من الشائع في سويسرا أن يصافح تلاميذ المدارس مدرّسيهم في بداية ونهاية كل يوم دراسي.
إلا أن قرار إحدى المدارس بإعفاء طفلين مسلمين من هذا التقليد، أثار عاصفة من الجدل في البلد، بحسب صحيفة «واشنطن بوست».
وطلب الطفلان، اللذان يدرسان في مدرسة في «ثرويل» قرب مدينة بازل، إعفاءهما من مصافحة مدرستهما قائلين( إن ذلك يخالف التعاليم الإسلامية).
وتوصلت إدارة المدرسة إلى ما اعتبر اتفاقاً مقبولاً يمكن أن يجنب الشعور بالتمييز: أن لا يطلب من الأطفال في سن الرابعة عشرة والخامسة عشرة مصافحة أساتذتهم سواء أكانوا ذكوراً أم إناثاً.
إلا أن القرار اصطدم بعقبة عندما نقلته إحدى الصحف، ما أثار نقاشاً عاماً حول الاتفاق.
وقالت وزير العدل السويسرية سيمونتا ساماروغا «لا يمكننا قبول ذلك باسم حرية الدين»، مضيفة أن «المصافحة تقليد في ثقافتنا».
ووافقها آخرون. فقد كتب فليكس مويري العضو في حزب الشعب السويسري، المناهض للهجرة ورئيس لجنة التعليم في البرلمان السويسري «اليوم، يتعلق الأمر بالمصافحة. فبماذا سيعلق الأمر غداً؟».
كما عارض اتحاد المدرسين السويسريين والمجلس المحلي في «ثرويل» الخطة.
إلا أن المدرسة المعنية دافعت عن قرارها رغم هذا الجدل والرفض. وقال مدير المدرسة يورغ لاونر «ليس مسموحاً لهم بمصافحة أي مدرس ذكراً كان أم أنثى. بالنسبة لنا، فإن ذلك كاف لمعالجة قضية التمييز».
وبإمكان السلطات المحلية في المقاطعة أن تلغي قرار المدرسة لكنها لم تفعل ذلك.
وقالت مونيكا غشويند مسؤولة التعليم في المقاطعة إن القضية مؤقتة وإن الإجراء عملي.
وتمثل هذه الحالة آخر جدل حول دمج المسلمين في المجتمع السويسري الذي يعتقد أنهم يمثلون 5 بالمائة من سكانه.
في عام 2009، صوت السويسريون لصالح منع بناء منارات مساجد. وفي السنة الماضية، صادقت مقاطعة تيسينو على قانون يعاقب ارتداء البرقع في أماكن عامة بمبلغ 10 آلاف دولار.
وقال ممثلون عن الجالية الإسلامية في سويسرا إن الطفلين أساءا تفسير التعاليم الإسلامية بامتناعهما عن مصافحة مدرّستهما.
المصدر: صحيفة الإتحاد