فتحت مشاريع البنية التحتية التي تقدر قيمتها بنحو 400 مليون دولار آفاقا للتوسع الاستثماري في منطقة مكة المكرمة غرب السعودية، حيث تسهم في ربط التنمية الاقتصادية في مدينة جدة مع رابغ التي تضم العديد من المشاريع الاقتصادية المهمة، مثل مدينة الملك عبد الله الاقتصادية والمدينة الصناعية والاستثمارات النفطية.
وقال الأمير خالد الفيصل، أمير منطقة مكة المكرمة، إن هذه المشاريع التنموية تعكس تقدم عجلة التنمية في محافظة رابغ، وذلك بما يتزامن مع مستقبل المدينة الاقتصادي حيث تشهد توسعا في الاستثمارات الأجنبية والمحلية.
وأوضح صالح التركي، عضو مجلس التنمية الاقتصادية في منطقة مكة سابقا، لـ«الشرق الأوسط»، أن ضخ مشاريع البنى التحية في مدينة رابغ سوف يسهم في التنمية الاقتصادية، ويعزز نمو الاستثمارات خاصة أنها تعد الوجهة الاستثمارية الجديدة بفضل وجود العديد من المشاريع الضخمة، مثل مدينة الملك عبد الله الاقتصادية وما تحتضنه من استثمارات أجنبية في الوادي الصناعي، علاوة على أن توسع مدينة جدة يتجه إلى الشمال وبذلك ستكون رابغ امتدادا لذلك النمو والتطور، مشيرا إلى مشروع «بترو رابغ» الذي يعد مشروعا مشتركا بين «أرامكو السعودية» والشركة اليابانية، إضافة إلى أن مستقبل المدينة سيشهد مشاريع مهمة مثل الميناء التجاري والمشاريع العقارية والاستثمارية التي بدأت تتوجه إلى المنطقة.
من جانبه، قال زياد البسام، عضو مجلس إدارة غرفة جدة، إن هذه الخطوة تعكس حرص الحكومة السعودية على تنويع الاستثمارات لتوسيع القاعدة الاقتصادية وتعزيز روافد الدخل الوطني وتشجيع القطاع الخاص في التنمية الاقتصادية، مشيرا إلى أن مدينة رابغ تشهد العديد من المشاريع المهمة، مثل مشاريع الطاقة الكهربائية ومشاريع البتروكيماويات، وضخ المزيد من الأموال في تحسين البنية التحتية لتحقيق التوجه الجديد للحكومة في تشجيع فرص الاستثمار في المحافظات، ومن ذلك الدعم المقدم من صندوق التنمية الصناعية الذي يقدم 60 في المائة من قيمة المشروع الصناعي كقرض لتشجيع التنمية مما يسهم في خلق فرص عمل للمواطنين ويخفف الضغط على المدن الرئيسة المزدحمة، مبينا أن غرفة جدة سعت إلى فتح فرع لها في مدينة رابغ لمساعدة قطاع الأعمال وتوفير الخدمات التي يحتاج إليها منسوبوه في إدارة أعمالهم خاصة أن المسافة التي تفصل رابع عن جدة تصل إلى 120 كيلومترا.
وتوقع تقرير اقتصادي أن تستقطبه المدن الصناعية في رابغ ملياري دولار، بغرض إيجاد مصادر دخل ثابتة تساعد على جذب الاستثمارات الأخرى مثل المشاريع الترفيهية والخدمية، حيث تعتزم شركة «رابغ الاستثمارية» إقامة العديد من المشاريع التي تخدم القطاع السياحي مثل الفنادق والمنتجعات.
وتمتلك رابغ مقومات سياحية واقتصادية مميزة، توجت باجتذاب الاستثمارات المحلية والعالمية، خصوصا مع مجاورتها لمدينة الملك عبد الله الاقتصادية، وتمتد إلى الشمال من المحافظة مخططات شاسعة خصصت للمنح السكنية التي بدأ كثير من السكان في الحصول عليها، كما تحتوي على منطقة صناعية ضخمة خصصتها بلدية المحافظة للمصانع بمختلف أنواعها.
المصدر: صحيفة الشرق الأوسط