صدرت عن منشورات القاسمي الطبعة السادسة المنقحة والمزيدة من كتاب صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة «سرد الذات».
ولا يزال الكتاب يحقق نسبة إقبال كبيرة، من المواطنين والمقيمين والقراء عامة نظراً لما يحتويه من قراءة دقيقة لأحداث ووقائع تاريخية مهمة، وكانت «منشورات القاسمي» قد أصدرت الطبعة الأولى من الكتاب في معرض الشارقة الدولي للكتاب عام 2009.
الكتاب ترجم الى أكثر من ( 18 ) لغة عالمية، وتابعه أكثر من ( 30 ) ألف قارئ الكترونياً في الوطن العربي والعالم، وتم اختياره ضمن منهج وزارة التربية والتعليم ليدرس في الصف الثاني عشر، كما صدر في كتاب صوتي، كذلك طبعته جريدة الاتحاد ضمن (كتاب في جريدة).
كتاب «سرد الذات» وزع محلياً وعربياً وعالمياً في العديد من معارض الكتب الدولية، وقدم عنه العديد من الدراسات البحثية لكتاب وأدباء وصحفيين.
في «سرد الذات» شغف بالتاريخ، من خلال السيرة الذاتية المؤرخة للبشر والمكان والمكتوبة بأسلوب بسيط وجذاب يدفع إلى مواصلة القراءة، الكتاب يحتفي بالذكريات البعيدة ويسرد التفصيلات الدقيقة، منمنمات يستطيع القارئ من خلال تأملها الخروج بفكرة مهمة عن شخصية المؤلف التي تتوخى الدقة في السرد وشخصية المكان الذي ينمو رويداً رويداً في موازاة احترافية فرضها امتلاك السارد لحس تاريخي وفني.
«سرد الذات» يفــرض عــلى المتـــابع زوايــا عــدة للــنظـر والتحليل، قد نقرأ الكـــتاب بروح شغــــوفة بالسيــــر الـــذاتية، وهنا ندخله تحت مصطلح أدب السيرة الذاتية، وقد نطالعه مرة أخرى بوصفه وثيقة تؤرخ لمكان وشخصيات مهمة خاصة، ومؤلفه حاكم مثقف وربما مرة ثالثة نخرج منه برؤية شاب تربى على المبادئ الوطنية والقومية ولكنه في كل هذه القراءات يظل شهادة على العصر تستفيد منها الأجيال المقبلة.
تختلف لدى كتّاب السير أساليب قص الحكاية تبعاً للغاية المرادة من استعادة التاريخ الشخصي أو المهني أو الوطني، وغالباً ما يدخل في سرد السيرة الذاتية لديهم رواية الحوادث الجانبية التي تضيء على الحكاية الأصلية، وقد ينحو البعض إلى المبالغة أحياناً ما يخرج كتاباتهم تلك من أمانتها، ويحرفها عن السكة التي انطلقت منها.
أما في سرد الذات فإننا نجد تركيزاً مكثفاً على الحكاية من خلال سرد أدق التفاصيل، التي تعكس أمانة تجاه منحى الحكاية، كما تعكس شغف صاحب السمو حاكم الشارقة وتعلقه بأدق التفاصيل، وهو شغف يمكن تأويله من الخلفية الروائية والمسرحية لسموه، الذي قدم، إضافة إلى كتبه واصداراته التاريخية والتوثيقية عدداً من الأعمال الإبداعية، وهو ما يبرز جلياً في وصف الأماكن والشخوص، حتى إن فناناً تشكيلياً يمكن أن يرسم بورتريه لبعض الشخوص أو الأماكن أو الأحداث في الكتاب.
يقع «سرد الذات» في 14 فصلاً وأكثر من أربعمئة صفحة مدعمة بصور نادرة للمؤلف في مراحل عمرية مختلفة وأخرى للشارقة وحكامها ومناشطها السياسية والاجتماعية والثقافية.
المصدر: الخليج