رئيس تحرير صحيفة الرؤية
عودة الرئيس اليمني الشرعي والمنتخب عبد ربه منصور هادي إلى العاصمة المؤقتة عدن، تعتبر انتصاراً حقيقياً للإرادة اليمنية، ونجاحاً لجهود التحالف العربي الذي تمكن من هزيمة الحوثيين والانقلابيين وطردهم من عدن ومن عشرات المدن، بل ونجح في تحرير ثُلثي الأراضي اليمنية خلال ستة أشهر فقط.
كان الكثيرون يراهنون على عدم عودة هادي إلى عدن أمس بسبب الأوضاع الأمنية تارة، وبسبب الاعتقاد بعدم استعداده للمغامرة لعدم امتلاك حكومته الموارد التي تساعده على تحريك الوضع أو تنفيذ المشاريع، لكن شجاعة هادي وحكومته فاجأتهم، فوصل الرئيس على الرغم من المخاطر المحتملة، وقرر أن يكون مع أبناء شعبه الذين صمدوا شهوراً أمام العبث الحوثي، وقرر أن يكمل هذه الحرب من على الأرض هناك، وأن يشارك أبناء شعبه إعادة الأمل بالتعاون مع قوات التحالف العربي التي تشارك دوله بكل ما تستطيع في دعم الحكومة الشرعية من خلال إعادة الخدمات الضرورية، وإعادة الحياة الطبيعية للشعب في عدن والمدن والمناطق المحررة.
اليوم، وبعد هذا الحدث التاريخي المهم في اليمن من الضروري أن يقف العالم بأسره مع الرئيس المنتخب في اليمن وحكومته الشرعية، من خلال تقديم المساعدات التي يحتاج إليها اليمن، ففي هذه الحرب لم تترك مليشيات الحوثي شبراً مرت عليه إلا وعاثت فيه خراباً وتدميراً، وزرعت فيه الألغام، حتى الأرض الجرداء لم تسلم منها!
اليمن اليوم بحاجة إلى إعادة إعمار شاملة في جميع المجالات ابتداءً من توفير الغذاء والدواء، مروراً بتوفير الكهرباء والمياه الصالحة للشرب، وتأهيل المستوصفات والمدارس والجامعات، والبنية التحتية التي دمّرها وخرّبها الحوثي وقوات صالح.
دول التحالف العربي بدأت تقديم المساعدات، والإمارات أنفقت حتى هذا اليوم أكثر من 200 مليون دولار على العمليات الإنسانية وإعادة الإعمار.
لكن كل هذا لا يكفي، فالحرب العبثية التي خاضها الحوثي نيابة عن مقاوله الإيراني دمرت كل شيء، لذا فإن الجهود الدولية والمساهمة الدولية في إعادة الإعمار يجب ألا تتأخر.. والرئيس هادي يجب أن يكون مستعداً بشكل جيد جداً وهو في طريقه إلى نيويورك لحضور جلسات الجمعية العامة، فالعالم ينتظر أن يسمع من الرئيس حقيقة الأوضاع في بلده، ويجب أن يكون قادراً على تنفيذ «المهمة المستحيلة» في إقناع دول العالم المترددة والمتشككة بواقع الحال في اليمن، وبالتالي بضرورة وقوف تلك الدول إلى جانب الحكومة الشرعية ودعمها من أجل وضع حد للعبث الحوثي والبدء في إعادة الإعمار.
التحالف العربي ودولة الإمارات بالتحديد مع الحكومة الشرعية حتى نهاية الطريق، وهذا ما أكده صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة خلال لقائه الأخير مع الرئيس هادي في أبوظبي، لكن الجهد الدبلوماسي العربي مطلوب هذه الأيام، ليس من دول التحالف فقط، إنما جميع الدول العربية، يمكنها أن تساهم في دعم اليمن من خلال وجودها في الأمم المتحدة، ونقل الواقع الذي يعيشه اليمن والأخطار التي يواجهها، وبالتالي إقناع المجتمع الدولي بتحرك حقيقي، إنساني وأخلاقي ومعنوي ومادي، تجاه شعب يحمي وطنه من الأطماع الخارجية ومن العبث الداخلي.
كل عام وشعب اليمن الصابر والمرابط بألف خير، فعيده عيدان، عيد بعودة الرئيس، والآخر عيد الأضحى المبارك.
*اليوم وبعد هذا الحدث التاريخي المهم في اليمن من الضروري أن يقف العالم بأسره مع الرئيس المنتخب في اليمن وحكومته الشرعية .
*الحرب العبثية التي خاضها الحوثي نيابة عن مقاوله الإيراني ، دمرت كل شيء، لذا فإن الجهد الدولي والمساهمة الدولية في إعادة الإعمار يجب ألا تتأخر
المصدر: صحيفة الإتحاد