علي سعد الموسى
علي سعد الموسى
كاتب عمود يومي في صحيفة الوطن السعودية

طلابنا: خمسة مطبات في طريق الجامعة

آراء

يحتاج طالب/ طالبة الثانوية العامة، إلى خمسة مطبات نفسية بالغة التكلفة مثلما هي بالغة الحسابات في الضرب والجمع والقسمة والطرح؛ حتى يضمن الحصول على المقعد الجامعي الذي يريده أو في أفضل الأحوال ضمن خياراته المختلفة. هذه المطبات الخمسة هي نسبة الثانوية العامة والقدرات ثم نسبة التحصيلي ثم النسبة المؤهلة وأخيراً حلم النسبة الموزونة. أشهر من الجحيم وويلات الانتظار والعذاب النفسي لا للطالبات والطلاب فحسب، بل لآلاف العائلات التي تحاول تهيئة الأجواء لكل (نسبة وامتحان) لشهر أو شهرين ثم الانتظار بعدها لبشرى النتاج لمثلها من الوقت الطويل، وقد تتحول هذه البشائر في الأغلب إلى كوارث اجتماعية ونفسية.

وموقفي الشخصي من القصة برمتها أنني مع تخفيف عبء امتحانات الثانوية العامة ومركزيتها وكوابيسها، وأيضاً مع امتحان القدرات كحل عادل للمساواة بين طبيعة وظروف المدارس ولكن: لست مع استبدال الأحلام المزعجة بالكوابيس. لست مع خمسة امتحانات وخمس نسب وخمسة أحمال لخمسة أشهر تمر في حياة العائلة وكأنها خمس سنين. أنا مع معدل امتحان الثانوية العامة مضروباً في معدل امتحان القدرات، ووحده كفكرة قياسية وحيدة، مثلما أنا مؤمن تماماً أن هذين القياسين في (الثانوية والقدرات) سيعطيان المؤشر والدلالة اللذين لن نحتاج بعدهما إلى كل هذه الغربلة وصنوف العذاب النفسي. أنا مؤمن تماماً أن الطالب الذكي المتفوق، ولأنه ذكي لماح، هو الخاسر الأكبر من النسبة الأخيرة لأنه يعيش بذكائه وطأة التوفيق والأحلام بين كل امتحان والذي يليه، وبين الرابط بين نسبته في امتحان مع النسبة في الامتحان اللاحق. ثم إنني لا أكتب من الفراغ بل أستلهم حين أكتب تجارب السابقين في هذه القصة: أميركا وبريطانيا تكتفيان للجامعة بامتحانين وهذه هي الحقيقة. لكننا مع التجريب دائماً ما نبالغ في الابتكار حتى نبرهن أننا تجاوزنا من سبقنا في تجربته. أكتب وأنا أنظر لأطفالي الثلاثة القادمين في المستقبل إلى هذه التجارب: كيف سنتحمل خمسة عشر حالة رعب قادمة كي نصل للجامعة؟

المصدر: الوطن أون لاين