كاتب سعودي
من المعلوم جدا أنه، وكسائر الأشياء المستحدثة في حياتنا، هناك جانبان اثنان في هيئتهما، إيجابي نحرص عليه وندفع به للأمام، وسلبي نقاتله ونحذر منه، وتبقى الخيارات وقتئذ للآخرين حول أي الكفتين يختارون.
الشبكات الاجتماعية، أو مواقع التواصل الاجتماعي، أو مهما كانت التسمية؛ فبالرغم من كل المنافع والفوائد التي جاءت بصحبتها، إلا أنها استطاعت أن “تخربش” ـ نوعا ما ـ في ماهية علاقاتنا الاجتماعية، وأن تحول الواقع افتراضا، وتختار الافتراض واقعا، كما أعادت صياغة جل الروابط بين الناس، خاصة فيما يتعلق بحياة الأزواج، الذين لم يكونوا بأحسن حال قبل أن تخلق هذه المنصات.
علميا، وبحسب دراسة حديثة أصدرتها جامعة “بوسطن”، عن العلاقة بين مستوى الحياة الزوجية، وأنماط استخدام الزوجين للشبكات الاجتماعية، أظهرت أن هناك علاقة بين تدهور العلاقة الزوجية واستخدام الشبكات الاجتماعية، حيث فصلت بعض تفاصيل هذه العلاقات، ومن الحقائق اللافتة التي أظهرتها أن الشخص الذي لا يستخدم الشبكات الاجتماعية أسعد بنسبة 11% من الأشخاص الذين يستخدمونها، كما وجدت الدراسة أيضا أن الشبكات الاجتماعية يمكن أن تكون عاملا لأولئك الذين يمرون بعلاقة زوجية متوترة في طريقها إلى الطلاق.
ليس ذلك وحسب، بل إن دراسات أخرى كشفت أن 32% من مستخدمي الشبكات الاجتماعية بكثافة في أميركا؛ أفصحوا عن أنهم فكروا بجدية في ترك أزواجهم، مقارنة مع 16% بين أولئك الذين لا يستخدمون الشبكات الاجتماعية. ووفقا لإحدى جمعيات المحامين بأميركا، فقد قال أكثر من 80% من محامي الطلاق في الولايات المتحدة، إنهم لاحظوا بالفعل زيادة في نسب الطلاق بسبب الشبكات الاجتماعية!
وأخيرا.. وحتى لا نلام كالعادة، بسبب استحضار أرقام ودراسات أجنبية، فقد أصبح من الضروري أن تقوم الجامعات ومراكز الدراسات المتخصصة بتشخيص ودراسة مثل هذه الحالات، حتى يتسنى ـ ولو بشكل يسير ـ أن نفهم سبب وصول عدد صكوك الطلاق لدينا إلى 34490، بنسبة 21.5%، على أقل تقدير! والسلام.
المصدر: الوطن أون لاين
http://www.alwatan.com.sa/Articles/Detail.aspx?ArticleID=22895