشروع الممول من الصندوق تم تقييم الأعداد الموجودة ونمط التوزيع المكاني لهذا النوع من النبات، إلى جانب تشجيع إنبات هذه الشجيرة في مناطق المناجم المهجورة باستخدام الشتلات، وتم متابعة تطور المشروع على مدى 24 شهرا من الدراسة.
ومحلياً، كان الصندوق وافق في ديسمبر الماضي على تقديم منحة لتغطية الكلفة المالية لجزء من مشروع مرجان ستاغهورن العربي والمقدرة بحوالي 33 ألف درهم للقيام بمسوحات مكثفة في عشرة مواقع على مساحة إجمالية تقدر بـ 350 كيلومترا مربعا من شواطئ أبوظبي على الخليج العربي بالإضافة إلى موقعين من شواطئ الفجيرة على خليج عمان لتقييم خصوبة كبار مرجان ستاغهورن أثناء وضع البيض خلال فصلي الربيع لعامي 2013 و2014، إضافة إلى تقييم توالد الأحداث فصلياً والبقاء على قيد الحياة بعد التبويض خلال عامي 2013 و2014.
كما حصل مشروع الحفاظ على حيوانات أبقار البحر والسلاحف البحرية في الدولة على دعم الصندوق الأعوام الماضية، حيث تلقى مشروع المحافظة على السلاحف البحرية الذي يتم تنظيمه وإدارته من قبل جمعية الإمارات للحياة الفطرية بالشراكة مع الصندوق العالمي لحماية الطبيعة على الدعم من الصندوق.
ويستقبل الصندوق طلبات الدعم المالي من نشطاء المحافظة على الكائنات الحية من جميع أنحاء العالم، ويعمل على دعم المشاريع المهتمة بشكل مباشر بالمحافظة على أيّ من أنواع النباتات والحيوانات والفطريات المهددة بالانقراض.
ويقدم الصندوق منح صغيرة مستهدِفة (بقيمة 25 ألف دولار أميركي أو أقل) لأفراد ومؤسسات ومجتمعات بغرض المحافظة على الكائنات الحية. ويعنى الصندوق على الأخص بدعم المشروعات والمبادرات التي تتم على المستوى الميداني، والتي تحدث فرقاً على أرض الواقع في الحفاظ على بقاء الأنواع المهددة بالانقراض. كما يقدم الدعم للأفراد الذين يسهم التزامهم وتفانيهم وعلمهم بشكل فاعلٍ ومهم في المحافظة على الأنواع الحية.
المصدر: صحيفة الاتحاد