تحدّت إيران تشديد الولايات المتحدة العقوبات على برنامجها الصاروخي، وأطلقت صواريخ باليستية من صوامع تحت الأرض، منبهةً «أعداء الثورة» إلى وجوب أن «يخشوا هدير صواريخ الحرس الثوري».
وسارعت واشنطن وباريس إلى إدانة الأمر، إذ اعتبرتاه انتهاكاً لقرارات مجلس الأمن، ولوّحتا بـ «ردّ مناسب». والاتفاق النووي المُبرم بين طهران والدول الست في تموز (يوليو) الماضي، لا يشمل البرنامج الصاروخي الإيراني، لكن القرار الرقم 2231 الذي أصدره مجلس الأمن وصادق على الاتفاق النووي، يحض إيران على الامتناع عن تطوير صواريخ قادرة على حمل رؤوس نووية، علماً أنها تعتبر أنها ليست معنية بالقرار، إذ تؤكد أن صواريخها ليست مخصصة لحمل رؤوس نووية. وفرضت الولايات المتحدة مطلع السنة عقوبات على شركات وأفراد، مؤكدة أنهم متورطون بالبرنامج الصاروخي، بعدما أطلقت إيران صاروخاً متوسط المدى من طراز «عماد» في تشرين الأول (أكتوبر) 2015.
وبثّ التلفزيون الإيراني مشاهد لإطلاق صواريخ ليلاً قال قائد القوات الفضائية في «الحرس الثوري» الجنرال أمير علي حاجي زاده، إن مداها يبلغ 300 و500 و800 و2000 كيلومتر، وذلك في ختام مناورات «اقتدار الولاية» في حضور قائد «الحرس» الجنرال محمد علي جعفري.
وأشار التلفزيون إلى إطلاق صاروخ متوسط المدى من طراز «قيام-1» أعلن حاجي زادة أنه «دمّر أهدافاً على بعد 700 كيلومتر». ولفت إلى «نجاح إطلاق صواريخ باليستية من صوامع تحت الأرض»، من أجل إظهار «قدرة الردع والجاهزية الشاملة للقوات المسلحة، خصوصاً الحرس الثوري». واعتبر أن المناورات «رسالة واضحة موجّهة إلى نظام الهيمنة والاستكبار وأعداء الثورة والنظام والشعب في ايران». وزاد: «أعداؤنا الأساسيون، الأميركيون، فرضوا عقوبات جديدة بسبب الصواريخ، ويسعون إلى إضعاف القدرات الصاروخية لإيران وقوتها الدفاعية وتهديد أمنها القومي، ولكن عليهم أن يدركوا أن الحرس الثوري والقوات المسلحة المدافعة عن الثورة والبلاد، لن تخضع للابتزاز وستواجه أطماعهم التوسعية».
أما جعفري، فاعتبر إطلاق الصواريخ الباليستية «رداً حاسماً على غطرسة الأعداء في فرض العقوبات الصاروخية»، مع «دخول صوامع الصواريخ تحت الأرض التابعة للحرس الثوري، والمنتشرة في أنحاء البلاد، مرحلة العمليات». وأضاف: «سيعلم أعداؤنا أن اقتدارنا الدفاعي وأمننا القومي هما خط أحمر لن نسمح بالمساومة عليهما أياً تكن الظروف، وعلى أعداء الثورة وأمن المنطقة أن يخشوا هدير صواريخ الحرس».
ورأت مصادر إيرانية أن توقيت الاختبارات الصاروخية يشكّل «رسالة إلى الدول الغربية التي تريد خلط الأوراق في المنطقة بما ينسجم مع مصالحها وعدم التزامها مصالح دول المنطقة». وتبدي أوساط إيرانية قلقاً من تفاهمات غير معلنة بين الولايات المتحدة وروسيا في شأن سورية والمنطقة، وتعتقد بأن زيارة ميخائيل بوغدانوف، نائب وزير الخارجية الروسي، طهران أخيراً لم تبدّد هذا القلق.
في واشنطن، أعلن ناطق باسم الخارجية الأميركية أن التجارب الصاروخية الإيرانية لا تنتهك الاتفاق النووي، مستدركاً: «إذا تأكد (إطلاقها) نعتزم طرح المسألة على مجلس الأمن. سنشجّع أيضاً مراجعة جدية للأمر، وسنضغط من أجل رد مناسب. كما سنواصل تطبيق إجراءاتنا الأحادية بحزم، للتصدي لأخطار البرنامج الصاروخي الإيراني».
ولفت ديبلوماسي فرنسي إلى أن «تصميم إيران صواريخ يمكنها حمل أسلحة نووية، سيتعارض مع قرار مجلس الأمن الرقم 2231».
إلى ذلك، أعلن عباس عراقجي، نائب وزير الخارجية الإيراني، أن بلاده صدّرت 32 طناً من الماء الثقيل إلى الولايات المتحدة، منذ بدء تطبيق الاتفاق النووي مطلع السنة.
المصدر: صحيفة الحياة