«الخليج» التقت مع طاقم السفينة الذين تحدثوا عن تفاصيل معاناتهم إثر الاعتداء الغاشم من قبل جماعة الحوثيين الإرهابيين على السفينة في منطقة باب المندب، وإطلاق رصاص كثيف على السفينة وطاقمها لمدة ساعة ونصف الساعة باستخدام قوارب سريعة وذلك بعد الثانية من منتصف ليل وقوع الاعتداء وعقب إطلاق قذيفة على السفينة، مشيرين إلى أن خلفهم كان حريق في السفينة، وأمامهم إطلاق نيران كثيفة من زوارق محيطة بالسفينة.
دخان كثيف:
قال اولكساندر لوكيانو «أوكراني» الجنسية ويعمل ميكانيكيا على السفينة، إنه وقت وقوع الاعتداء على السفينة كان نائما في غرفته حيث كانت الساعة الثانية بعد منتصف الليل، ومن شدة المقذوف على السفينة هوى عن سريره وسقطت على رأسه خزانه حديدية، ومن ثم بدأ بمحاولة الخروج من الغرفة والاتصال ببقية أفراد طاقم السفينة.
وأضاف أنه فوجئ بدخان كثيف في ممرات السفينة، عند ذلك سارع أفراد الطاقم إلى حمل ما يمكن من ممتلكاتهم الشخصية والوصول إلى مهبط الطائرة العمودية، وفوجئ الجميع برصاص كثيف يتطاير حولهم، فتم اللجوء إلى غرفة المحركات في السفينة للاحتماء من اعتداء الحوثيين.
وقال ليست المرة الأولى التي يتوجه فيها على ظهر السفينة لنقل المساعدات إلى اليمن، حيث سبق له القيام بمهام إنسانيه وإغاثية.
حريق
أوضح دينيس كوجرام «أوكراني» الجنسية 23 عاماً يعمل ميكانيكيا على السفينة، أنه في البداية حاولنا مكافحة الحريق الذي شب في السفينة بعد ضرب السفينة بقذيفة أعقبها إطلاق نار كثيف من زوارق صغيرة محيطة بالسفينة، مشيراً إلى أن إحدى الرصاصات أصابت خزان ثاني أكسيد الكربون، ما زاد من معاناتنا في التنفس بشكل جيد، نتيجة الدخان الكثيف وانعدام الرؤية.
وقال فيتسيس لارج لسياتكوا «أوكراني» الجنسية 23 عاماً ويعمل ميكانيكيا على السفينة، إننا على مدى ساعة ونصف الساعة بعد الاعتداء بقذيفة على السفينة وتعرضنا لإطلاق نار كثيف، وكلما زادت حركة طاقم السفينة على السطح بحثنا عن مخرج للهروب زاد إطلاق النار من قوارب صغيرة، إلى أن وصلت فرق إنقاذ قامت بنقلنا إلى مكان أمن.
أعمال إنسانية
أوضح مهاوا توبافوسكي«بولندي» الجنسية 34 عاماً ويعمل ضابطا أول على السفينة، وقت الاعتداء كنت نائما في غرفتي وقت الاعتداء على السفينة، وهذه هي المرة الأولى في حياتي المهنية التي أعمل فيها على سفن مدنية على مستوى العالم نتعرض فيها للاعتداء من جماعات إرهابية خاصة وان السفينة تقوم بأعمال إنسانية وإغاثية بإيصال المساعدات للشعب اليمني.
وأضاف كانت مهمة الإنقاذ صعبة جداً، حيث كان داخل السفينة ظلام دامس ودخان كثيف، ولم تكن هناك إصابات خطيرة، وعدد قليل أصيب في الحادث لم يزيد عن ثلاثة أشخاص.
رصاص كثيف
وأكد أن قوارب صغيرة كانت تطلق الرصاص بكثافة على السفينة وطاقمها، وقامت فرق من قوات التحالف بنقلنا بواسطة سفينة إلى خارج موقع الاعتداء.
