كاتب - مستشار إعلامي
تختصر تجربة إنشاء حي البجيري في الدرعية، الذي افتتحه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز صيغة مهمة في استلهام التراث وتحويله إلى منتج سياحي واقتصادي يربط الماضي بالحاضر. هذا نموذج مهم، رأيناه في جدة التاريخية، وفي العلا أيضا.. ومواقع أخرى.
هذه الصور في جدة التاريخية، وفي الدرعية، تعطي نموذجا لكيفية إعادة صياغة الموجود على أرض الواقع وتأهيله وإتاحته للجمهور.
من المؤكد أن هذا المشروع سيغدو نموذجا ملهما، خاصة أن البجيري يمثل العتبة الأولى تواكبها مشاريع أخرى في إطار تطوير الدرعية التاريخية تحمل شعلتها الهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض بالشراكة مع الهيئة العامة للسياحة والآثار.
الأمير سلطان بن سلمان رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار عضو اللجنة العلـــيا لتـــطوير الدرعية كشف في كلمته أمام الملك “أن الدرعية سيتبعها مشاريع مماثلة في مواقع التاريخ الإسلامي ومواقع تاريخ الدولة الحديثة والمواقع الأثرية وشواهد العصور المتعاقبة التي تحفظ أهمية موقع بلادنا في التاريخ الإنساني”. من المؤكد أن العاصمة السعودية الرياض محظوظة بوجود هيئة تطوير مدينة الرياض، وهي التي أسسها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان، عندما كان أميرا على الرياض، فاستطاعت أن تكون ذراعا مهمة، أسهمت في بناء الرياض العاصمة من خلال رؤية تجمع بين الأصالة والمعاصرة. لقد كان جهد هيئة تطوير مدينة الرياض، ملموسا، ويستحق التنويه، خاصة وهي تستحضر الهوية التراثية والعمرانية من خلال مشاريعها وسط البلد وفي حي السفارات.
ولا شك أن الهيئة العامة للسياحة والآثار، وهي تضطلع بحمل ملف الدرعية وملف جدة التاريخية وبقية ملفات الآثار والتراث العمراني كانت السند القوي الأمين في تكريس هذه الرؤى، فأصبحنا نرى أمانات المدن تتنافس لإعادة الاهتمام بالتراث العمراني الذي يعكس هوية كل منطقة.
وكانت هناك مبادرات رائدة، أعطت نتائج مشهودة حتى على مستوى الجامعات، التي زادت قناعاتها بوجود أقسام للتراث العمراني.
المصدر: الاقتصادية
http://www.aleqt.com/2015/04/13/article_948929.html