عامان على لغز اختفاء الطائرة الماليزية

منوعات

تتزامن الذكرى الثانية لاختفاء الطائرة الماليزية (بوينغ 777 – 200)، التي يشكل اختفاؤها واحداً من أكبر الألغاز في تاريخ الطيران المدني، مع موعد انتهاء مهلة للادعاء على شركة الطيران بعد حادث.
وقدّم أقرباء عدد من الركاب وأهاليهم شكاوى ضد شركة الطيران الماليزية في الأيام الأخيرة، في الولايات المتحدة وماليزيا والصين وأستراليا وغيرها، بينما وافق آخرون على تسويات ودية، كما قال محامون.
وقدمت عائلة أميركية كان أحد أفرادها على متن الطائرة الماليزية، دعوى ضد شركة بوينغ المصنعة للطائرة في الولايات المتحدة، لتكون الأولى من نوعها في أميركا.
ويتهم أقرباء عدد من الركاب الذين فُجعوا بالحادث، شركة الطيران الجوية والحكومة الماليزية بإخفاء معلومات عن هذه المأساة، والتباطؤ في معالجة هذه القضية، لكنهما تنفيان ذلك.
ويمهل القانون الدولي العائلات سنتين لرفع دعوى في قضايا حوادث الطيران، وهذا ما فعلته العائلات رغماً عنها. ولمناسبة الذكرى الثانية لاختفاء الطائرة نشر فريق الخبراء الدوليين الذي تترأسه ماليزيا للتحقيق في هذه القضية تقريره السنوي الموقت. لكن المعلومات التي تضمنها لا تقدم اي تفاصيل جديدة عن اختفاء الطائرة الغامض. وقال التقرير المقتضب “حتى اليوم لم يعثر على جسم الطائرة على الرغم من عمليات البحث في جنوب المحيط الهندي”.
وكانت الطائرة تقوم برحلة بين كوالالمبور وبكين وعلى متنها 239 شخصاً، بينهم 153 صينياً، عندما فقدت في الثامن من آذار (مارس) 2014. وأعلن رسمياً، أن الطائرة تحطّمت في المحيط الهندي. وتقدّم أقرباء عدد من ركاب الطائرة الصينيين، بالشكاوى ضد شركة الطيران الماليزية ومجموعة بوينغ المنتجة للطائرة وشركة رولس رويس المصنعة للمحرك وكذلك شركات تأمين. وقال أحد المحامين عن العائلات إن التعويضات المطلوبة تتراوح بين 152 ألف دولار و1.07 مليون دولار للراكب، وفق السن والدخل.
وقبل أيام، أعلنت السلطات الماليزية أن سائحاً أميركياً عثر في أحد شواطئ موزمبيق، على قطعة من حطام طائرة “من الممكن جداً” أن تكون لطائرة “بوينغ 777”.
وكان العثور على قطعة حطام من الطائرة في جزيرة لا ريونيون الفرنسية، في آب (أغسطس) من العام الماضي، أحيا الأمل بحل أكبر لغز في تاريخ الطيران المدني، وشكّل أول دليل على تحطّمها في المحيط الهندي.
وكانت الطائرة المنكوبة اختفت عن شاشات الرادار يوم السبت 8 آذار 2014 الساعة الـ7.30 بتوقيت غرينتش، بعد إقلاعها من مطار كوالامبور في تمام الساعة 00:41 صباحاً بالتوقيت المحلي، متّجهة إلى العاصمة الصينية بكين، وكان من المتوقع وصولها الساعة 6.30 صباحاً (بالتوقيت المحلي).
وعقب اختفائها مباشرة، استنفرت مجموعة من الدول للبحث عنها، على رأسها أميركا والصين وأستراليا وبعض دول جنوب شرقي آسيا، في محاولة للعثور على أي مؤشرات تنبئ بمصير 239 راكباً كانوا على متنها. (اقرأ: قصة الطائرة الماليزية منذ إقلاعها حتى سقوطها).
وقال المحامي جانغ تشيهواي، الذي يمثل مجموعة المدعين، إن كثراً من أقرباء الصينيين المفقودين ما زالوا، على رغم تقدمهم بالشكوى، مقتنعين بأنهم على قيد الحياة ومحتجزين بالقوة في مكان ما، على رغم العثور أخيراً على قطعة من الطائرة في جزيرة لا ريونيون وقطع حطام قد تكون تلك التي في موزمبيق. وكان الغموض المحيط باختفاء الطائرة الماليزية فتح الباب على العديد من الاحتمالات، وبرز حينها حديث أقارب الركاب حول أن هواتف ذويهم المفقودين ما زالت تعمل بعد ثلاثة أيام من اختفاء الطائرة. (اقرأ: لماذا لا تزال هواتف ركاب الطائرة الماليزية المفقودة «ترن»؟).
وفي ظل إخفاق محاولات تحديد مكان حطام طائرة البوينغ 777 حتى الآن، وفي غياب أي مؤشرات جديدة تقود عمليات البحث، الأوسع والأكثر كلفة في التاريخ، فإن مجموعة البحث ستنهي بحلول تموز(يوليو) المقبل عملياتها التي تتركز على أعماق المحيط الهندي في منطقة واسعة تبلغ مساحتها 120 ألف كيلومتر مربع، أي ما يعادل ثلاثة أضعاف مساحة سويسرا.
المصدر: جريدة الحياة