أما ساقل جوجوي 26 عاماً، «هندي» الجنسية، ويعمل ميكانيكيا على السفينة فيقول: مررنا بلحظات عصيبة، وتم الاعتداء على السفينة عند الثانية بعد منتصف الليل،حيث الغالبية كانوا نائمين، وفوجئنا بالاعتداء وصوت القذائف على السفينة، والتدخل السريع لفرق قوات التحالف من انقذنا.
وتوجه نيتيس ويسكوكير 26 عاماً، هندي الجنسية، ويعمل ميكانيكيا على السفينة بالشكر إلى فرق الإنقاذ على سرعة الاستجابة وإنقاذ حياتهم بعد الاعتداء الغاشم من الحوثيين الإرهابيين.
وأكد جامشير مويكل 31 عاما، «هندي» الجنسية، يعمل كهربائيا على السفينة إن وصول طاقم السفينة إلى منطقة الإخلاء على ظهر السفينة، كان صعبا جداً لكثافة إطلاق الرصاص من قوارب في البحر على السفينة والطاقم إلى جانب الدخان الكثيف.
اعتداء على مدنيين:
وقال شنجو جكب 27 عاماً «هندي» الجنسية ويعمل طباخا على السفينة أن الاعتداء المفاجئ وإطلاق الرصاص الكثيف أصابنا بحالة من الرعب، لأن السفينة مدنية وتقوم بأعمال إنسانية وإغاثية ولم نكن نتوقع مثل هذا الاعتداء على المدنيين.
وأوضح راملو راو 27 عاماً «هندي» الجنسية ويعمل مضيفا على ظهر السفينة، أن الجماعة المعتدية لم تكتف بإطلاق مقذوف على السفينة، بل اتبعت ذلك برصاص كثيف بالذات على مناطق تحرك طاقم السفينة، فكانت حياة الطاقم في خطر شديد، وتدخل فرق إنقاذ قوات التحالف جاء في الوقت المناسب.
انفجار قوي
وقال ديباك سينج 31 عاماً «هندي» الجنسية: أعمل على السفينة مساعدا ميكانيكيا…. فجأة سمعت صوت انفجار قوي وحاولت الهروب إلى السكن وكنت أشاهد أشياء تتساقط من السفينة، وبعض أفراد الطاقم ينزفون، وفي الوقت ذاته كان هناك إطلاق نار كثيف ما اضطر طاقم السفينة إلى الزحف لتفادي الرصاص الكثيف، فكان أمامنا إطلاق نار كثيف وخلفنا حريق في السفينة، وحاولنا الاحتماء بين البضائع، وكان قبطان السفينة مشغولا في طلب الاستغاثة والنجدة، كما تم تجهيز قوارب الإنقاذ على السفينة للطاقم رغم الدخان الكثيف.
وقال الفن تورمين 31 عاما «فلبيني» الجنسية يعمل مراقبا في برج السفينة: كنت نائما وقت الاعتداء واعتقدت في البداية أنه حادث تصادم مع سفينة أخرى، وكانت سلالم الطوارئ معطلة نتيجة الاعتداء، إضافة إلى وجود دخان كثيف، وبالتالي مررنا بوقت عصيب جداً.
مهام مدنية
وذكر اجيت سنج «هندي» 34 عاماً مسؤول شحن السفينة أن حمولة السفينة كانت 5600 طن من المواد الغذائية والطبية والمساعدات التي تم إفراغها في اليمن، والسفينة مدنية تقوم بأعمال إنسانية ومدنية تتركز في نقل المساعدات لليمن.
وأوضح باكوند سينج 30 عاماً «هندي» الجنسية يعمل ميكانيكيا على السفينة أنه كان نائما وقت الاعتداء وأنه أصيب نتيجة الاعتداء بجرح فوق عينه اليسرى، حيث سقط جزء من سقف السفينة عليه بعد الانفجار نتيجة المقذوف الذي اطلق على السفينة.
