«نحن في أحضان عام القراءة، هذا العام الذي أتى بمبادرة كريمة من صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، هذه المبادرة الثقافية التي أضحت هوية هذا العام لترسخ ثقافة العلم والمعرفة والاطلاع في نفوس المواطنين والمقيمين على أرض هذا الوطن المعطاء. تلك الرؤية التي رسمها باني هذه البلاد المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان، هو مَن بذر تلك البذرة التي تقوم على أن بناء الدول لا يتم فقط بالتركيز على العمران المادي والتكنولوجي، لكنه يعتمد على اللبنة الأولى وهو الإنسان».
بهذه الكلمات بدأ المهندس عبد الرحمن الحمادي كلمته التي رحب فيها بالمحاضر د. عارف الشيخ، في مستهل الأمسية التي نظمتها دار الكتب في هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة، بالتعاون مع مؤسسة «زايد للأعمال الخيرية والإنسانية»، مساء أمس الأول، في مقر المؤسسة، بحضور كل من أحمد شبيب الظاهري مدير عام المؤسسة، والمستشار علي الهاشمي، والجمهور المتابع للأنشطة الثقافية.
ثم بدأ د. عارف حديثه بشكر المنظمين قائلاً: حسناً فعلتم أنكم جمعتم بين الشعر والنثر، والشعر أوقع في نظري من النثر، وسأبدأ بقصيدة كتبتها يوم عودة جثامين أبطالنا الشهداء، ورأينا صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، يزور أهلهم ويعزيهم، وهي بعنوان «خجَّلْتَنا بتواضُعِك»:
أبناءَ «زايدَ» أنتم في الورى الرُّحَما
وأنتم اليـــــوم غيــــثٌ فـــــــي الســـــماء هَمَى
شـــــــهيدنا هــــو عنـــــد الله مســـــكنه
في الخلد وهو لديكم صار في العُظَما
البَرُّ يغبطكم والبحــــــرُ يغبطــــكم
فيكم من الطيب ما قد كان في القدما
من «زايد» قد ورثتم لطف معشره
ومنــــه أنتــــــم ورثتـــــــــــم تلكمـــــا الشِّــــــــــيما
يمضى «أبو خالد» يخطو خطاه إلى
العـــــزاء حيــــث أقامـــــــــوا للعـــــــــــزا خِيَمـــــا
نعم يُهنّئ مَن قد عاد من يمنٍ
نعم يُواسي الثكالى يمسح الألما
ثم ألقى الشاعر قصيدة ثانية بعنوان «فليستمرّ عامنا قراءة»، جاء فيها:
علَّمتنــــــــــا كيــــف نجـــــيءُ أوَّلا
علَّمتنــا أن نرتقـــي بين الملا
نعـــــم وقُمــــــــتَ بيننـــــا معلِّمــــاً
مُحاضـــــــــراً مفكِّـــــــــــراً ممثِّــــــلا
تعصـــف بالأذهـــان في دوائر
وفي البيـــــوت تـــــستفزُّ الأنبلا
فخابَ مَن لم يَتَّخِذكَ قدوةً
وخابَ مَن لم يفهَمَنْكَ بطلا
وركز د. عارف في المحاضرة على أهمية القراءة، مستشهداً بقول صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله: «العلم من الدين، والمعرفة سبيل الحضارة، والكتاب نور وهدى وطريق لعمارة المستقبل، وإذا أردنا أن نفتح أبواب الأمل أمام الملايين فلا بد أن نفتح لهم أبواب العلم والمعرفة».
وأشار إلى ما اوردته بعض التقارير من أن «في العالم العربي عشرة آلاف مدرسة من غير مكتبة، وهناك ملايين الأطفال اللاجئين من غير برامج تعليمية ولا كتب دراسية»، وضرب مثلاً بحوار بين الفيلسوف الأميركي وليم جيمس وابنه الذي سأله: ماذا أقول للناس عن عملك بعد تقاعدك؟ قال الأب: «قل لهم إني دائم السفر والتجوال، لألقى الفلاسفة والأدباء والمفكرين من كل عنصر وجنس ودين، غير عابئ بحدود جغرافية ولا بفترات زمنية، إنني أُصغي بواسطة الكتب إلى الأموات القدامى، كما أصغي إلى الأحياء الذين تفصلني عنهم مسافات شاسعة».
ودعا المحاضر إلى ضرورة أن تتحول القراءة إلى عادة وإدمان، مشيراً إلى أن تقريراً لإحدى الجامعات العربية ذكر «أن 72% من خريجي الجامعات يتخرجون من دون أن يقوموا باستعارة كتاب واحد من مكتبة الجامعة»، مورداً العديد من الشواهد من التراث العربي والعالمي التي تؤكد أهمية القراءة.
المصدر: الإتحاد