بعد ساعات من سيطرة تنظيم داعش الإرهابي على جزء كبير من مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين جنوبي دمشق، تمكن مسلحون فلسطينيون، مدعومون من مقاتلي المعارضة السورية، من استعادة السيطرة على المخيم من جديد، فيما قام الطيران المروحي التابع لنظام الرئيس بشار الأسد بإلقاء عشرات البراميل المتفجرة، محاولاً استهداف معبر نصيب، عقب سيطرة المعارضة عليه، توازياً مع تقارير تحدثت عن غارة إسرائيلية على مواقع عسكرية لقوات النظام في حمص للمرة الأولى.
وأعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان أمس، أن مسلحين فلسطينيين ومقاتلين من المعارضة السورية، استعادوا السيطرة على أقسام كبيرة من مخيم اليرموك، بعد أن اقتحمه مقاتلو «داعش».
وتابع المرصد أن عدداً من المجموعات المسلحة في مخيم اليرموك «تمكنت من استعادة السيطرة على كل المناطق التي كان يسيطر عليها داعش».
وأعلن مدير المرصد رامي عبد الرحمن، أن «مقاتلين من المعارضة السورية دخلوا المخيم، وساعدوا الفلسطينيين في صد التنظيم بعد مواجهات عنيفة».
بدوره، أكد رئيس الدائرة السياسية لمنظمة التحرير الفلسطينية في دمشق أنور عبد الهادي، صد «داعش» إلى «أطراف المخيم».
وتابع أن «كتائب أكناف بيت المقدس، التابعة لحركة حماس، اشتبكت مع تنظيم داعش خلال الليل»، مشيراً إلى أن «ستة أشخاص قتلوا وأصيب 17 آخرون بجروح».
في الأثناء، أدانت منظمة التحرير، هجوم التنظيم على المخيم ووصفته بـ «الإرهابي». وقالت أمانة سر اللجنة التنفيذية للمنظمة في بيان، إن «الهجوم المذكور بمثابة محاولة لإعادة تحويل مخيم اليرموك إلى ساحة حرب، يدفع ثمنها أبناء الشعب الفلسطيني، لإعادة تهجير أبناء المخيم وتدمير ما تبقى من المخيم».
من جهتها، أعربت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «أونروا»، عن «قلقها الشديد» إزاء سلامة المدنيين في المخيم.
وأعلن الناطق باسم «أونروا»، كريس غانيس، أن «الأونروا تقدر وجود 3500 طفل من أصل 18 ألف مدني يقيمون في مخيم اليرموك. وتعرض المواجهات المسلحة العنيفة، الأطفال لخطر الإصابة بجروح خطيرة أو الموت».
براميل متفجرة
في غضون ذلك، شنت طائرات النظام غارات على منطقة نصيب، مع سماع دوي انفجار في المنطقة المحاذية للحدود الأردنية.
وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان، أن الطيران المروحي السوري قام بإلقاء عشرات البراميل المتفجرة، محاولاً استهداف المعبر، عقب سيطرة المعارضة عليه.
ويقع معبر نصيب، أحد المعبرين الحدوديين بين الأردن وسوريا، بين بلدة جابر الأردنية في محافظة إربد، وبلدة نصيب السورية في محافظة درعا. وهو أكثر المعابر ازدحاماً على الحدود السورية، حيث تنقل عبره معظم البضائع بين سوريا وكل من الأردن والخليج، كما يكتسي أهمية استراتيجية أخرى، ترتبط بمجريات الأزمة تتمثل بخروج اللاجئين.
قصف إسرائيلي
إلى ذلك، كشفت مصادر سياسية غربية وسورية معارضة، عن أن سلاح الجو الإسرائيلي، قصف الأسبوع الماضي مواقع عسكرية للدفاعات الجوية للقوات السورية الحكومية قرب حمص.
وقالت المصادر إن الطائرات الإسرائيلية التي أغارت على موقعين، الأول في منطقة شنشار، نحو 30 كيلومتراً (شرق حمص)، والثاني هو موقع قرب قيادة المنطقة الوسطى في شرقي دوار، تدمر في محافظة حمص، هما من مواقع الدفاع الجوي السوري.
وأضافت المصادر، التي تحفظت على كشف هويتها، أن «الطيران الإسرائيلي كان مكشوفاً للطيران السوري، إلا أن طائرات النظام لم تعترضها، وهو الأمر الذي خلق نوعاً من الاستغراب لدى بعض القادة العسكريين..
وبلبلة داخلية على نطاق ضيق في جيش نظام الرئيس بشار الأسد. وتابعت المصادر أن «قصف الطيران الإسرائيلي الموقعين العسكريين التابعين لقوات النظام، كلف خسائر بشرية ومادية، وسط تعتيم وتجاهل لهذه العملية العسكرية الخطيرة».
57.4
تعهدت الولايات المتحدة بتقديم 57.4 مليون دولار لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «أونروا»، لتمكينها من مواصلة تقديم المساعدات للاجئين الفلسطينيين الذين يواجهون الصعوبات والخطر بسبب الأزمة السورية.
وأوضحت الأمم المتحدة، في بيان، أن الولايات المتحدة هي أكبر المانحين لـ: «الأونروا» في تمويل المساعدة المنقذة للحياة إلى الناجين من أكثر من أربع سنوات من الصراع السوري. نيويورك – وام
تونس تعيد علاقاتها الدبلوماسية مع سوريا
أكد وزير الخارجية التونسي الطيب البكوش أن بلاده ستفتح قنصلية في سوريا وترحب بعودة السفير السوري في خطوة تشير على الأرجح لاستعادة العلاقات مع نظام الرئيس السوري بشار الأسد بعد ثلاثة أعوام من قطعها.
وقال البكوش في مؤتمر صحافي:« لن يكون سفيرا ولكن قنصل أو قائم بالأعمال. في المقابل تونس ترحب بعودة السفير السوري». وأضاف أن تعيين قائم بالأعمال أو قنصل في دمشق سيكون في «القريب العاجل».
ومضى يقول إن «فتح قنصلية في دمشق سيمكن تونس من الاطلاع على أوضاع التونسيين هناك والحصول على معطيات أوضح لحوالي ثلاثة آلاف مقاتل تونسي ومعرفة مصير عشرات المعتقلين هناك».
وكان الرئيس التونسي السابق منصف المرزوقي طرد السفير السوري قبل ثلاثة أعوام وقال إنه قرار «يتماشى مع مبادئ الثورة التونسية».
طرابلس وبنغازي
وفي سياق متصل، أعلن وزير الخارجية التونسي الطيب البكوش أن وزارته قررت إعادة التمثيل القنصلي في مدينتي طرابلس وبنغازي الليبيتين حماية للتونسيين المتواجدين بالمنطقة.
وذكر موقع «موزاييك» التونسي أن الوزير اعتبر «قرار إعادة التمثيل القنصلي بطرابلس وبغازي نوعا من المجازفة»، موضحا أن «في ذلك مراعاة لمصلحة الجالية التونسية بالمنطقة».
المصدر: دمشق – البيان والوكالات