قدّمت الإمارات أمس، جرعة مكثفة من ملامح المستقبل فوق بقعة صغيرة من دبي. واحتضنت مدينة دبي للإنترنت التصفيات نصف النهائية ضمن فعاليات «مسابقة الإمارات للطائرات من دون طيار لخدمة الإنسان»، وتوزعت الفرق المشاركة في المسابقة على خيام بيضاء متفرقة بجانب البحيرة التي تتوسط مدينة دبي للإنترنت. التوتر يخيم على أعضاء الفرق التي تضع اللمسات الأخيرة على الطائرات وأجزائها وبرمجتها قبل بدء العرض. فرق العمل المنظمة تمكنت من إخراج العروض الطائرة بشكل جيد. فكل عرض تطلب إخراجاً مختلفا عن الآخر من ناحية توزيع التجهيزات المطلوبة داخل البحيرة، او على أطرافها بما يخدم المشروع.
بينما رست سيارات ملونة متوسطة الحجم على تلة صغيرة داخل البحيرة تنتظر وصول الإسعافات الأولية لمساعدة الجرحى، فيما شيّد العمال إنشاءات حديدية على الطرف الآخر من البحيرة، لكي يتم رصدها من قبل احدى الطائرات المبرمجة، أما الغرقى بسبب الكوارث الطبيعية المفترضة، فقد طفوا في البحيرة بانتظار احدى الطائرات من دون طيار لكشف موقعهم.
وقف المقدّم عبيد والد الطالبة ايمان عبيد من جامعة خليفة في أبوظبي منتظراً.. قلقاً يراقب ابنته من بعيد خلال عرض مشروع الطائرة من دون طيار للرقابة على الأبنية والإنشاءات. المقدّم عبيد طيار ومهندس يعمل في القوات المسلحة، وقد شارك أحد الفرق من جامعة خليفة في تحسين اللمسات الأخيرة على الطائرة من الناحية الميكانيكية. يتألف الفريق من 6 طلبة ومشرفين اثنين، هم بالإضافة الى ايمان، ياسمين أبو كحيل، مها قدادحة، ملك السلموني، كستوري رنجان، فهد الشيباني، والدكتور طارق طه، والدكتور أليكس. وقالت ياسمين أبو كحيل: يمكن من خلال المشروع الإشراف الهندسي على الأبنية قيد الإنشاء، وأخذ القياسات، ورصد المخالفات، وتحرير الغرامات عبر إرسال طائرة مزودة بكاميرا وحساسات بدلاً من المفتشين. وتعمل الطائرة عبر برمجة معينة على الوصول الى المبنى الطلوب ومسحه بدقة، وتحديد المقاسات، والتأكد من عدم وجود أي مخالفة. ثم إرسال البيانات مباشرة الى المركز الرئيسي ليطلع عليها المفتش والموافقة على تحرير الغرامة وقيمتها. مشيرة إلى أن المشروع تم انجازه بالتعاون مع بلدية أبوظبي ووزارة الأشغال العامة اللذين وفّرا كل ما يلزم من معلومات وبيانات لإنجاز المشروع، لافتة الى انه تم بالفعل تجربة المشروع في احدى مباني أبوظبي، وقد بدأت المفاوضات الأولية لتبني المشروع من قبل البلدية بعد الانتهاء من المسابقة. على الطرف الآخر من مخيم المشاركين، يقف الشاب المواطن حميد الكعبي منتظراً فريق الطلبة المشارك في المسابقة من كلية الهندسة الميكانيكية في جامعة نيويورك. وحميد خبير في قيادة الطائرات من دون طيار منذ نحو 10 سنوات، ويمتلك في منزله 15 طائرة مختلفة الأشكال والأحجام من مروحيات، الى طائرات نفاثة، وأخرى تعمل على البترول وغيرها.
لم يتمكن حميد من تحقيق حلمه في أن يصبح طياراً، فعمل في صيانة المروحيات العسكرية. وقد وضع حميد خبرته مع الفريق الذي قدّم مشروعاً متعلقاً بالحفاظ على الحياة الفطرية في وادي العريمة في الفجيرة. يتألف الفريق من 4 طلبة هم: فاسيدلي رودشينكو، ومارتن سلوساريك، وايريك جنسن، ومات كارو، وتينغ شي لين. والمشروع عبارة عن طائرة من دون طيار قادرة على سحب الصور لاسلكياً التي تلتقطها محطات ثابتة على الأرض لمراقبة الحياة الفطرية في الوادي وحمايتها من أي تدخل بشري. وبعد تجميع البيانات من خلال الطيران فوق المحطات، يتم إرسال الطائرة الى المركز لسحب الشريحة وتنزيل البيانات وارسالها للجهات المسؤولة عن الوادي. وقد بدأ الفريق بالفعل في التفاوض مع بلدية الفجيرة، وهيئة الإمارات للحياة الفطرية لتبني المشروع، علماً انه بالفعل تم الاستفادة من مشروع الطلبة قبل أسبوعين من المسابقة.