وقال سالندر كومار 33 عاماً «هندي» الجنسية يعمل مساعد ملاح: لم أكن أتوقع أن نتعرض لهجوم واعتداد من جماعة إرهابية حيث إننا نقوم بعمل إنساني ونقل مساعدات طبية وإغاثية لشعب متضرر وهو الشعب اليمني، موضحا أن السفينة تعرضت للاعتداء وسمعنا صوت انفجار قوي خلال عودة السفينة إلى الإمارات في الممر البحري الدولي.
وأشار إلى أنه أصيب بجروح في وجه نتيجة الاعتداء وما تبعه من سقوط أجزاء من سقف السفينة عليه.
خالد العامري: السفينة مدنية وتقوم بمهام إنسانية في اليمن
أكد خالد العامري ممثل شركة الجرافات الوطنية في تصريحات صحفية أن السفينة التي تعرضت لاعتداء سافر من الجماعات الحوثية الإرهابية قبل أيام مدنية، وتقوم بأعمال إنسانية وأنها تعرضت للهجوم والاعتداء في منطقة باب المندب في الممر البحري الدولي، مشيراً إلى أنه في بداية الأمر وصل لغرفة عمليات الشركة، أن السفينة التابعة للشركة «سوفيت 1» وطولها يزيد على 100 متر تعرضت لحريق في منطقة باب المندب، وعلى الفور أبلغنا سفينة ثانية تابعة للشركة كانت في المياه الإقليمية في تلك المنطقة بالتحرك لتقديم المساعدة.
وأضاف لم تتوافر لدينا في البداية تفاصيل الحادث فتم إبلاغ السلطات الإماراتية وقوات التحالف، حيث وصلت فرق إنقاذ قوات التحالف إلى موقع السفينة، وتبين أن السفينة تعرضت لاعتداء وهجوم سافر من جماعة الحوثيين الإرهابيين وجماعة المخلوع علي عبد الله صالح.
وأكد أن السفينة مدنية معدة للإمداد السريع وتقوم بمهام إنسانية وإغاثية تعمل على نقل المساعدات الإنسانية من أدوية ومواد أغاثية إلى الشعب اليمني للتخفيف من معاناته، ويعمل على السفينة طاقم من 25 فرداً من جنسيات أوكرانية وهندية وبولندية، وتقوم بشكل مستمر برحلات إنسانية إلى اليمن لنقل المساعدات والمعونات للشعب اليمني، حيث تزيد حمولتها على 5 آلاف طن.
وأوضح أن قوات التحالف قامت بإنقاذ طاقم السفينة ونقلهم بشكل سريع، وتم إدخال ثلاثة منهم المستشفى، اثنان غادرا بعد تحسن حالتهم ومصاب واحد ما زال يتلقى العلاج، والبقية لم تصب بأي أذى، فيما تضررت السفينة وتم قطرها إلى موانئ الدولة. وقال إن السفينة المصنعة في أستراليا مخصصة للعمليات اللوجستية للشركة، وتم تأجيرها للقوات الإماراتية لنقل المساعدات الإغاثية والمواد الطبية إلى الشعب اليمني، وسبق أن قامت بعدة رحلات إغاثية وبشكل مستمر.
وأضاف، إن سفينة دانماركية كانت في المنطقة هي أول من تلقى إشارة استغاثة من السفينة التي تعرضت للاعتداء السافر والتي بدورها أبلغت شركة الجرافات الوطنية بالحادث، ولم نتوقع أن تتعرض السفينة لهجوم من الحوثيين الإرهابيين لأنها سفينة مدنية تقوم بأعمال إنسانية وإغاثية مشيرا إلى أن قوات التحالف تولت التحقيق في حادث الاعتداء.
المصدر: الخليج