كاتب و روائي سعودي
يبدو أن هناك مؤامرة هولندية ضد الإبل العربية. هذه الإبل التي سرقت الأضواء من سوق الأسهم وأخذت أسهمها في التصاعد الجنوني كاسرة حاجز البورصة لمزايين الإبل، إذ سجلت صفقات الوضح البيضاء المليون والنصف للناقة الواحدة، وهو أعلى سعر يصل إليه حيوان عبر التاريخ، ولأن النوق العربية أخذت وجاهتها من الصحراء ولقبت بسفينتها، فيبدو أن الزمن أنصفها فاشتعلت أسعارها في الأسواق العربية على أنها سفن وليست حيوانا يمكن أن ينفق بحمى عابرة تذهب بالملايين المدفوعة ثمنا له. ويبدو أن الهولنديين قرروا إفساد هذا السوق، وظهرت نية الإفساد من خلال (شلة) من العلماء (وعبر دراسة طبية) قالوا إنهم عثروا على أدلة قوية تؤكد أن فيروس (كورونا) واسع الانتشار بين الإبل العربية ذات السنام الواحد. هذه المؤامرة (الجبانة) والمستهدفة سوق الإبل الناشئ تصدى لها شخص واحد هو وكيل وزارة الصحة للطب الوقائي (لكنه تحدث باسم وزارة الصحة) ووصف الدراسة بالعادية، وأنها لا تقدم ولا تؤخر كون العلماء الهولنديين لم يثبتوا بشكل قاطع أن الإبل هي «مصدر العدوى» هذا الصوت النافي والوحيد قابل نفيه تأكيد الفريق العلمي الهولندي الذي أجرى الدراسة في المعهد الوطني للصحة العامة والبيئة في بيلتوفن بهولندا، حيث جمع الفريق العلمي 349 عينة دم من مجموعة متنوعة من الماشية، بما في ذلك الإبل والأبقار والأغنام والماعز وبعض الحيوانات المرتبطة بالإبل وحيدة السنام. وكانت هذه الحيوانات من عدة دول مختلفة شملت سلطنة عمان وهولندا وإسبانيا وتشيلي.
ولم يتم العثور على أجسام مضادة للفيروس في عينات الدم المأخوذة من 160 حيوانا من الأبقار والأغنام والماعز من هولندا وإسبانيا، ولكن عثر على الأجسام المضادة في جميع العينات الخمسين المأخوذة من الإبل في عمان. وهذا هو سبب نفي وكيل الوزارة أن يكون الفيروس قد وصل إلى جمالنا التي بلغت شأنا عظيما في أسعارها وتدليها وكان الأوجه والأصوب بأن يدفع بجمال من بلادنا لكي تخضع للدراسة فمن عندنا ظهر الفيروس، وإن لم نشأ إدخال جمالنا في (السمعة السيئة)، ألم يكن مهما متابعة ما قيل عن الدراسة الهولندية قبل الحط من شأنها ووصفها بالعادية، قبل تبرئة نوقنا وجمالنا وبكراتنا من حملها للفيروس وتنزيه جلودها ولحومها ودمائها كونها غالية الثمن ولا تتنازل لأن تصاب بمرض نادر وغامض وليقل الحساد عنها وعن سنامها ما يريدون قوله .إذ يبدو أن وكيل الوزارة لم يتابع إشادة خبراء آخرون ــ لم يشاركوا في الدراسة ــ بنتائج الدراسة الهولندية واعتبروها خطوة رئيسية نحو حل اللغز والسيطرة على فيروس كورونا الغامض، وجاء تعزيز ثالث من جامعة بون الألمانية أكدت أن الفيروس ربما جاء من خلال حيوان وسيط. ونتمنى أن يتغلب نفي وكيل الوزارة على كل هذه الآراء المجتمعة والمستهدفة سوق إبلنا الواعد، والذي انصب فيها الناس لشراء وبيع النوق بالملايين، ونكون بنفيه قد حافظنا على استقرار سوق الإبل لدينا، ومع أن هذا النفي والتقليل من أهمية الدراسة الهولندية قد أبهجنا إلا أن جزعنا لم يستقر بعد، فقد فقدنا 46 نفسا ماتت من فيروس كورونا، فهل اطمئنانا على سلامة جمالنا واستقرار أسعارها ينسينا أمواتنا!! (طيب اعزموا) الهولنديين على جمالنا عسى وعل ينقلب النفي إلى تأكيد فيحتاط رواد سوق الإبل في بلادنا!!.
المصدر: عكاظ