كاتب سوري في صحيفة الرؤية الإماراتية، ويعمل حاليا في مجال إعداد البرامج الحوارية الفضائية ، رئيس قسمي الثقافة والرأي في صحيفة "الوطن" السعودية اعتبارا من عام 2001 ولغاية 2010 ، عضو اتحاد الكتاب العرب (جمعية الشعر)، واتحاد الصحفيين العرب، بكالوريوس في الهندسة الكهربائية والإلكترونية، وبكالوريوس في اللغة العربية وآدابها، لديه 3 مجموعات شعرية مطبوعة
تبدو ظاهرة السطو على حقوق الملكية الفكرية واضحة في بعض قنوات الأطفال العربية، حيث تصبح الأغنيات بألحانها وتوزيعها الموسيقي مستباحة لأصحاب تلك القنوات باسم “الطفولة”، وصار إطلاق قناة سهلا جدا، إذ يكفي أحدهم أن يجمع أفراد أسرته وجيرانه وأصدقاءه من شلة الجامعة من ذوي الأصوات الجميلة، والكل يصحب أطفاله معه، فيصير الجميع “أبطال” شاشات الأطفال.
أما المادة الإعلامية التي تعتمد عليها قنوات الأطفال تلك فهي الأغنيات، إذ إن صناعة مواد احترافية تعليمية تأخذ وقتا وتكلف كثيرا من المال، أما الأغنيات فإنتاجها سهل وبـ”بلاش” بطريقتهم، إذ يبحث القائم على القناة في الأغاني الجاهزة – بما فيها القديمة – ويسرق الألحان مثل أغنية “عالمايا” للسوري ذياب مشهور، ويكلف من يكتب كلمات تناسب اللحن مثل “عالمايا عالمايا.. هوا بلادي هوايا”، والغريب أنهم من دون خجل يضعون عليها كلمات فلان وتوزيع فلان، وهي موزعة أصلا يوم غناها مطربها الأصلي، وكل ما يفعلونه هو أنهم يشغلون شريط الأغنية الأصلي ويخفون صوت المطرب بالتقنيات الحديثة، ما يعني أن التكاليف صارت مجانية بالكامل… ولا تختلف عنها سرقتهم لأغنية “من شرد لي الغزالة” للبناني طوني حنا التي صارت كلماتها لديهم “يا وطنا يا أغلى منا.. حبك في قلبي عنواني”… ولأن طريقة الكتابة أساسها التلزيق ينتقل الحديث من الجمع للمفرد في الأغنية.. ولم تسلم من عبث تلك القنوات أغاني التراث مثل الدلعونا وغيرها… وهنا لا أحد يمتلك الحقوق، لذلك يسهل “اللطش”.
ومن بهارات تلك القنوات وضع أسماء أطفالهم في الأغنيات.. ولا مانع من استخدام أسماء الدلع وتأتي بعدها أسماء أبناء من يشاركونهم “طبخة القناة” ممن يغنون لها.. وفي بقية البهارات “الربحية” يأتي دور سرقة ألحان وتركيب كلمات عليها للتغني بالدول العربية، لخطب ود أبنائها وهذا من مستلزمات الحفلات، ومثلها زيارة المولات وتقديم هدايا من محلات “أبو ريالين”.. في مسابقات لا يمكن وصفها إلا بالمهزلة..
باختصار، ما تفعله تلك القنوات هو السرقة بعينها، وهو استخفاف بالملكية الفكرية وحقوقها، ولو أنهم عرفوا عاقبة عملهم لما أقدموا عليه، لكنهم يدركون أن فضاءنا العربي لا يحاسب أحدا.
المصدر: الوطن أون لاين