كاتب إماراتي
خبر مبهج آخر نشرته الشقيقة الكبرى «البيان»، وهو من عينة تلك الأخبار التي تشعرك بأن الدنيا لايزال فيها الكثير! يقول الخبر إن زوجة أحدهم قد اكتشفت أن «المحروس» متزوج عليها بامرأة أخرى بسبب طلبية من أحد مطاعم الأسماك، حيث تأخرت الطلبية التي قامت بتسجيلها باسم زوجها ومعلوماته، فاتصلت للتأكد فأبلغها ذلك المطعم بأن الطلبية أرسلت على العنوان المسجل في «الداتابيس» ما جعل الزوجة تكتشف وجود «عنوان آخر»، وحدث بعد ذلك بالطبع صورة مصغرة لما يحدث في سورية (للزوج بالطبع) والملام هو التكنولوجيا مرة أخرى، ما لم تذكره الصحيفة، وأنا متأكد منه، أن غضب وثورة الزوجة المخدوعة ليسا بسبب تصابي بعلها بل لأنها اكتشفت أن «الهرم» يطلب «روبيان» دائماً قبل ذهابه إلى المنزل الآخر!
في موقف آخر قبل أشهر عدة صادت إحداهن زوجها المتزوج بأخرى عن طريق مراجعة إحدى العيادات في الإمارات الشمالية، حيث قامت «التكنولوجيا» بدورها بوضع موعد «الإخوة» من ذلك الأب في اليوم نفسه ما جعل «الضرتين» تلتقيان في الفحص الطبي لتفاجأ كل منهما بوجود الأخرى أصلاً، وكل منهما تحمل معها ابناً لم يرَ أخاه.
في موقف طريف حصل لأحد زملائنا الذي كان يعتقد أنه ذكي، اتصلت به «المدام الجديدة»، وكان في السيارة مع «أم العيال» فقام بإيقاف السيارة ونزل للحديث مع زوجته الجديدة، وظل خارج السيارة يقول: ألوووو.. ألوووو.. ألوووو.. ونسي بأن الهاتف المشبوك على البلوتوث كان ينقل صوت الطرف الآخر لجميع الموجودين فيها: «إمتان لح تجي حبيبيييي.. ألوووو .. ألووووو»! كان صديقاً عزيزاً.. رحمه الله!
قطعت التقنية ذيل الرجل من جذوره ولم يعد يملك ترف أن يلعب به، يعتقد البعض أن ما صنعته التقنية من سهولة التواصل والتعارف والاختيار كان ترفاً للرجل بينما النتائج على أرض الواقع تدل على أنه سيأتي ذاك اليوم الذي يشتاق فيه الرجال للعودة إلى الكلاسيكية والبطاقات المكتوبة بخط يد رديء وعبارة «صوبنا» التي تقال خلسة!
إذا قررت أن «تتليوت» فاحرص على عدم حمل أي مواد أو أجهزة كهربائية أو إلكترونية، أو الوجود على أي شبكة لما يعرف بالتواصل الاجتماعي، واحرص على أن يكون في دول مختلفة، فإن لم تستطع فاجعل جميع تعاملات المنزل (1) تكون مع المؤسسات المحلية، وجميع تعاملات المنزل (2) تكون مع المؤسسات الاتحادية فقط، حيث تضمن بذلك ألا يوجد أي ربط إلكتروني، والأهم من ذلك كله.. «خلك من الروبيان»!
المصدر: الإمارات اليوم