تمكن الجراح المواطن الدكتور مقداد الحمادي، استشاري جراحة التجميل والترميم والجراحة الميكروسكوبية والحروق وجراحات اليد في مستشفى المفرق، من إعادة يد مصابة لمواطن يبلغ من العمر 21 عاماً بعد تقارير طبية أكدت ضرورة بترها، وذلك في جراحة تعد من العمليات النادرة والمعقدة والأولى من نوعها على مستوى الدولة.
وكان الشاب المصاب راشد الظاهري قد أدخل إلى مستشفى المفرق إثر تعرضه لحادث دراجة نارية، ويعاني قطعاً في يده وتهشم عظام اليد وانقطاعاً في الأوردة والشرايين الرئيسية، وتمت إحالته من إحدى المستشفيات، حيث أبلغه أطباء أجانب فيها أن حالة ذراعه سيئة للغاية، أن البتر هو الخيار الأمثل بالنسبة له، وعلى الرغم من صعوبة حالته والشكوك في نجاح العملية، إلا أن إصرار الجراح المواطن مقداد الحمادي واهتمامه بحالة اليد ووضع الشاب، جعلاه يقنع والد الشاب بإمكانية التدخل لإجراء العملية، ووافق الأب على الفور.
وأوضح الدكتور مقداد الحمادي أنه بعد معاينته لحالة الشاب المصاب اتضح له صعوبة حالته وخطورة القطع الذي تعرض له، إلا أنه اتخذ قراراً بإجراء العملية رغم صعوبتها من أجل إنقاذ يد المصاب من البتر، وذلك عن طريق التدخل الجراحي الميكروسكوبي ونقل أوردة من ساق المصاب وخياطة الشرايين والأوردة المتهتكة، وإعادة جريان الدم في يد المصاب وعودة وظائفها إلى حالتها الطبيعية من جديد بعد حوالي ثماني ساعات من بدء الإصابة، حيث استغرقت العملية 6 ساعات.
وأفاد بأن حالة المصاب تطلبت إجراء التدخل الجراحي على مراحل.
وأشار إلى أن حالة المصاب استوجبت تدخلاً جراحياً ثانياً، حيث تعرض بعد عشرة أيام من إجراء العملية الأولى إلى تخثر في الدم داخل الشريان الرئيسي والأوردة المغذية لليد والتهاب، إضافة إلى موت الكثير من الخلايا، ما تسبب في حدوث جلطه للمصاب، وهي حالة متوقعة بسبب شدة تهشم العظام و الجلد.
وتعد العملية الثانية بمثابة زراعة لليد من جديد، حيث قام الطبيب بإزالة الجلطة وإعادة ترميم الشريان والأوردة لإعادة سريان الدم بها من جديد، وقد استغرقت هذه العملية ثلاث ساعات.
وأضاف الدكتور مقداد الحمادي أنه بعد أيام من إجراء العملية الثانية لاحظ من خلال متابعته لحالة المصاب أن الأنسجة والجلد فوق الشريان التي تم نقلها للمصاب قد تعرضتا للموت بسبب حدوث التهاب، وهذا بدوره سوف يؤدي إلى موت اليد التي قام بزراعتها للمصاب، ما استوجب التدخل وإجراء عملية ثالثة للمصاب لإنقاذ اليد التي قام بزراعتها من الموت، وذلك من أجل المحافظة على سلامة الشرايين والأوردة التي قام بزراعتها في يد المصاب، وذلك للمحافظة على اليد، حيث استمر المصاب على هذا الوضع لمده ثلاثة أسابيع، حتى تجاوز المصاب مرحلة الخطر.
وأوضح المقدادي أن المصاب لا يزال يحتاج إلى مزيد من التدخل الجراحي، يفرضه وضع الإصابة التي تعرضت لها اليد، وذلك لإعادة تأهيل اليد وتحسين حركتها من جديد، حيث سيقوم بإجراء عملية أخرى تتمثل في زراعة عظام وترميم يد المصاب.
وذكر الجراح المعالج أن حالة المصاب مستقرة الآن، وهو في تحسن مستمر، وقد غادر المستشفى أمس الأول، وسيتم إجراء عمليات جراحية ترميمية خلال الأشهر المقبلة.
إبراهيم سليم (أبوظبي) – الاتحاد