ظافر العابدين، فنان تونسي رسّخ وجوده في الدراما المصرية، وصنع اسمه وسط كبار النجوم في وقت قصير، فجذب الجمهور العام الماضي في مسلسل «تحت السيطرة»، وهذا العام اقتحم الدراما بمسلسل «الخروج».
حاورنا ظافر العابدين الذي أخبرنا عن سبب قبوله مسلسل «الخروج»، وما أكثر ما أرهقه في العمل، وهل تردد في تقديم تجربة كوميدية من خلال السينما، وماذا عن الفيلم العالمي الذي ينتظره؟ وأسئلة أخرى عديدة في هذا الحوار..
في العام الماضي قدمت عملاً درامياً اجتماعياً من خلال «تحت السيطرة»، وهذا العام في «الخروج» دورك ينتمي لمسلسلات الحركة والغموض، هل هذا وراء قبولك العمل؟
– في الحقيقة هناك سببان وراء قبولي «الخروج» هذا العام، الأول انجذابي للعمل بعدما قرأت سيناريو العمل، فشدني للغاية، وأعجبت بالدور، والسبب الثاني هو رغبتي في تقديم لون مختلف وعمل مختلف، فالسببان كانا مكملين لبعضهما البعض.
ما أكثر شيء أرهقك في شخصية «عمر» التي جسدتها في المسلسل؟
– أكثر ما أرهقني هي التحولات التي مرت، وتمر بها الشخصية، فالسيطرة على الانفعالات وخروجها في محلها هو أهم شيء، بجانب الحفاظ على الجو العام للعمل.
هل هناك ما أضفته على رسم الشخصية؟
– ليس هناك ما أتحدث عنه، ولكن هي في النهاية هي وجهة نظر المخرج والمؤلف، تنضم له وجهة نظر الفنان في الشخصية، لذلك ليس هناك ما أضفته حرفياً، ولكنها رؤية يتم التوافق عليها بين المخرج والكاتب والفنان.
هل قصة الحب في «الخروج» خففت من حدة المسلسل؟
– بالطبع، إلى جانب أن البعد الإنساني مهم من أجل إلقاء الضوء عليه، فالضابط ليس رجلاً بلا منزل أو أسرة، ولكن هناك أسرة ومنزلاً وحبيبة أو خطيبة أو زوجة، وأنا دائماً أهتم أن يكون البعد الإنساني حاضراً، لأنه واقع يجب التطرق له.
الجمهور يتعلق غالباً بقصص الحب في الدراما، هل فكرت في تقديم عمل رومانسي؟
– بالطبع تابعت ذلك وأعجبت به، ودائماً أفضّل أن يكون العمل متوازناً، يحمل العديد من المشاعر الإنسانية، ولكن ما يحكم في النهاية هو السيناريو الجيد، فإذا عُرض عليّ سيناريو جيد ويكون عملاً رومانسياً، بالفعل سأوافق عليه، أما إذا لم يكن هناك سيناريو رومانسي مكتوب بشكل جيد فبالتأكيد لن أشارك.
دورك يدور في أكثر من محور بين شعور بالذنب والحب والرغبة في الانتقام.. هل تلك التوليفة تُزيد من صعوبة تجسيدك للدور؟
– بالفعل فإظهار تلك المشاعر باتزان وحساب مطلوب، وإلا فقدت مصداقيتك عند الجمهور، فلكل شخصية يجسدها الفنان طبيعة وملامح، فلو أردت مثلاً حمل المسدس بطريقة استعراضية لا تتناسب مع كوني ضابطاً سأفقد مصداقيتي، لذلك التوليفة تُزيد من صعوبة الدور، ولكنها تضع الفنان في تحد.
هل ترددت في المشاركة في فيلم «عصمت أبوشنب» باعتباره عملاً كوميدياً؟
– إطلاقا سعدت جداً عندما عرض عليّ الفيلم، وحرصت على أن أجتهد جداً في تقديمه، والتوقيت جيد إلى حد كبير، بجانب أن مساحة الدور وتركيبته جيدة ولطيفة، والفنان دائماً لا يستطيع التنبؤ بنجاح أو فشل العمل، ولا يمتلك أي فنان سوى الاجتهاد والتوفيق في النهاية من عند الله، وأعتقد أن الفيلم حقق نجاحاً كبيراً ، وتقبله الجمهور بشكل رائع، وتلقيت عليه ردود فعل أسعدتني جداً.
هل رغبت في أن تكون بداية وجودك في السينما المصرية بعمل كوميدي؟
– لا، بالطبع لم أقصد ذلك، ولكن السيناريو حين عُرض عليّ كان جيداً للغاية، ومختلفاً عن الأدوار التي لعبتها من قبل، بجانب أنني أحترم بالتأكيد الكوميديا وأقدرها، وأعرف أن إضحاك المشاهد ليس بالأمر السهل أو الهين.
ملامحك تميل للجدية. هل عمل ذلك على صعوبة مهمتك في فيلم كوميدي؟
– الأدوار هي ما تظهرني بهذا الشكل، لكن من يعرفني أو تعامل معي يعرف أنني أميل للضحك، ولست بتلك الجدية التي تظهر على الشاشة، فأنا عكس ما يظهر تمامًا، أضف إلى ذلك أن الكوميديا في الفيلم نابعة من المواقف نفسها، وأكثر الممثلين كوميدية، هم من يتعاملون بجدية.
ماذا عن الفيلم العالمي الذي تشارك فيه مايكل مادسون؟
– بالفعل أشارك في بطولة العمل الذي تصور أحداثه في كندا، وهو عمل اجتماعي يتحدث عن العالم بعد 20 عاماً من الآن، وأتمنى أن يكون بداية جيدة لوجودي على خريطة السينما العالمية.
هل هناك فنانون مصريون أو عرب تتمنى العمل إلى جانبهم؟
– بالتأكيد محمود عبدالعزيز ويحيى الفخراني والفنان عادل إمام، ومجموعة كبيرة من الفنانين العرب أتمنى العمل إلى جانبهم، فالفنانون العرب على مستوى عالٍ جداً من الخبرة والأداء، ولا يقلون عن النجوم العالميين.
من تحب مشاهدة أعماله كمتفرج؟
– بلا تردد الفنان الراحل أحمد زكي، فأنا دائماً أنتظر عرض أعماله وأشاهدها، وهو من الفنانين العظماء الذين يحلم أي فنان يوماً أن يصل إلى مستوى أدائهم الفني.
هل تعنيك مصطلحات البطولة المطلقة والجماعية؟
– إطلاقاً لا تعنيني، فالمعيار هو دور جيد ودور غير جيد، أما مسألة تسويق العمل باسم أي فنان فلا تعنيني، وفي النهاية لو حقق العمل مشاهدة كل المشاركين من خلاله سيستفيدون.
ما رأيك في قياس معيار نضوج الفنان بقدرته على بطولة مطلقة لعمل فني؟
– أن يكون الفنان هو بطل العمل لمجرد البطولة لا بالطبع، ولكن الفنان الناجح هو البطل، وفي النهاية المجموعة هي ما تؤثر على العمل بالتأكيد، لو كانت المجموعة جيدة فسيكون عملاً رائعاً.
المصدر: الخليج