كاتب سعودي
الراصد والمتابع لما يحدث في معرض الكتاب الذي يقام سنوياً، يؤمن أن هناك تغيراً تقدمياً مذهلاً حول القراءة ومتابعة الجديد في مختلف الجوانب الثقافية، وهذا ما يعطي ملمحاً حيوياً للشأن الثقافي مقارنة بالسنوات الماضية.
وبغض النظر إذا كان الهدف من الشراء هو مجرد الاقتناء أو القراءة، إلا أن ما حدث في نسيج المجتمع السعودي يعطي دلائل لا يجب أن تمر على الباحث دون الوقوف عندها.. ماذا يعني أن لا يجد الشخص موقفاً لسيارته إلا بصعوبة وأن تشاهد أفراد العائلة وهم يقفون طويلاً أمام دور النشر لأجل المحاسبة وأن تتحول الأكياس إلى عربات يجر فيها الكتب؛ لكثرتها، وأن لا يتمالك الشخص نفسه في أن يقف وهو يقرأ الصفحات الأولى من الكتب.. هذه الظاهرة تبعث الأمل حول شخصية المواطن السعودي الذي كانت الفكرة عنه قبل ثلاثة عقود أنه بدوي ولديه جمل وسيارة مرسيدس ومتكئ على بئر من البترول ولا يعرف من القراءة سوى القرآن عن ظهر غيب!
لقد أحسنت وزارة الثقافة والإعلام في إعداد وترتيب المعرض منذ وقت مبكر وفي كل عام يلاحظ الزائر أن دور النشر في ازدياد وشغف القراءة يأتي معه مطرداً.. الشكر لمنسوبي الوزارة وعلى رأسهم الدكتور عبدالعزيز خوجة ووكيل الوزارة الدكتور ناصر الحجيلان على جهودهم وتفاعلهم في خدمة ضيوف المعرض الذي تحول إلى معرض ثقافي وظاهرة للكتاب.
المصدر: صحيفة الشرق