مسح نطاق محميات غابات القرم
من جامعة خليفة، قدّم الدكتور حسان المهيري والدكتور نوفل ورقي، مشروع طائرة من دون طيار لمسح نطاق محميات غابات القرم في أبوظبي، بدلاً من الاستعانة بصور (الساتلايت) التي تحدّ من قدرة الجهات المسؤولة على مراقبة حزام الغابات بسبب طبيعة دوران القمر الصناعي وضرورة انتظاره لاستكمال دورته لحين التقاط الصور المطلوبة. ويقول الدكتور نوفل ورقي، إن طبيعة صور (الساتلايت) شاملة ولا تتمتع بدقة عالية، فيما يمكن من خلال كاميرا الطائرة من دون طيار، التقاط صور قريبة قادرة على تقييم صحة أشجار القرم، وتمكين الجهات المسؤولة من التدخّل في الوقت المناسب.
تطوير الأحياء الفقيرة في كينيا
من كينيا، قدم المهندس دايفيد، بالتعاون مع إحدى الشركات الألمانية، مشروعاً لتطوير الأحياء الفقيرة. فمن خلال طائرة من دون طيار، يصبح بالإمكان المسح الجوي للأحياء الفقيرة المكتظة بالتعاون مع الجهات الحكومية، وبالتالي يقدم مشروعاً مدروساً لتطوير المنطقة وإقناع المالك بالاستثمار فيها. ويشرح أن أهمية المشروع تكمن في أن الأحياء الفقيرة في كينيا وصلت إلى مرحلة لم يعد بالإمكان مسحها بالطرق التقليدية، نظراً لعشوائيتها، وبالتالي فإن الصور الجوية هي الوحيدة القادرة على تقديم صورة واضحة وحقيقية تمكّن المهندسين من إعادة رسم المنطقة والمرافق والبنى التحتية فيها.
اختيار 3 فائزين اليوم
دبي (الاتحاد)
تعلن جائزة الإمارات للطائرات بدون طيار لخدمة الإنسان، اليوم، الفائزين بالمسابقتين المحلية والدولية ومسابقة المشاركات الحكومية.
وتبدأ فعاليات اليوم الثاني بعروض حية لنهائي المسابقة الحكومية والتي تتضمن مشاريع من الإدارة العامة للدفاع المدني وهو مشروع التدخل المبكر لتحليل مناطق الحرائق باستخدام الطائرات بدون طيار، ومن شركة اتصالات «مشروع استخدام الطائرات بدون طيار لرفع جودة التغطية لشبكات الاتصالات»، ومن وزارة الداخلية مشروع «استخدام الطائرات بدون طيار لتطبيق القانون وحفظ الأمن»، ومن موانئ أبوظبي مشروع «رصد حركة السفن والحاويات باستخدام الطائرات بدون طيار»، وأما وزارة العمل فستستعرض «مشروع رصد مناطق السكن العمالية باستخدام الطائرات بدون طيار».
كما سيتم استعراض العروض الحية للمشاريع الخمسة المتأهلة في المسابقة المحلية.
كما سيتم خلال اليوم الثاني الإعلان عن مبادرات عالمية، بالإضافة إلى أنه سيتضمن جلسات رئيسية يتحدث في الأولى باتريك مايير، من معهد قطر لأبحاث الحوسبة عن استخدام الطائرات بدون طيار في مجال مسح المناطق المتضررة بالكوارث الطبيعية، كما سيتحدث في الجلسة الثانية دانيال باك، من جامعة تكساس، عن التحكم بالطائرات بدون طيار باستخدام الإشارات الدماغية، ويتحدث في الجلسة الأخيرة فيجاي كومار، من جامعة بنسلفانيا عن استخدام الطائرات بدون طيار في مجال التخطيط والرصد.
المصدر: دينا جوني (دبي) – الإتحاد