ضابط في شرطة دبي برتبة مقدم ، حاصل على درجة الدكتوراة من جامعة سالفورد بالمملكة المتحدة في إدارة التغيير وعلى درجة الماجستير في الإدارة العامة (MPA) من جامعة ولاية أوريجون بالولايات المتحدة الأمريكية، مهتم في مجال الجودة والتميز المؤسسي ، يعمل حالياً مديراً لمركز أبحاث التميز بالإدارة العامة للجودة الشاملة بشرطة دبي
مهما كان القادم مجهولاً، افتح عينيك للأحلام والطموح، فَغداً يوم جديد، وغداً أنت شخص جديد ــ علي الطنطاوي
هي الصغرى بين إخوتها، كانت متميزة دراسياً، وعلى الرغم من شقاوتها حصلت على نسبة 95% في الثانوية العامة. وكان والدها حسن المعيني (رحمه الله) من أوائل الذين مارسوا مهنة التمريض في الدولة، لقد أحبت مهنةَ أبيها الإنسانية، وزيّه الأبيض الجميل، ومن هنا بدأ الشغف بدراسة الطب، فالتحقت بكلية دبي الطبية للبنات دون تردّد. وبدأت أولى خطوات تحقيق الحلم، لكنها ــ وهي في السنة الثالثة عام 2006 ــ بدأت تعاني أعراض الحمى والزكام والإرهاق الجسدي، وكان تشخيص الطبيب بأنها أعراض طبيعية ستزول بالمضادات الحيوية، إلا أنها لم تَزُل ولم تنتهِ بل ازدادت سوءاً، وبعد بضعة أشهر تم اكتشاف إصابتها بمرض نادر من أمراض الروماتيزم!
في تلك الفترة الحَرِجَة قدر الله أن يمرض والدها ثم وافاه الأجل (رحمة الله عليه)، وهنا تدهورت حالة نوف، ثم دخلت في غيبوبة فأبلغ الأطباءُ أهلَها بأن «يترحموا عليها»، ولكن فضل الله وكرمه كان كبيراً فقد عادت إلى الحياة بعد أيام ليتم نقلها على وجه السرعة إلى لندن، وهناك تأكدتْ خطورة حالتها وإصابتها بالغرغرينا، فقرّر الأطباء بتر رجليْها على وجه السرعة. تقول نوف: خلال الأشهر الستة الأولى أجرِيتْ لي 40 عملية جراحية!
بالرغم من مرارة هذه الظروف وقساوتها لم تنسَ نوف حلمها، إذْ سارعتْ بعد رحلة علاج استغرقت ثلاث سنوات، بالذهاب مباشرة إلى كليتها طالبةً من رئيسها الموافقة على إعادة تسجيلها لاستكمال دراستها، إلا أن المفاجأة كانت رده بالرفض بحجة إعاقتها! فواجهته بإصرار وحزم، قائلةً: إن كنت قد خسرتُ أطرافي، فأنا لم أخسر عقلي! وأمام موقفها الحاسم طلب منها الرئيس الانتظار ريثما يشاور الإدارة، فجاءت الموافقة مشروطة بامتحان إذا نجحتْ فيه تستطيع إكمال السنة المتبقية، وبعون الله نجحت بتقدير جيد جداً، ثمَّ تخرجت في السنة التالية لتصبح أول طبيبة إماراتية من ذوي الاحتياجات الخاصة.
اليوم الدكتورة نوف طبيبة في مستشفى توام بالعين، وفي الجمعة الماضية غادرتْ أرض الوطن إلى فرنسا في بعثة دراسية لمدة ست سنوات، ستعود لنا استشارية في تخصص الأشعة.
مع العام الجديد، تتجدد الأهداف والمطامح، ومنْ يعتريه الكسل والخمول فليتذكر قصة نوف!
كل عام والدكتورة نوف وأنتم من نجاح إلى نجاح.
المصدر: الإمارات اليوم
http://www.emaratalyoum.com/opinion/2015-01-08-1.744429