ربما فوجئ أميركيون – ممن يتسوقون بحثا عن ألعاب أطفال عبارة عن طائرات أو طائرات هليكوبتر تعمل بالتحكم عن بعد – بقائمة من القواعد التنظيمية الجديدة في المستقبل القريب، فمن المتوقع أن تطرح الإدارة الاتحادية للملاحة الجوية في موعد غايته نهاية الشهر الحالي لوائح جديدة تفرض قيودا على أنظمة الطائرات الصغيرة بلا طيار، في أول تعديل شامل لسياساتها المتعلقة بهذه الطائرات.
وتفرض الإدارة ستارا من السرية على التفاصيل، واكتفت بالقول إن القواعد الجديدة تختص بمجموعة كبيرة من مستخدمي الطائرات والطائرات بلا طيار التي تزن 55 رطلا أو دون ذلك، إلا أن خبراء قانونيين وفي مجال السياسات ممن أسدوا النصح للإدارة الاتحادية للملاحة الجوية بخصوص التعليمات الخاصة بالطائرات الصغيرة يقولون إنهم يتوقعون أن تضم التشريعات المستحدثة قيودا على مئات الآلاف من الأشخاص من مستخدمي طائرات ألعاب الأطفال العادية، أو تلك الرباعية الأجنحة في الحدائق والأفنية الخلفية.
ويمثل التركيز على طائرات ألعاب الأطفال توجها جديدا، بيد أن فكرة هذه اللوائح ظلت تختمر في الأذهان منذ بضع سنوات، ويعزى ذلك بدرجة كبيرة إلى الضغوط التي يمارسها قطاع الأعمال، الذي يريد استخدام الطائرات بلا طيار في مهام، منها التصوير الجوي.
وقال خبراء إنه في ضوء التوجيهات القائمة المعمول بها حاليا، فإن من المتوقع أن يستغرق البدء في تنفيذ التشريعات الجديدة عاما واحدا، وقد يتطلب الأمر – بالإضافة إلى أمور أخرى – أن ينضم هواة استخدام طائرات ألعاب الأطفال إما إلى منظمة محلية لطرز هذه الطائرات، وإما أن يحصلوا على تصريح من الإدارة الاتحادية للملاحة الجوية.
وأضاف الخبراء أن القواعد الجديدة قد تفرض قيودا أخرى على مستخدمي الطائرات الصغيرة باستهتار. وقالوا إن هذه اللوائح لو استثنت مناقشة أمر هواة هذه الرياضة الترفيهية فقد يثير ذلك ارتباكا بشأن ما هي إذن الطائرات المسموح باستخدامها.
وقال ريتشارد هانسون مدير الشؤون الحكومية لدى أكاديمية الملاحة الجوية الذي اتصل بالكونغرس وأسدى النصح للإدارة الاتحادية للملاحة الجوية: «سيكون هناك خياران بالأساس هما: إما الاشتراك في منظمة محلية، وإما أن تنصاع للوائح كما لو كنت تقوم بتشغيل الطائرات على نطاق تجاري».
وتلقى المسؤولية على من يزاولون هذه الرياضة الترفيهية ويشترون هذه الطائرات كألعاب للهو أيام العطلات عن وقوع أحداث خطيرة قرب المطارات والملاعب الرياضية والقواعد الجوية.
وسجلت الإدارة الاتحادية للملاحة الجوية في الآونة الأخيرة أكثر من 190 من الوقائع، منها تحليق طائرات ألعاب الأطفال على مسافة 50 قدما من طائرات نفاثة تهبط في نيويورك وأماكن أخرى.
وفي غياب التشريعات الملائمة تعول الإدارة الاتحادية للملاحة الجوية بدرجة كبيرة على الشرطة المحلية وشرطة الولاية، لمقاضاة من يستهترون في استخدام طائرات ألعاب الأطفال.
وقالت الإدارة الاتحادية للملاحة الجوية خلال جلسة للكونغرس يوم الأربعاء الماضي، إنها تحاول تلقين هواة ممارسي هذه الرياضة الترفيهية إرشادات بشأن الطيران السليم، واضعة في اعتبارها أن القواعد النهائية ستطبق بعد عام.
لندن: «الشرق الأوسط أونلاين»