طالبات التقنية العليا في أبوظبي يتفوقن في الفن السابع

منوعات

البرامج الدراسية في كليات التقنية العليا في أبوظبي صُممت لتخريج طلبة متميزين في ميدان العمل من خلال الجمع بين الدراسة النظرية والتطبيق العملي. مما يسهم في صقل المهارات وإيجاد كوادر فعالة في سوق العمل.

ويُعد برنامج الاتصال التطبيقي واحداً من أبرز البرامج المتخصصة وقد أثبت الطلبة كفاءتهم من خلال إبداعاتهم في إنتاج الأفلام والمشاركة بالمسابقات والمهرجانات.

وفي اللقاءات التالية نقرأ آراء الطالبات الدارسات في هذا التخصص.

فيلم «وهقة»

الخريجة ريم المقبالي، ترى أن العمل الإعلامي ممتع ومجالات الإبداع فيه مفتوحة، ورغم اقبال العديد من الطالبات على دراسته وامتلاكهن لمهارات ابداعية فيه، إلا أنهن يواجهن تحديات عديدة، وتشير الى أنها تتحدث من واقع تلمسه في الكلية بين زميلاتها بل وأنها هي ذاتها واجهت بعض التحديات مع الأسرة لإقناعهم بمجال التخصص والعمل المستقبلي، وأن هذا التحدي الذي تواجهه الفتيات دفعها لصياغته في رسالة من خلال فيلم “وهقة” الذي تدور فكرته حول الإماراتيات الراغبات في دراسة الإعلام ويواجهن عقبة رفض الأهل للفكرة، وقد تضمن الفيلم لقاءات مع طالبات يروين تجاربهن مع أسرهن بسبب الثقافة القديمة والعادات والتقاليد التي تنظر للعمل في هذا المجال على أن به تحرر ويجعل الأسرة في حالة قلق على بناتهم.

خدمة الوطن

وأرادت الخريجة ريم، أن توجه رسالة بهذا الفيلم توضح فيها أن العمل في مجال الإعلام كغيره من المجالات التي تعمل بها المرأة جنباً الى جنب مع الرجل، والجميع يهدف لتقديم جهوده لإثبات ذاته وخدمة بلاده، وأن الإنسان هو من يفرض ذاته وشخصيته واحترامه في مكان عمله، مشيرة الى أن الفيلم وجد ردود فعل متنوعة وفاز بالمركز الأول في مسابقة “أفلام الإمارات” ضمن فعاليات مهرجان أبوظبي السينمائي 2013، عن فئة الأفلام الوثائقية القصيرة.

وأشارت الخريجة ريم الى أن كثيراً من الطالبات حولها إما حولن عن تخصص الإعلام أو درسنه وجلسن في المنزل أو عملن في مجالات أخرى بعد التخرج، وترى أنه من الضروري أن تكون هناك رسائل رسمية موجهة للأهالي ومن قبل جهات وشخصيات مجتمعية عبر وسائل الإعلام تدعم تغيير هذه النظرة.

مواصلة التخصص

وتعمل الخريجة ريم حالياً في قسم الإعلام والتسويق بإحدى الجهات الحكومية ولكنها تتمنى أن تستمر في مجال اخراج الأفلام لأنها وجدت ذاتها في هذا المجال ولديها أفكار وقدرة على الإبداع، كما أنها تُفضّل تناول القضايا المجتمعية التي تُقدّم رسائل ايجابية للأسرة والمجتمع، وتحدثت عن حاجتهن لوجود أماكن وفرص تدعم استمرار عملهن في مجال انتاج الأفلام، حيث إنها في الكلية كانت وزميلاتها يجدن كافة احتياجاتهن من استوديو ومعدات وغيرها لتنفيذ أعمالهن، ولكن بعد التخرج لا يجدن أماكن بديلة، كما تتمنى أن تجد فرصاً تعليمية أكثر تخصصاً بما يدعم مواصلة مسيرة التطور الأكاديمي من خلال برامج أكاديمية عليا أو معاهد متخصصة للتدريب على العمل السينمائي من إخراج وتصوير وكتابة سيناريو وغيرها.

