كاتب سعودي
الحمد لله وحده على النعمة والاستفاقة وعودة العقل ولو بعد حين؛ أخيراً وزارة التربية والتعليم بدأت تشرح لطلابها معنى الجهاد، وتبين لهم أنه لايجوز الذهاب إليه إلا بإذن ولي الأمر، وتتحدث لهم عن سعة مفهومه وشروطه وأنواعه، والمفاجأة الكبرى -والمتأخرة- أنه (طلع فرض كفاية) وأنه لايكون فرض عين إلا في ثلاث حالات… !! كل هذا الكلام الجميل أدرجته الوزارة في أحد مناهجها التي تضمنها المشروع الشامل لتطوير المناهج، وفي وحدة مستقلة بمادة الفقه تتحدث عن الجهاد (للمرة الأولى) في تاريخها، وهذه خطوة ممتازة فعلاً وتشرح القلب وتنير البصيرة، لكن هل معنى ذلك أن الوزارة لم تكن تتعامل بشكل جيد مع مفهوم الجهاد حينما تشرحه لطلابها؟ وهل يعني ذلك أيضاً أنها لم تكن تقول لهم إنه فرض كفاية وإنه لابد فيه من إذن ولي الأمر؟ فماذا كانت تفعل إذن؟ ومن يقول للطلاب -أصلاً- إن الجهاد فرض كفاية إذا لم تقله الوزارة في مناهجها طوال تلك السنين الخوالي؟
بكل أسف كانت تمنع من الحديث عن الجهاد (بهذا الوضوح)، وفي وحدة مستقلة حتى في عز أيام الإرهاب، ولذلك ضاع كثير من أبنائنا ووقعوا في أيدي عصابات سياسية تتناحر فيما بينها من أجل أهداف دنيوية بحتة لا علاقة لها بالدين أو الجهاد، وهذه جريرة كبرى يتحملها اللوبي الوزاري الذي لم يمكّن الوزارة من تبيان الحقائق إلا بعد خسائر فادحة، خطوة متأخرة جداً لكنها مهمة.
المصدر: صحيفة الشرق