«لا أفهم »

أما الطالبة نورة الزرعوني في السنة الرابعة فتحب كثيراً إنتاج أفلام تتناول مشكلات وقضايا اجتماعية وخاصة تلك التي قد لا يلتفت اليها الناس عادة، حيث قدمت فيلماً بعنوان “لا أفهم” والذي يتحدث حول تعامل بعض الأسر مع أطفالهم بهدف منعهم من ارتكاب الأخطاء، ولكن بدلاً من توجيههم بشكل ايجابي يقومون بتخويفهم باستخدام الدين وبصورة مخيفة وخاطئة للطفل، أو باستخدام بعض القصص والخزعبلات التي تؤثر في النهاية سلباً على نفسية وشخصية الطفل، وأشارت إلى أن الفيلم لقي ردود أفعال كبيرة وإيجابية لدى أمهات لم يكن يلتفتن لهذا الجانب، مشيرة إلى أن الفيلم حاز على الجائزة الأولى للأفلام الروائية القصيرة في مهرجان أبوظبي السينمائي 2013.

القضايا الاجتماعية

وتُفضّل الزرعوني تناول القصص الاجتماعية التي تمس المجتمع أكثر من القصص الدرامية الخيالية، مشيرة الى أنها تعمل حالياً على فيلم يتحدث حول الأب كمثل أعلى أمام ابنه، حيث إن كثيراً من الأهالي يوجهون أبناءهم لأمور ويفعلون هم ذاتهم عكسها، وتؤكد على التحديات التي تواجه الطالبات الدارسات في مجال الإعلام، ورفض العديد من الأسر حتى اليوم عمل بناتهن في هذا المجال أو حتى دراسة تخصصاته، وهذا ما تلمسه لدى زميلاتها في الكلية واللواتي يعانين من مشكلات مع أهاليهن لالتحاقهن بمجال الإعلام، وبعضهن حولن فعلاً عن التخصص.

ورأت أهمية وجود برامج أكاديمية أكثر تخصصاً لدراستها فيما بعد البكالوريوس، أو معهد متخصص في المجالات الإعلامية المتنوعة كالسينما والتلفزيون والصحافة، وكذلك وجود أماكن يتاح لهن من خلالها تنفيذ أعمالهن.

إعداد متميز


ترى الطالبة أميرة محمد سالم أن عملية إعدادهن في الكلية تكون على مستوى عال ٍمن حيث الإعداد الأكاديمي والعملي وكفاءة الأساتذة وخبراتهم العملية، وهي على وشك التخرج ولديها القدرة على عمل فيلم وبمهارات إعلامية متنوعة ومميزة، وقد قررت العمل في مجال العلاقات العامة وستجعل من إنتاج الأفلام هوايتها التي ستعمل عليها بجانب عملها الأساسي، مشيرة إلى أنها تعمل حالياً على إنتاج فيلم كمشروع تخرج وتدور فكرته حول «الأطفال المحتاجين».

عمل الإماراتية في الإعلام يتطلب مزيداً من الوعي المجتمعي

اعتبرت طالبات برنامج الاتصال التطبيقي بكليات التقنية العليا أن ثقافة الأهل ووعيهم بالمجال الإعلامي يُعدان من أهم التحديات التي يواجهنها، وأكدن الحاجة لوجود رسائل توعية رسمية توجه للمجتمع لرفع مستوى الوعي بشكل أكبر بأهمية عمل المرأة الإماراتية في شتى المجالات الإعلامية بما يُعزز وجود العنصر الوطني المبدع فيه، كما أشرن أيضاً الى رغبتهن في وجود برامج أو معاهد متخصصة في مجالات الإخراج السينمائي والتلفزيوني وشتى حقول الإعلام والاتصال، بحيث يتمكن من خلالها من تطوير قدراتهن بشكل أكثر تخصصاً عقب التخرج من برامج البكالوريوس.

وحول تحديات التخصص والأعمال الإبداعية التي قدمتها طالبات وخريجات البرنامج، ذكرت الطالبة أميرة محمد سالم، والتي تدرس حالياً في السنة الرابعة من البرنامج، أنها تحب كثيراً العمل في المجال الإعلامي وخاصة المتعلق بإنتاج الأفلام، حيث قدمت وزميلاتها حمدة القبيسي وزمزم المرزوقي فيلماً بعنوان “المرآة” والذي عرضنه في مهرجان جامعة زايد السينمائي.

كما شاركن فيه في مسابقة “أفلام الإمارات” ضمن مهرجان أبوظبي السينمائي 2013، وفزن بجائزة أفضل فيلم سينمائي، وفكرة الفيلم تدور حول التحديات التي تواجهها المرأة في العمل ومنافستها مع الرجل الذي لا يعطيها الفرصة أحياناً لإثبات ذاتها، وذكرت أنها كانت المعنية بكتابة النص والإخراج، وزميلتها حمدة تولت مهام التصوير، بينما كانت مهمة زمزم كمنتج للفيلم من حيث توفير الفنانين والمكان والتجهيزات اللازمة.

وأضافت أن الكلية تُقدّم لهم الدعم كاملاً لتنفيذ أعمالهن من خلال توفير المعدات والاستوديو للتصوير، منوهة بأن أكثر التحديات التي واجهنها خلال تنفيذ الفيلم تمثلت في عملية تجميع الفنانين لأن كل منهم من إمارة مختلفة، كذلك فكرة أنهن بنات، فكان لابد من إقناع الأهل بطبيعة عملهن وخاصة لوقت متأخر في الكلية للانتهاء من مراحل إنتاج الفيلم كافة لأن العمل يتم بشكل جماعي.

اعداد برامج عليا يحدده سوق العمل ومدى الاقبال

أكد سلطان حسين كرمستجي مدير كليات التقنية العليا في أبوظبي، أن البرامج الدراسية التي يتم تصميمها في الكلية لإعداد الطلبة تساعدهم على نحو فعّال بهدف ضمان كفاءة الخريجين وتنمية وتطوير مهاراتهم وتأهيلهم للعمل وفق المتطلبات الأساسية والقدرة لديهم لمواصلة التعلم، وذلك انطلاقاً من مفهوم “التعلم بالممارسة” كطريقة تعليمية تكسب الطلبة المعارف والمهارات الأساسية والمتقدمة من خلال المشاركة الفاعلة داخل وخارج الفصل الدراسي.

موضحاً أن خريجي برنامج الاتصال التطبيقي أثبتوا كفاءة وتميزاً سواء في سوق العمل أو من خلال إبداعاتهم في إنتاج الأفلام أو غيرها من المشاريع التطبيقية ومشاركتهم بها في مهرجانات ومسابقات حازوا من خلالها مراكز متقدمة، مما يؤكد المهارات التطبيقية والحديثة لهؤلاء الخريجين والطلبة الدارسين في ظل قوة البرنامج المطروح وتميز الخبرات الأكاديمية القائمة على تدريسه.’

مشيراً إلى أن رغبة الطلبة في وجود برامج عليا أكثر تخصصاً في مختلف الحقول الإعلامية من المقترحات المهمة، والتي لا تمانع الكلية في دراستها مستقبلاً، حيث يؤخذ خلالها عامل احتياجات سوق العمل ومدى الإقبال والمجال المطلوب وغيره، فهم ككلية يرحبون بمقترحات الطلبة ويدعمون رغبتهم في تطوير ذاتهم.

كما أشار كرمستجي إلى أن الإمكانات التي توفرها الكلية لطلبة برنامج الاتصال التطبيقي من استوديوهات ومعدات وغيرها كلها مفتوحة أمام الطالب والخريج، وهناك ترحيب كبير بتواصل الخريجين مع الكلية التي تدعم نجاحهم وطموحاتهم للتميز والإنتاج، منوهاً إلى ما يتمتع به برنامج الاتصال التطبيقي من تمكين الطلبة من مهارات متنوعة ومتعددة تفتح أمامهم مجالات واسعة من العمل سواء أمام الكاميرات أو خلفها وفي مؤسسات إعلامية أو حتى جهات عمل أخرى.

إعداد الخريجين

يهدف قسم الاتصال التطبيقي بكليات التقنية العليا إلى توفير الخريجين المؤهلين في النواحي النظرية والعملية للحقول الإعلامية العديدة، بما في ذلك البث التلفزيوني والإذاعي، والصحافة، والتصميم والفنون التخطيطية، والوسائط المتعددة، والاتصال المؤسسي، وإدارة الأنشطة، والتصوير، وغيرها.

ويتميز خريجو برامج الاتصال التطبيقي بالقدرة على استخدام الأساليب الناقدة والخلاقة في تطبيق المفاهيم والمهارات الإنتاجية والفنية بهدف استيفاء أعلى المستويات في مجال اختصاصهم في حقل الإعلام سريع التطور، ومن خلال الفرص التعليمية المتنوعة المتاحة في هذه البرامج، يكتسب الخريجون مهارات التعلم الذاتي، ويتمتعون بقدرة على العمل في بيئات مهنية متعددة.

المصدر: البيان